(1)
في كوالالمبور، العاصمة الماليزية،
يُغتال العالم الفلسطيني فادي البطش (35
عاما) عقب صلاة الفجر، ويفر الجناة، ولا ندري هل سيتم الإمساك بهم أم سيلحقون
بقتلة الشهيد المبحوح الذي قتل في دبي قبل سنوات، وساعتها أعلن قائد شرطتها ضاحي
خلفان أنه سيلاحقهم، ولكننا اكتشفنا بعد سنوات أن ضاحي يلاحق الإخوان وحماس
والربيع العربي ويشجع على حصار قطر وغزوها.
لا تلعنوا الموساد، فيعلم الله أن الموساد الصهيوني أصبح تلميذا خائبا إذا
ما قورن بالموسادات العربية (نعم الموسادات وليست الكلمة الأخرى القبيحة).
(2)
في العاصمة
الإماراتية أبو ظبي أُعلن عن وفاة الفنانة المغربية وئام
الدحماني (35 عاما) بسكتة قلبية، طبعا لا أحد يشكك في الموت المبكر، ولكن الشك كل
الشك بات في السفر إلى الإمارات التي أصبحت مصيدة للساسة والفنانين، ومن يرفض منهم
الانصياع الكامل لطلبات عيال زايد يموت شنقا وخنقا وضربا وتعذيبا وبطشا، أو يكوت
كمدا بعد أن تنتهك آدميته.
في الإمارات يغيب الموت والسجن الجميع بدءا من إخوة محمد بن زايد المغضوب
عليهم، وانتهاء بمعارضيه الذين نصحوا له بالحسنى..
الإمارات بلد الغموض المخابراتي الداخل مفقود والخارج مولود...
(3)
في العاصمة
السعودية الرياض يعلن عن عملية تبادل
إطلاق نار حول أو داخل
القصر الملكي، حيث يعيش محمد بن سلمان (32 عاما) وتضارب في الآراء حول حقيقة ما
جرى، هل هي محاولة لإسقاط طائرة صغيرة بدون طيار؟ أم أنه تبادل لإطلاق النار في
محاولة لاغتيال ابن سلمان؟ لا أحد يدري، وفي الغالب لن تدري ولن أدري، إلا إذا
قرأت وقرأنا جميعا الفاتحة على روح من سيعلن عن موعد تشييع جنازته ممن قتلوا خارج
أو داخل القصر.
وقد نعلم جميعا إذا خرج علينا الأمير محمد بن سلمان، وكان يجب أن يخرج على
شعبه الذي يريد أن يحكمه مطمئنا إياهم وقائلا الجملة الشهيرة: "اطمنوا يا
شباب أنا بخير.. وحتى لو قتل ابن سلمان أو مات زي بقية خلق الله فكلكم عيال سلمان".
(4)
تعلن
منظمة التربية والعلوم والثقافة التابعة للأمم المتحدة، والمعروفة اختصارا بـ"يونيسكو"
عن فوز المصور
المصري محمود أبو زيد المعروف إعلاميا بشوكان (31 عاما) بجائزة حرية
الصحافة للعام الجاري، وهنا تقوم قيامة نظام الجنرالات، وبدلا من ستر عورتهم، إذا
بخارجية الانقلاب تزيد الطين بلة وتهدد وتندد وتتوعد اليونيسكو وكافة منظمات الأمم
المتحدة بالويل والثبور وعظائم الأمور، لترشيحها صحافيا متهما وليس مدانا بحكم
نهائي من المحكمة.
خرجت
خارجية الانقلاب وعلى طريقة أحمد موسى لتثبت للعالم أنها أصبحت جزءا من المخابرات
الحربية والشؤون المعنوية، وأنها لم تعد معقل الدبلوماسية، بل معقلا للأمن الوطني
وصبية المخابرات الجهلة.
جاء في
بيان المتحدث باسم خارجية الانقلاب: "ترشيح المتهم شوكان لهذه الجائرة قد جاء
بدفع من عدد من المنظمات غير الحكومية، بينها منظمات تحركها دولة قطر المعروفة
بمساندتها لجماعة الإخوان الإرهابية". هل هذا كلام دبلوماسي؟ معقولة؟ وصلنا
لهذه المرحلة؟ ألم تصوت مصر لصالح المرشحة الفرنسية المنافسة للمرشح القطري الذي
كان قاب قوسين أو أدنى من الفوز؛ لولا العنجهية المصرية والمال السعودي والدعم
الإماراتي؟
سؤال
يحيرني:
ماذا لو
منحت هذه الجائزة لأحد صحفيي الإخوان المسلمين المعتقلين أو حتى الذين استشهدوا
وهم ينقلون الأحداث؟ انقلاب أهبل وخارجية تمارس الهبل والشيطنة. ولك الله يا مصر.
(5)
يعلن في
العاصمة البريطانية لندن مساء الأحد الفائت عن فوز اللاعب المصري الخلوق والموهوب
محمد صلاح (26 عاما) بلقب أفضل لاعب في
الدوري الإنجليزي لكرة القدم، وهي جائزة رفيعة المستوى فاز بها من قبل لاعب جزائري
هو رياض محرز، وهو أيضا لاعب موهوب وله سجل رائع في
كرة القدم. وبدلا من أن يحتفل
العرب مجتمعين بإنجاز الشباب العربي، قاموا يتهاوشون عبر صفحات فيسبوك وتويتر ويتنابزون
بالألقاب.
محمد صلاح
اللاعب الذي أعتبره أفضل داعية للإسلام بحركات قدميه وبسجوده متواضعا لله على أرض
الملاعب الأوروبية؛ هو النموذج الذي يجب أن يدور الحوار حوله، وليس محمد صلاح
المصري أو الجزائري أو السعودي؛ لأننا أبناء ملة واحدة.
ما حدث
بالأمس هو ذاته ما يحدث منذ مئة عام.. أمة يتم تفريقها وتفكيكها وإعادة تركيبها
معنى ومبنى لكي تكون أداة طيعة في يد الغرب الذي رأى - ولا يزال يرى - فينا العدو
الحالي والمرتقب لعقود طالما كنا فيها متمسكين بالدين، وأسهل طريقة لضربنا هي ضرب رابطة
الأخوة العربية والإسلامية.