هذه أهداف الضربات الغربية في سوريا.. هل وصلت الرسالة؟

حملت الضربات العسكرية التي شنتها الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة البريطانية وفرنسا فجر السبت، ضد أهداف تابعة للنظام السوري؛ رسائل متعددة لأكثر من طرف متواجد بقوة في الأزمة السورية، وهو ما ظهر من خلال التحليلات والمتابعات لما بعد الهجوم العسكري.

وأعلنت رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي عقب الضربات العسكرية، أن "ما حدث في سوريا، كان الغرض منه تقويض القدرات لدى النظام السوري لاستمراره في استخدام السلاح الكيميائي"، مؤكدة أنها "رسالة للنظام وحلفائه أن المجتمع الدولي لن يبقى مكتوف الأيدي إزاء استخدام هذا السلاح".

وأضافت ماي أنه "رأينا استخداما متكرر للسلاح الكيميائي، لذلك قررنا أن نوصل رسالة واضحة للحد من هذه الممارسات التي تتعارض مع القوانين الدولية"، مشددة على ضرورة أن "لا يساور نظام الأسد شك، إزاء عزمنا توجيه ضربات أخرى إذا استخدم الكيميائي مجددا".

رسالة أمريكية مختلفة

وأشارت إلى أن "الهجمات كانت محدودة وفعالة وأهدافها كانت مختارة بعناية وبالتنسيق مع حلفائنا"، موضحة أن "الضربات العسكرية تمكنت إلى حد كبير من تقويض قدرة النظام السوري على استخدام السلاح الكيميائي".

وعلى ضوء هذه الرسائل، تحدثت "عربي21" مع المحلل السياسي المقيم في باريس ماجد نعمة، للتعرف على مدى تحققها بعد تنفيذ الضربات العسكرية، مؤكدا أنها "لم تؤد إلى نتائج على الأرض ولم تغير موازين القوى".

اقرأ أيضا: ضربات جوية أمريكية بمشاركة بريطانيا وفرنسا على سوريا (شاهد)

وأضاف نعمة أن "الرسالة التي أرسلتها الضربة الأمريكية البريطانية الفرنسية أننا نحن الأقوى، وأصحاب الفوضى ونطبق شريعة الغاب وقتما نشاء، وندوس بالأقدام كل مبادئ القانون الدولي، لأن التحقيق في استخدام الكيميائي لم يؤكد مسؤولية أحد"، بحسب تعبيره.

وتوقع نعمة أن "تقود هذه الرسائل غير المحققة في الميدان إلى حرب باردة جدا، ويمكن أن تؤدي إلى حرب ساخنة"، مشددا على أن الضربات العسكرية ستقود إلى ردود فعل، ستضر بمصالح الدول التي شاركت في هذه العملية.

وأوضح المحلل السياسي أن "الضربة لم تحقق رسالة تقويض القدرات لدى النظام السوري"، معللا ذلك أنه "طالما روسيا وإيران موجودة وتدعم النظام فلن تتحقق هذه الرسالة"، معتبرا في الوقت ذاته لجوء الدول الثلاث لهذه العملية العسكرية، أنه "للتغطية على مشاكل داخلية في أمريكا وبريطانيا وفرنسا"، وفق تقديره.

الأسد شخصية خطيرة

في المقابل، أكد الجنرال الإسرائيلي عاموس غلعاد أن "ضربة هذا الفجر رسالة قوية، قد تدفع الأسد للتوقف عن استخدام هذا السلاح من جديد، رغم أنه ما زال يسيطر على سوريا برعاية روسيا وإيران، ويعتبر نفسه يقاوم تمردا في بلاده، وسجل انتصارات له في الآونة الأخيرة، وهو مستعد لاستخدام كل وسيلة تمكنه من البقاء".

ورأى غلعاد في مقابلة مع صحيفة "معاريف" الإسرائيلية وترجمتها "عربي21"، أن "استخدام الأسد للسلح الكيمياوي ضد مواطنيه، قد يشجعه غدا على استخدامه ضد فرنسا أو إسرائيل"، مشددا على أن قرار الولايات المتحدة، ركز على ضرورة عدم مرور استخدام هذا السلاح مرور الكرام.

وتابع غلعاد قائلا: "الأسد شخصية خطيرة والهجمة الغربية سوف تردعه"، مستدركا قوله: "لكنه سيعود لسابق عهده، ورغم تجريده من معظم سلاحه الكيماوي الذي كان بحوزته، فقد احتفظ لنفسه بكميات تكفيه لاستكمال قتل أبناء شعبه"، وفق قول الجنرال الإسرائيلي.

بينما، قال الخبير العسكري الإسرائيلي رون بن بشاي إن "حجم الضربة الأمريكية ضد الأهداف السورية، يؤكد أن الرئيس ترامب خشي فعلا من نظيره الروسي، لذلك كانت الضربة محدودة جدا"، مؤكدا أن "الأسد طالما لم يشعر بأن ثمة تهديدا جديا على نظامه، فإنه سيواصل استخدام السلاح الكيماوي".

اقرأ أيضا: هكذا قرأت الصحافة الإسرائيلية القصف على سوريا

وأضاف في تحليل عسكري ترجمته "عربي21" أن "الضربات التي استهدفت عدة أهداف عسكرية تابعة للنظام السوري لم تضرب في عصبه، ولم تجب من النظام أثمانا جدية تجعله يفكر ثلاث مرات قبل أن يقرر استخدام السلاح الكيماوي في مناسبات قادمة".

ورأى بشاي أن "الوضح أن هدف رع الأسد عن استخدام السلاح الكيميائي، لم يتحقق من هذه الضربة، في ظل الرعاية الروسية التي يحظى بها"، متوقعا أن "يكرر نظام الأسد استخدام هذا السلاح من جديد ضد مواطنيه، وربما على المدى البعيد ضد إسرائيل".