أثارت زيارة وفد من برلمان إقليم كردستان العراق، إلى مدينة عفرين السورية، تساؤلات عدة حول أسبابها وانعكاساتها على علاقة الإقليم مع تركيا التي أخذت تتعافى مؤخرا، بعد توتر سببه استفتاء الانفصال في أيلول/ سبتمبر الماضي.
وعلى الرغم من أن الوفد يمثل موقفا شعبيا كونه يضم ممثليهم في البرلمان، بحسب رأي البعض، إلا أن تلك الخطوة تمثل انزعاجا لتركيا التي تنفذ عملية عسكرية أطلقت عليها "غصن الزيتون" في عفرين، على حد قول آخرين.
وكان حزب الاتحاد الإسلامي الكردستاني، يقود وساطة بين حكومة إقليم كردستان العراق، وتركيا، في إطار إعادة بناء الثقة والروابط بين دول الجوار والإقليم بعدما شهدت توترا بسبب إجراء الاستفتاء على الانفصال، حسبما صرح القيادي في الحزب، جمال كوجر لـ"عربي21" بوقت سابق.
اقرأ ايضا: تأكيدا لانفراد "عربي21".. نيجيرفان البارزاني يصل تركيا
وقال المحلل السياسي التركي، جنكيز تومار إن "تركيا لا ترى هذه الزيارة إيجابية بالنسبة للعلاقات مع الأكراد في إقليم كردستان العراق، لكنها تعودت على العلاقات بين كردستان العراق، والشمال السوري، كما حدث في عملية كوباني (عين العرب)".
وأضاف في حديث لـ"عربي21" أن "تركيا تعلم بمشروع الدولة الكردية الذي تسعى إلى إقامته الولايات المتحدة الأمريكية، من شمال العراق إلى البحر الأبيض المتوسط، حيث أن تركيا تحاول أن تمنع ذلك".
وأردف تومار أن "تركيا تزعجها مثل هذه الخطوات، لأنها ساعدت الأكراد في كردستان العراق منذ في الرئيس الراحل صدام حسين، وكذلك في كوباني، كما أجرت محادثات معهم منذ 8 سنوات".
وأشار إلى أن "تركيا حاولت بكل الوسائل حل القضية الكردية، لكن الأكراد يريدون إقامة دولة، وهنا لا توجد نقطة مشتركة حول هذا الموضوع بين تركيا والأكراد، لأن تركيا ضد إقامة دولة كردية في المنطقة".
"زيارة قومية"
من جهته، قال المحلل السياسي الكردي، ريبوار عبد الله، إن "الوفد يمثل شرائح المجتمع الكردستاني، باعتبارهم ممثلي الشعب، وبالتالي لا تعتبر هذه الزيارة سياسية، وإنما شعبية".
وأضاف لـ"عربي21" أن "ما يجري في عفرين الكردية، من قتال دائرة بين القوات التركية، والمقاتلين الأكراد، ألقى على عاتق برلمانيي كردستان تقصي الحقائق في المدينة".
وبخصوص أسباب الزيارة، فقد عدها المحلل السياسي الكردي بأنها "ذات أبعاد قومية وإنسانية، ولا وجود لأي سبب سياسي يقف وراء هذه الزيارة".
اقرأ ايضا: تقدم للجيش التركي في عفرين ومقتل أحد جنوده بالعملية
واستبعد أن "تزيد الزيارة الخلاف بين الحكومة التركية وإقليم كردستان، وأن هناك وسائل دبلوماسية لإعادة العلاقة لسالف عهدها، والوفد ممثل عن شعب كردستان وليسوا من الحكومة".
وحول علم السلطات التركية المسبق بالزيارة من عدمه، قال المحلل السياسي الكردي: "لا اعتقد أن تركيا لديها علم مسبق بالزيارة".
وتوجه وفد من برلمان إقليم كردستان إلى مدينة عفرين السورية للاطلاع على الأوضاع فيها في ظل العملية العسكرية "غصن الزيتون" التي أطلقتها القوات التركية مع الجيش السوري الحر، قبل أقل من شهر.
وقال المستشار الإعلامي لرئاسة برلمان إقليم كردستان، طارق جوهر، إن "الوفد مؤلف من خمسة أشخاص من كُتل الحزب الديمقراطي الكردستاني، الاتحاد الوطني الكردستاني، حركة التغيير، الحزب الشيوعي الكردستاني، والاتحاد الإسلامي الكردستاني".
وأضاف جوهر في تصريح نقلته شبكة "رووداو" الكردية أن "الوفد البرلماني الكردي سيدخل معه مساعدات مؤلفة من الأدوية والمستلزمات الطبية، وأن هذه المساعدات مقدمة من وزارة الصحة في إقليم كردستان".
يشار إلى أن برلمان إقليم كردستان استنكر خلال جلسة عقدها في يوم 30 كانون الثاني/ يناير الماضي، العملية العسكرية التركية في مدينة عفرين السورية، مطالبا الأمم المتحدة بـ"اتخاذ موقف بهذا الخصوص، وإيقاف فوري للعمليات".
أنباء عن مساندة مليشيات شيعية لـ"الوحدات" في عفرين
القوات التركية تسيطر على جبل استراتيجي في عفرين (شاهد)
الجيش التركي يدفع بتعزيزات جديدة إلى الحدود مع سوريا