نشرت صحيفة "زود دويتشه تسايتونغ" الألمانية تقريرا سلطت من خلاله الضوء على تدخل الرئيس الأمريكي، دونالد
ترامب، من أجل إقصاء
المغرب من استضافة
كأس العالم 2026. وفي الوقت الحالي، يناضل المغرب ضد تحالف أمريكا الشمالية، "الولايات المتحدة-المكسيك-كندا"، من أجل استضافة كأس العالم، حيث يمتلك ملفا قويا يؤهله لاستضافة هذا العرس الكروي الضخم.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "
عربي21"، إن المغرب يواجه خصمين من أصحاب النفوذ القوي في عالم
كرة القدم، دونالد ترامب وجياني إنفانتينو. وفي حين يحاول كلاهما منع المغرب من تنظيم كأس العالم، يبدو أن محاولاتهم الساذجة، ستصب في مصلحة المملكة المغربية.
وبينت الصحيفة أن إنفانتينو يواجه، حاليا، عدة مشاكل فيما يتعلق بكأس العالم لكرة القدم روسيا 2018، بسبب عزوف العديد من الرعاة عن تقديم دعم. وقد وعد إنفانتينو الروابط الوطنية لكرة القدم، المقدر عددها بنحو 211 رابطة وطنية، بالمزيد من الأموال. ويرى إنفانتينو أن كأس العالم في أمريكا الشمالية سيؤمن له عائدات مادية أكبر من عائدات تنظيمه في المغرب، محاولا تعويض خسارته في كأس العالم في روسيا.
وذكرت الصحيفة أن الملاعب والبنية التحتية لاحتضان فعاليات كأس العالم جاهزة في الولايات المتحدة. ومن المتوقع أن يدر كأس العالم عائدات بنحو خمسة مليارات دولار في حال تنظيمه داخل الولايات المتحدة، منهم اثنان مليار دولار من التذاكر فقط. وبالطبع، لا يمكن تحقيق هذه الأرقام في المغرب.
وأوضحت الصحيفة أن ترامب وإنفانتينو لا يزالان يسعيان للتحايل بغية الحيلولة دون فوز المغرب بتنظيم الحدث. وقد أسند إنفانتينو مؤخرا مسؤولية دراسة ملفات الدول المتقدمة لاستضافة كأس العالم إلى لجنة تتكون من مجموعة من تابعيه المخلصين. وستقوم هذه اللجنة أيضا بتحديد المعايير اللازمة للدول التي تستطيع استضافة كأس العالم. وبناء على ذلك، سيتم اقتراح أسماء هذه الدول في كونغرس الفيفا في حزيران / يونيو القادم.
وأفادت الصحيفة أن إنفانتينو أوصى اللجنة باستبعاد أي ملف لا يتوافق مع توصيات الفيفا حول استضافة كأس العالم. بصورة أوضح، ستحدد لجنة إنفانتينو ما إذا كان ملف المغرب سيكون مطروحا خلال جلسة كونغرس الفيفا. في الوقت ذاته، يدعم الأوروبيون والآسيويون والاتحاد الأفريقي لكرة القدم، كاف، ملف المغرب بقوة. وفي هذا الشأن، صرح مسؤول كبير في الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، يويفا، أنه من غير المقبول أن يستبعد المغرب قبل التصويت.
وأوردت الصحيفة أن الشائعات تنامت حول سعي لجنة إنفانتينو لوضع معايير تقصي المغرب بالفعل. ومن المثير للدهشة أن هذه اللجنة قدمت شكوى للجنة الأخلاق بالفيفا ضد الأمين العام للاتحاد الدولي لكرة القدم، السنغالية فاطمة سامورا، على خلفية وجود علاقة عائلية بينها وبين مقدم ملف المغرب للفيفا. وأكد أعضاء اللجنة أن شكوكهم برزت بقوة إثر مكالمة هاتفية بينهما وقع تبادل عبارات من قبيل "أخي" أو "ابن عمي" في خضمها.
وأضافت الصحيفة أن سامورا أصبحت غير مرحب بها من قبل إنفانتينو، خاصة بعد نجاح مساعيها في تسليط الضوء على ملف المغرب بقوة. وما زاد من إحراج الفيفا، عدم قدرة أتباع إنفانتينو على إثبات العلاقة التي تربط بين سامورا ومقدم الملف بالنيابة عن المغرب.
كشفت هذه القضية النقاب عن إمبراطورية إنفانتينو داخل الفيفا، حيث أنه لأول مرة يتم الإبلاغ عن مسؤول كبير في الاتحاد الدولي لكرة القدم من قبل موظفين في الاتحاد ذاته. وقد اتضح في النهاية أن الشكوى كانت نوعا من أنواع الاستفزاز، خاصة وأن الفيفا من المؤسسات التي لا تأخذ الانتهاكات الأخلاقية على محمل الجد.
وأكدت الصحيفة أن ترامب، الذي يحتاج لدروس في الأخلاق، نشر يوم الجمعة الماضية على حسابه الشخصي على موقع تويتر تغريدة له مهددا: "من العار أن تدعموا دولا، ما زالت تطلب منا المساعدات، ضد ملف الولايات المتحدة الأمريكية. فلماذا سنساعد تلك الدول إذن، بما في ذلك الأمم المتحدة، في حال لم تساعدنا بدورها؟".
وتابعت الصحيفة أنه من غير المفترض أن تتدخل السياسة في الوسط الرياضي بهذه الصورة الفظّة. كما أن أسلوب ترامب يعتبر غير مناسب على الإطلاق، مع العلم أن الفيفا يحظى بقوانين للتعامل مع مثل هذه التدخلات. ومن الغريب أن ترامب طلب من المصوتين التحلي بأقصى قدر من الموضوعية والأخلاق أثناء التصويت، ورفض أي ضغوط يتعرضون لها من قبل حكوماتهم، لأن ذلك يضر بشفافية عملية الاختيار.
وفي الختام، قالت الصحيفة إنه من الواضح أن "اتحاد إنفانتينو لكرة القدم" لن يقوم بتطبيق قوانينه على ترامب. في الأثناء، قد يصب ارتفاع وتيرة تهديدات ترامب في مصلحة المغرب، مما قد يجعله يحصل، في النهاية، على المزيد من الأصوات.