شهدت منطقة الحدود السورية مع فلسطين تصعيدا غير مسبوق، بعد أن اتهمت إسرائيل فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني باستهداف الجولان السوري المحتل بأكثر من عشرين صاروخا بعد منتصف ليل الأربعاء/ الخميس.
وقالت وكالة الأنباء الرسمية سانا التابعة للنظام
السوري إن الدفاعات الجوية السورية أسقطت "عشرات الصواريخ الإسرائيلية في
الأجواء السورية" في وقت مبكر فجر الخميس، فيا قالت مصادر عسكرية سورية أخرى
إن نيران الصواريخ الإسرائيلية دمرت موقع رادار سوريا.
وأشارت الوكالة إلى أن القصف استهدف مواقع في محافظة
القنيطرة جنوبي سوريا، مشيرة إلى أن "الدفاعات الجوية السورية أسقطت عشرات
الصواريخ الإسرائيلية المعادية وتمنع معظمها من الوصول الى أهدافها".
وقالت وزارة الخارجية السورية إن "أحداث تحرك
من إسرائيل، يؤشر إلى أن مرحلة جديدة من العدوان على سوريا قد بدأت"، مؤكدة
أن "هذا السلوك العدواني، لن يؤدي إلا إلى زيادة التوتر في المنطقة".
من جهته، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن ما لا
يقل عن 23 عنصرا وضابطا من قوات النظام
والتشكيلات الموالية لها قتلوا في القصف الإسرائيلي، الذي طال أهداف متعددة من
الجولان السوري وصولا إلى الضمير".
اقرأ أيضا: ما خيارات إيران في حال انسحبت أمريكا من اتفاق "النووي"؟
وأفاد مدير المرصد أن "الخسائر هي أكبر من
خسائر يوم أمس الأول، كما أن الاستهداف دمر مستودعات أسلحة قرب مطار دمشق الدولي
وفي ريف القنيطرة، إضافة لاستهداف مواقع قرب الفرقة الرابعة، فيما كان الاستهداف
الأكبر في مثلث درعا لقواعد إيرانية".
واعتبر أن "إيران متجذرة في سوريا، ولديها قوات
أكثر من قوات النظام ضمن المناطق السورية"، مبينا أن "الحرب الإيرانية
الإسرائيلي تجري على الأراضي السورية، وفي النهاية الشعب السوري هو من يدفع
الثمن".
وتابع قائلا: "إذا كان الطرفان غاضبان من
بعضهما، فليتحاربوا على الأراضي الإيرانية والإسرائيلية وليس على الأرض السورية،
ولا نعتقد أن الغارات الإسرائيلية تستطيع أن تدمر البنى التحتية لإيران الممتدة من
البوكمال السورية إلى الحدود السورية اللبنانية"، بحسب تعبيره.
في المقابل، قال جيش الاحتلال الإسرائيلي في بيان له
الخميس إن "إسرائيل هاجمت عشرات الأهداف الإيرانية في سوريا ردا على وابل من
الصواريخ استهدف قواعدها العسكرية في مرتفعات الجولان فجر الخميس.
وأضاف البيان أن "إسرائيل قصفت أيضا خمس
بطاريات صواريخ مضادة للطائرات سورية وجهت نيرانها صوب طائراتها".
واتهم المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي جوناثان
كونريكوس، قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني الجنرال بـ"بتدبير هجوم
صاروخي اليوم الخميس على قواعد للجيش الإسرائيلي في مرتفعات الجولان من داخل
سوريا"، موضحا أن "الهجوم الذي أمر سليماني بتنفيذه لم يحقق غرضه".
وكان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي باللغة العربية
أفيخاي أدرعي كتاب على حسابه في موقع تويتر إن "الجيش الإسرائيلي يتحرك في
هذه اللحظات ضد أهداف إيرانية في سوريا"، مضيفاً أن "أي تورط سوري ضد
هذا التحرك سيواجه ببالغ الخطورة".
وبينما بث التلفزيون السوري مشاهد حية لتصدي
الدفاعاتا لجوية للطائرات الإسرائيلية، تداول ناشطون تسجيلات مصورة من المستوطنات
الإسرائيلية في الجولان المحتل وقد دوت صفارات الإنذار فيما سمع في الخلفية أصوات
انفجارات لم يحدد مصادرها .
وفي وقت لاحق، قال متحدث عسكري إسرائيلي إن "إسرائيل أخطرت روسيا قبل الضربات التي نفذتها الخميس على عدة أهداف في سوريا من خلال الآليات القائمة لدينا"، دون ذكر مزيد من التفاصيل.
ويأتي هذا التصعيد بعد ساعات من اختتام رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو زيارة إلى العاصمة الروسية موسكو التقى خلال الرئيس فلاديمير بوتين، حيث تركزت المباحثات على التوتر في المنطقة الحدودية.
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن نتنياهو قوله: من المستبعد أن تسعى روسيا للحد من العمليات العسكرية الإسرائيلية في سوريا".
دول أوروبية تعتبر قصف إسرائيل في سوريا "دفاعا عن النفس"
ليبرمان: ضربنا كل البنية التحتية الإيرانية في سوريا
انطلاق الخط الملاحي الجديد بين قطر والعراق