تحدث موقع إسرائيلي، عن المهمة الإيرانية "الصعبة" في الرد على الغارات التي استهدفت المصالح الإيرانية في سوريا، والتي تؤكد الكثير من المؤشرات أن من يقف خلفها هو سلاح الجو الإسرائيلي.
حرب جديدة
ورأى محلل شؤون الشرق الأوسط في موقع "تايمز أوف إسرائيل"، آفي يسسخاروف؛ أن " قائد الحرس الثوري الإيراني، يستصعب العثور على شركاء، في إيران والخارج، لرد عسكري بعد استهداف الإيرانيين في غارات إسرائيلية مفترضة وقعت في سوريا".
وأوضح أن قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، الجنرال قاسم سليماني، يمر بـ"وقت صعب"، لافتا أن "الجنرال الإيراني، وهو الشخصية الأسطورية التي شوهدت في جميع جبهات القتال في أنحاء الشرق الأوسط، وسيضطر للتعامل مع عدة عقبات بسبب الهجمات العسكرية في سوريا المنسوبة إلى إسرائيل".
وبحسب تقديرات مسؤولين إسرائيليين، "يسعى سليماني والحرس الثوري للرد على الغارات في سوريا، ولكن المهمة صعبة؛ لأن إسرائيل تراقب وتعلم بأمر عمليات إيران العسكرية في سوريا، وإضافة إلى ذلك، خارطة المصالح الحالية في المنطق، من الصعب فيها تحديد الشركاء المستعدين للمشاركة في الانتقام من إسرائيل".
ونوه الموقع الإسرائيلي، أن "روسيا التي تجني أرباحا من تدخلها في سوريا؛ عبر إعادة إعمار البلد الذي مزقته الحرب وبناء بنية تحتية روسية، لا تسعى لخوض حربا أخرى في سوريا، بعد سبع سنوات من الحرب".
كما أن رئيس النظام السوري، بشار الأسد، "يفضل إعادة الإعمار بدلا من أن يصبح وكيلا إيرانيا، بعد تطهيره مؤخرا العاصمة دمشق من عناصر تنظيم الدولة واستمرار المعارك في مخيم اليرموك".
وبالنسبة لحزب الله، "وهو فرع إيران في لبنان، فعملية الانتقام من إسرائيل ليست أمرا سهلا في الوقت الحالي"، مرجحا أنه "بعد الحملة الانتخابية التي أبرزت تركيز الحزب على المسائل اللبنانية الداخلية، يمكن الافتراض أنه يسعى لتعزيز نفوذه داخل الحكومة اللبنانية، ولن يسارع لخوض حرب جديدة مع إسرائيل نيابة عن طهران".
ومع ذلك، فإن تقديرات مسؤولين إسرائيليين، تؤكد أن "قوات حزب الله العسكرية تشكل جزءا كبيرا من انتشار إيران في سوريا"، وفق الموقع الذي ذكر أن "إيران تعمل بشكل سري على إنشاء مجموعة ترد على إسرائيل بدون تدخل حزب الله وبدون ترك بصمات إيرانية؛ تماما كما عملت إيران ضد السعودية في اليمن في السنوات الأخيرة بمساعدة حزب الله، حيث تطلق قوات الحوثيين الصواريخ نحو السعودية كل بضعة أسابيع".
أهداف عسكرية
وفي سوريا، "لم يلتزم حزب الله وقائده حسن نصر الله رسميا بالمبادرات الإيرانية، ولكنه وافق على إرسال أرفع خبرائه ومستشاريه للمساعدة في المبادرة؛ بإطلاق صواريخ طويلة المدى ضد إسرائيل، بأمل إصابة أهداف عسكرية، وبذلك يناسب هذا الرد على الغارات الإسرائيلية المفترضة".
وأودت تلك الغارات، بحياة العديد من قادة إيران في سوريا، كما يرجح أنها أخرجت مشروع الطائرات المسيرة الإيرانية في سوريا عن الخدمة، وقتل المسؤول الإيراني عن هذا المشروع، وذلك خلال القصف الذي طال قاعدة التيفور العسكرية.
وزعم الموقع، أن "قائد فيلق القدس، يتلقى المساعدة في نقل الصواريخ من إيران إلى سوريا من قبل قائد سلاح جو الحرس الثوري، أمير علي حاجي زاده، وقائد برنامجه للصواريخ أرض أرض، العقيد محمود بكري كترم عبادي".
ونوه أن "سليماني والحرس الثوري يواجهون معارضة إيرانية داخلية، خاصة من الرئيس حسن روحاني ووزير الخارجية محمد جواد ظريف"، مضيقا: "لا تريد إيران أن تعلق بمشاكل في سوريا عشية قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول الانسحاب من الاتفاق النووي الذي وقع عام 2015".
ولكن من الجدير ذكره، أنه "حتى بعد 12 أيار/مايو الجاري، عند إعلان ترامب عن قراره، لا أحد من المعسكر المعتدل في طهران يرى أي فائدة من المشاركة في مواجهة عسكرية مع إسرائيل؛ لأنها قد تكون مكلفة جدا"، وفق الموقع.
وفي هذه الأثناء، يبدو أن الاقتصاد الإيراني يمر في حالة "تدهور"، حيث أفادت صحيفة "وول ستريت جورنال" أمس، بأن إيران "تشهد موجة ضخمة من الإضرابات والمظاهرات مؤخرا، كما أن مستوى البطالة وصل 12 بالمئة، وسعر العملة ينهار، وأسعار المنتجات الأساسية يرتفع".
وذهب "تايمز أوف إسرائيل"، إلى أن "تورط إيران في سوريا على الأرجح لن يجلب الهدوء إلى شوارع طهران المتوترة، بل على العكس، سيؤدي لتدهور إضافي للأوضاع، ويمكننا فقط التكهن ماذا سيحدث، في حال انهيار الاتفاق النووي، وتشديد العقوبات الاقتصادية على طهران".
هكذا قرأت الصحافة الإسرائيلية القصف على سوريا
أين تقع إسرائيل بين دول الصراع العالمي؟.. خبير أمني يجيب
تقدير إسرائيلي: رد محتمل من طهران كفيل بإنهاء نفوذها بسوريا