عادت صفقة طائرات الرافال الفرنسية التي تعاقدت عليها مصر في 2014، واستكملتها في 2016، للواجهة من جديد؛ حيث كشف خبير الاتصال والمعرفة، نائل الشافعي، عن أن طائرات الرافال مجردة من القدرات الصاروخية المتطورة، بناء على طلب الإدارة الأمريكية من فرنسا.
الشافعي، أكد عبر صفحته بـ"فيسبوك"، أنه بعد سنتين من شراء مصر صفقة الطائرة الفرنسية بـ3 مليارات دولار، اكتشفت أنها غير قادرة على حمل الصواريخ الموجهة التي تظهر في كاتولوجات الطائرة، وأن مصر طلبت من فرنسا في 2016، دفعة جديدة قادرة على حمل صواريخ كروز وتعديل ما استلمتهم مصر من قبل،موضحا أن القاهرة اكتشفت أن أمريكا منعت تنفيذ الطلب المصري بحجة أن الصاروخ الأوروبي به أجزاء أمريكية الصنع.
والسؤال: من المسؤول عن شراء مصر 24 مقاتلة رافال، بـ 3 مليارات دولار، دون أن يكتشف أنها لا تستطيع حمل الصواريخ الموجهة التي تحملها في كتالوجات وفيديوهات الشركة المنتجة داسو؟ وما مصلحته في عدم كشف الحقيقة إلا بعد شراء مصر الطائرات التي تراجعت الإمارات والكويت وقطر والهند عن شرائها؟
نتيجة لعدة كوارث
وفي إجابته على تلك الأسئلة، قال رئيس المكتب السياسي بالمجلس الثوري المصري، عمرو عادل، إن "المسؤول قطعا هو النظام الحاكم المصري بكل مؤسساته"، مضيفا أن "ما يتم الحديث عنه من محاسبة وكشف الحقيقة يحتاج إلى وجود دولة أولا؛ وهذا غير موجود حتى الآن في مصر".
الضابط السابق بالجيش، أكد لـ"عربي21"، أن ما حدث في صفقة الرافال هو "نتيجة لعدة كوارث متشابكة"، متحدثا عن عدة أسباب أوضح أن "أولها هو الفساد المتجذر في كل بنية النظام المصري، فثقة القيادات في عدم المحاسبة وحجم الثروات الهائل الذي تحت أيديهم يجعل هذه الأمور معتادة بصفقات التسليح بوجه عام".
وأضاف الدكتور في الهندسة الميكانيكية، "وثانيا: لابد من وجود استراتيجية متكاملة لتسليح الجيوش، وهذا يمكن حدوثه بحالة وجود قيادات تمتلك القدر الأدنى من الضمير والانتماء للشعب وفي عدم وجود ذلك تصبح صفقات التسليح وسيلة للسمسرة تماما كصفقات الدواجن الفاسدة التي يقوم بها (ما يسمى الجيش)".
عادل، تابع بقوله "وثالثا: مستوى التسليح يعتمد على المصنع وليس طالب السلاح، وإذا كانت الدولة تعتمد في كامل تسليحها على الخارج، فبالتأكيد تقدم الدولة مصنعة السلاح ما تراه مناسبا لمصلحتها وتوازنات القوة التي تريدها وهذا شيء معروف في التسليح الأمريكي لكل من مصر والكيان الصهيوني، فما يقدم للصهاينة إمكاناته مرتفعة للغاية عن الذي يقدم لما يسمى الجيش المصري".
وأوضح ان السبب الرابع هو "المستوى المتدني الكبير للمتحكمين بالسلطة، فمن الممكن الحصول على قدر معقول من السلاح الجيد بالضغط والتفاوض لأنك بالنهاية ستدفع المال الكثير جدا، ولكن التدني الكبير في المتحكمين بالجيش يجعلهم كاللعبة في أي أمر يمكنهم من رسم الصور المسرحية التي يعرضونها عن قطع الصفيح المرصوص بالمطارات والوحدات".
وأضاف أنهم يسعون لذلك "ليقنعوا بها شعب مصر البائس أننا أعظم جيوش العالم"، مؤكدا أنه "لا يوجد جيش بالتاريخ أو الحاضر يعتمد بكل سلاحه على الخارج ويمكنه التفوق وخاصة إذا كانت قيادات خائنة".
الرد الرسمي
الضابط السابق بالجيش، العميد محمد بدر، شكك بصحة تلك المعلومات بقوله: "ليس هناك معلومات موثوق فيها حول الموضوع، وكلها أخبار لا تتعدى كونها تصريحات صحفية".
وأضاف بدر لـ"عربي21"، ليس لدي بالفعل معلومات أثق في مصادرها كوني أحد الضباط السابقين حول كيفية إتمام مثل تلك الصفقات، ومن المستفيد من شراء طائرات غير مطابقة، كما يدعي مثير هذا الكلام.
وطالب بدر، بعدم الاعتماد على ما يثار بمواقع التواصل الاجتماعي حول مثل تلك الأمور الحساسة، مفضلا الانتظار إلى أن تقوم الجهات الرسمية بالرد وكشف الحقيقة.
كلام فاضي
ويعتقد الكاتب الصحفي، أحمد كشكوشة، أن ما يثار حول جدوى صفقة الرافال وعدم صلاحيتها لحمل الصواريخ، هو "كلام فاضي ومختلق لإثارة الشك والبلبلة بين الشعب"، مضيفا أن إثارة هذا الكلام بالتزامن مع عملية سيناء له دلالة ما، "وتهدف للتشويش على الانتصارات التى يحققها الجيش والشرطة كل يوم في القضاء على الإرهابيين بسيناء".
الصحفي السابق بوكالة أنباء الشرق الأوسط، أشار لـ"عربي21"، إلى عدم وجود أية معلومات حول كيفية إتمام عمليات التعاقد حول الأسلحة، مؤكدا أنه "كاذب من يقول لك إنه يعلم شيئا عن مثل هذه الأمور"، مضيفا أنه "يجب أن نتعرف على حقائق الأمور ولكن لا يجب التسرع في الرد على أشياء نجهلها".
الإدارة الأمريكية
من جانبه، قال الأستاذ بجامعة القاهرة، نادر فرجاني، إن "المملوك الدموي الغشوم (السيسي) يبدد أموالكم، ويقترض على حسابكم، ليشتري طائرات لا تصلح لقتال الأعداء لأنها مجردة من القدرات الصاروخية المتطورة".
فرجاني أضاف عبر صفحته بـ"فيسبوك"، "طائرات الرافال التي اشترها الطاغية سلمت له مجردة من القدرات الصاروخية المتطورة، بناء على طلب الإدارة الأمريكية التي تورد بعض مكونات المعدات الصاروخية المتطورة لتلك الطائرات".
وأشار إلى أن ذلك "يعني أن الشروط نفسها تنطبق على كل أسلحة الجيش المشتراة من الولايات المتحدة"، مشيرا إلى أنه "لا يستطيع أن يستخدم القدرات القتالية لما يراكم من سلاح إلا فيما يسمحون له به"، مضيفا "قمع شعبه والتفاخر الأجوف بها في المناسبات".
للعام الخامس.. عمليات عسكرية في سيناء (إنفوجرافيك)
وزير الخارجية الأمريكي يصل مصر ضمن جولة شرق أوسطية
صحف غربية: الاعتداء على جنينة أمر عادي في دولة السيسي