صحافة دولية

كيف قدم ترامب هدية لكيم جونغ من خلال قبول القمة؟

قالت مجلة "ذي إيكونوميست" البريطانية إن "ترامب منح كيم جائزة قمة دون مقابل"- جيتي

قالت مجلة "ذي إيكونوميست" البريطانية، إن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالموافقة على قمة تاريخية تجمعه مع زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون مع حلول أيار/ مايو المقبل؛ جاء متسرعا.


وأضافت المجلة البريطانية في تقرير ترجمته "عربي21"، أن "القمة المرتقبة بمثابة هدية مجانية مقدمة من ترامب لزعيم كوريا الشمالية، وهي تخدم كيم جونغ أكثر من رئيس الولايات المتحدة الأمريكية"، بحسب تقديرها.


وتابعت قائلة إننا "لا نتوقع الخير الكثير من القمة المرتقبة"، مؤكدة أن فرص نجاحها "يتطلب حذرا وعملا دبلوماسيا خلف الكواليس"، مشددة على أنه "كان ينبغي على ترامب الانتظار والتعرف على نتائج المفاوضات الاستكشافية الدائرة حاليا، قبل الموافقة على مثل هذه القمة".


وأوضحت مجلة "ذي إيكونوميست" أن أحد أسباب نفاد صبر ترامب، هو "عدم رضاه عن الدبلوماسية التقليدية"، لافتة إلى أن قرار الرئيس الأمريكي يندرج في إطار قراراته غير المتوقعة التي يتخذها منذ توليه رئاسة البيت الأبيض.

 

اقرأ أيضا: عودة التصعيد الإعلامي بين بيونغيانغ وواشنطن


وتوقعت أن يترتب عن القمة المرتقبة بين الزعيمين الكوري الشمالي والأمريكي، زيادة التجمد من قبل كيم وعدم الاستسلام بسهولة ما لم يحصل على "ضمان" لبقاء دولته، التي قدمت تضحيات كبيرة من أجل الوصول لهذه القوة.


ورأت أن الحديث في واشنطن عن أن تشديد العقوبات هي التي دفعت بيونغيانغ للجوء لمثل هذه القمة؛ غير دقيق، مبينة أنه "ربما تم إقناع كيم للجلوس مع ترامب لتوجيه ضربة جديدة على طاولة الحوار"، مستدركة بقولها إن "كيم يعتقد أيضا أن اقترابه من امتلاك صواريخ نووية يمكنها ضرب الولايات المتحدة، جعل ترامب حريصا جدا على مقابلته".


وذكرت المجلة البريطانية أنه "بعبارة أخرى، فإن الأسلحة النووية تتطلب الاحترام"، وهو ما دفع ترامب لاحترام الزعيم الكوري الشمالي رغم أنه دارت بينهما حرب كلامية العام الماضي.


واعتبرت عرض كيم "مناقشة شبه الجزيرة الكورية في مقابل ما وصفه المسؤولون الكوريون الجنوبيون بالضمانات الأمنية، لا يعدو كونه مجرد خدعة ساخرة"، مؤكدة أن كيم "يعرف جيدا أن الضمانات التي يريدها لا يمكن تقديمها، لكنه قد يكون تبرير سلوكه هذا الطريق لأجل التخفيف من حدة التوتر، وتقديم أعذار للصين وروسيا لتخفيض العقوبات".

 

اقرأ أيضا: قمة تاريخية تجمع ترامب وزعيم كوريا الشمالية وسط ترحيب دولي


وتوقعت أن "يحقق كيم نقاطا كثيرة لصالحه من خلال القمة المرتقبة، وبالتحديد في زيادة هيبته داخل بلاده، وسوف يثبت لشعبه أن سلطته لا يجب تحديها، وأن أسلحته النووية أعطت كوريا الشمالية هذا النفوذ والاحترام في العالم".


وختمت المجلة البريطانية تقريرها بالقول إن "ترامب منح كيم جائزة قمة دون مقابل"، مستبعدة أن "تحقق القمة نجاحا كبيرا، وتمهد الطريق لمزيد من المفاوضات الجوهرية"، مشددة على أنها "قمة سابقة لأوانها، وهي غير مدروسة"، بحسب تعبيرها.


يأتي ذلك بعد يوم من الإعلان عن لقاء مرتقب بين زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قبل أن يتراجع البيت الأبيض على ما يبدو ويربط اللقاء بحدوث تطورات في بيونغ يانغ.