أظهرت نتائج استطلاع أجرتها جامعة حيفا العبرية أن مؤشرات
"التعايش" بين الفلسطينيين من سكان الداخل واليهود تراجعت بشكل كبير في
ظل الانحياز الإسرائيلي نحو اليمين وارتفاع معدلات التدين والعداء كذلك.
وقالت الكاتبة نوعاه شبيغل في تقرير بصحيفة "هآرتس"
الإسرائيلية إن الاستطلاع يجري كل عامين وحدث تدهور في مواقف اليهود تجاه فلسطينيي
الداخل بين 2015-2017 والعكس صحيح كذلك.
وأورد البروفيسور سامي سموحة من جامعة حيفا
أن هذا الاستطلاع يجري منذ العام 1976، لكن الاستطلاع الأخير الحالي "أظهر
حالة من العداء الثنائي المتبادل، ورفضا متزايدا لمسألة التعايش بينهما، ومما زاد
أيضا نسبة "العرب" الذين لا يعترفون بحق إسرائيل في الوجود، من 74% إلى
66%، فيما تراجعت نسبة اليهود الذين يعترفون بحقوق العرب كأقلية داخل إسرائيل لهم
حقوق كاملة من 80% إلى 74%".
وأضاف سموحة أن الاستطلاع شمل 1400 من "العرب"
واليهود بالمناصفة، بنسبة خطأ تصل 3.7%، وأكدت معطياته أن هناك تهاويا متزايدا في
عدم اعتراف الجمهور العربي بشرعية إسرائيل.
وزعم أن نسبة المعترفين من "العرب"
بإسرائيل عام 2015 تقترب من 53%، لكنها في الاستطلاع الأخير لعام 2017، تراجعت إلى
49%، كما انخفضت نسبة من يعترفون من "العرب" بأن إسرائيل دولة ذات
أغلبية يهودية من 60% في 2015 إلى 44% في 2017.
ولفت سموحة إلى أن الوسط اليهودي يشهد مؤشرات
متزايدة من معاداة "العرب"، فقد أشار استطلاع 2015 إلى أن هناك 57% من
اليهود مستعدون للسماح لتلاميذ "عرب" بالدراسة في مدارس ومؤسسات تعليمية
يدرس فيها أبناؤهم، لكن استطلاع 2017 أشار إلى أن هذه النسبة تراجعت إلى 51% فقط، فيما
ازدادت نسبة اليهود الذين عبروا عن رفضهم لدخول تجمعات سكانية عربية من 60% في
2015 إلى 64% في 2017، كما زادت نسبة اليهود الرافضين لأن يكون جيرانهم من "العرب".
وأشار الاستطلاع إلى أن هناك معطى لافتا يتمثل
في تراجع موافقة اليهود على مغادرة "العرب" لإسرائيل، وتلقي تعويضات
مالية مناسبة، ففي حين قال 41% منهم إنهم يوافقون على ذلك عام 2006، إلا أن النسبة
تراجعت في 2015 إلى 32%، واليوم وصلت النسبة فقط 29%.
البروفيسور سموحة حاول تفسير هذه المعطيات
المتطرفة لدى اليهود بالقول إن حكومة اليمين الحالية برئاسة بنيامين نتنياهو نجحت
في دفع اليهود والعرب إلى مواقف أكثر تطرفا وعدائية.
من جانبها زعمت "العاشرة" في تقرير ترجمته
"عربي21" إنه منذ أن بدأ إجراء هذه الاستطلاعات عام 1976 كانت هناك
أرضية مناسبة للتعايش "العربي اليهودي داخل إسرائيل، لأن غالبية السكان في
الجانبين يؤمنون بوجود مجتمع مشترك، ويقبلون بالدولة داخل الخط الأخضر، ولم يظهر
أي منهما أنه بصدد كسر قواعد اللعبة القائمة بينهما".
وأضافت: "انتشرت هذه الأجواء الإيجابية
عام 1995 قبل اغتيال رئيس الوزراء الأسبق إسحق رابين، حيث كانت فترة ذهبية في علاقة
العرب باليهود، لأن رابين وافق على تقسيم إسرائيل، والاعتراف بالشعب الفلسطيني،
وحكومته حظيت بدعم الأحزاب العربية في الكنيست من خارج الائتلاف الحكومي" على
حد وصفها.
وقالت إن نسبة "العرب الإسرائيليين"
الذين لم يعترفوا بحق إسرائيل في الوجود بلغت 20% عام 1976، لكنها انخفضت عام 1995
إلى 6% فقط، إلا أنها عاودت الصعود في 2017 إلى 24% على حد قولها.
صحفي إسرائيلي: مسيرات العودة تحد جديد لإسرائيل
حرب نفسية إسرائيلية ضد الفلسطينيين.. هؤلاء المستهدفون
تحريض إسرائيلي على الدور التركي في القدس ودعم حماس