نشرت صحيفة "لي أوكي ديلا غويرا" الإيطالية تقريرا، تحدثت فيه عن الأوضاع في
العراق بعد مرور 15 سنة على انطلاق الحرب. ولا تزال الفوضى تعم البلاد إلى حد الآن.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "
عربي21"، إن الحرب التي شنتها قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية على العراق كانت بمثابة البداية لمرحلة من الصراع والفوضى في الشرق الأوسط. وفي حين أن واشنطن كانت فسرت غزوها للعراق بتعلة امتلاك صدام حسين لأسلحة دمار شامل، إلا أنه ثبت لاحقا أن هذه الحرب غير مبررة.
وأقرت الصحيفة أنه بعد مرور 15 سنة من غزو العراق يمكن الجزم بأن الحرب كانت مدمرة، ومن دون أي مبرر، حيث فقد الغرب مكانته في الشرق الأوسط. ويعد الشعب العراقي المتضرر الوحيد من هذه الحرب، التي كانت السبب وراء انزلاق البلاد في عنف طائفي، بالإضافة إلى ظهور العديد من المنظمات الإرهابية، على غرار تنظيم الدولة. وقد تمكن التنظيم من استغلال الفوضى التي تعم البلاد؛ لبسط نفوذه في بعض المناطق العراقية.
وأفادت الصحيفة بأنه إثر سقوط بغداد شهدت البلاد فوضى عارمة ساهمت بشكل مباشر في تأجيج الصراع الطائفي بين التيارين السني والشيعي في الشرق الأوسط. وفي الوقت الذي خسرت فيه الولايات المتحدة الأمريكية مكانتها في المنطقة، تمكنت كل من إيران وروسيا من اكتساب ثقل في الشرق الأوسط على حساب واشنطن.
واعتبرت الصحيفة أنه من المؤسف اكتشاف أن المبررات التي قدمتها الإدارة الأمريكية لغزو العراق ليست سوى أكاذيب أدت إلى نتائج كارثية. وقد كانت الغاية الحقيقية لكل من المملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية تتمثل في تعزيز نفوذ إسرائيل في المنطقة. ومن جهة أخرى، كانت واشنطن تطمح إلى استخدام العراق على اعتباره قاعدة عسكرية لها للحد من النفوذ الإيراني في المنطقة.
وأحالت الصحيفة إلى أن الإدارة الأمريكية قدمت مبررات واهية، على غرار امتلاك صدام حسين لأسلحة دمار شامل، وعلاقته بالقاعدة، فضلا عن تورطه في أحداث 11 أيلول/ سبتمبر. وحسب ما أكده الصحفي الإيطالي مارسيلو فوا، ضغطت كل من حكومة جورج بوش وتوني بلير على وسائل الإعلام والمؤسسات السياسية؛ من أجل الحصول على تأييد الرأي العام الدولي لغزو العراق.
وأكدت الصحيفة أن الحرب الأمريكية خلفت خسائر مادية وبشرية فادحة في العراق. ونجحت بعض وسائل الإعلام في إماطة اللثام عن بشاعة الجرائم التي اقترفها كل من بوش وبلير في حق العراقيين، على غرار، فيلم حرب العراق 2003، بالإضافة إلى الفيلم الإيطالي تحت عنوان "الفلوجة، المذبحة المخفية". ووثق الفيلم جرائم الحرب التي ارتكبتها القوات الأمريكية ضد المدنيين في الفلوجة.
وأفادت الصحيفة بأنه عقب الإعلان عن بدء العمليات العسكرية البريطانية في العراق، خرجت مظاهرات مناوئة للحرب ضد بغداد في العديد من الدول الغربية. وأدى ذلك إلى فقدان الدول الغربية مصداقيتها فيما يتعلق بالترويج لمبادئ الديمقراطية في العالم.
وفي الختام، أكدت الصحيفة أن الغزو الأمريكي للعراق كان بلا مبرر، وخلف عواقب كارثية، على غرار انتشار الفوضى، والعنف الطائفي في منطقة الشرق الأوسط بأسرها. وقد صرح الوزير العراقي السابق، طارق عزيز، قبل وفاته، بأنه يتمنى أن يعم السلام والأمن في العراق، الأمر الذي لم يتحقق بعد.