ننشر أدناه النص الكامل لتقرير "نيويورك تايمز" الذي يكشف عن لقاءات لنجل
ترامب ومقربين منه مع مبعوثين خليجيين؛ لأجل مساعدته في الانتخابات.
وجاء التقرير الذي أعده مارك مازيتي ورونين بيرغمان ودافيد دي كيركباتريك، بعنوان أولي يقول: نجل الرئيس ترامب التقى بحضور مساعدين آخرين مع مبعوث خليجي جاء يعرض المساعدة في الفوز بالانتخابات".
وهنا النص الكامل للتقرير الذي نشرته "نيويورك تايمز"، أمس السبت.
في واشنطن قبل ثلاثة شهور من انتخابات عام 2016، التقت مجموعة صغيرة في ترامب تاور (برج ترامب الكائن في نيويورك) للاجتماع مع دونالد ترامب الابن، النجل الأكبر للرئيس. كان أحدهم إسرائيليا مختصا في التلاعب بمواقع السوشيال ميديا (التواصل الاجتماعي). وكان الشخص الثاني مبعوثا لأميرين عربيين ثريين. وكان الثالث هو متبرع من متبرعي الحزب الجمهوري وصاحب تاريخ مثير للجدل في الشرق الأوسط بوصفه مقاول أمني.
كان الهدف من عقد الاجتماع هو عرض المساعدة على فريق ترامب، وكان من نتائجه التأسيس لعلاقات بين هؤلاء الرجال والدائرة الداخلية لترامب ما لبثت أن تطورت خلال الشهور التالية مرورا بالانتخابات فما بعدها. وخلال العام الأول من وجود الرئيس ترامب في البيت الأبيض، وذلك بحسب ما صرح به عدد من الأشخاص الذين لديهم اطلاع على ما كان يجري من لقاءات.
والذي رتب لهذا اللقاء، الذي جرى في الثالث من أغسطس / آب 2016، كان إريك برينس، المقاول الأمني والرئيس السابق لشركة بلاكووتر. وأما المبعوث، جورج نادر، فقد أخبر دونالد ترامب الابن بأن ولي عهد السعودية وولي عهد
الإمارات يرغبان في مساعدة والده في تحقيق الفوز بالانتخابات ليصبح رئيسا. وأما خبير التواصل الاجتماعي، جويل زامل، فراح يكيل المديح لما تتمتع به شركته من قدرة على تمكين حملة ترامب الانتخابية من التفوق على غيرها. وكانت الشركة قد أعدت مقترحا يكلف عدة ملايين من الدولارات من شأنه مساعدة ترامب على الفوز في الانتخابات عبر التلاعب بمواقع التواصل الاجتماعي.
توظف هذه الشركة عددا من ضباط المخابرات الإسرائيليين السابقين وتتخصص في جمع المعلومات وإعادة تشكيل الرأي العام من خلال مواقع التواصل الاجتماعي.
ليس واضحا ما إذا كان مقترحها قد وضع قيد التنفيذ، ومازال ثمة خلاف بشأن التفاصيل المتعلقة بمن هو الذي فوضها. إلا أن دونالد ترامب الابن رد عليهم بما يفيد الموافقة، وذلك بحسب ما يقوله شخص لديه علم بتفاصيل ما جرى في اللقاء. ثم لم يكن من السيد نادر بعد هذا اللقاء الأولي الذي تم فيه عرض المساعدة أن أصبح بسرعة حليفا مقربا من مستشاري حملة ترامب الرئاسية – حيث كان يجتمع كل حين بزوج ابنة السيد ترامب، جاريد كوشنر، وكذلك مع مايكل تي فلين، الذي أصبح فيما بعد أول مستشار أمن قومي للرئيس. في نفس ذلك الوقت، كان السيد نادر يروج لخطة سرية تتعلق باستخدام مقاولين من القطاع الخاص لزعزعة الاستقرار في إيران، العدو اللدود في المنطقة لكل من المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة.
بعد فوز السيد ترامب في الانتخابات دفع السيد نادر مبلغا ضخما من المال للسيد زامل، يقول أحد المعارف إنه ربما وصل إلى مليوني دولار (2 مليون دولار). وهناك تقارير متضاربة حول السبب الذي من أجله دفع المال، ولكن من بين الأشياء التي ورد ذكرها أن شركة لها علاقة بالسيد زامل قدمت للسيد نادر عرضا مفصلا حول أهمية السوشيال ميديا في مساعدة الرئيس ترامب على الفوز في الانتخابات.
كانت هذه الاجتماعات، التي لم يرد أي ذكر لها من قبل، المؤشر الأول على أن بلدانا سوى روسيا قد تكون قدمت مساعدة لحملة ترامب في الأشهر التي سبقت الانتخابات الرئاسية. وهذا الأمر مندرج الآن ضمن التحقيقات التي يجريها المحقق الخاص روبرت إس مولر الثالث، والذي كلف أساسا بالتحقيق في إمكانية أن تكون حملة ترامب قد نسقت مع روسيا في الانتخابات.
يتعاون السيد نادر الآن مع التحقيق، وقد بادر المحققون إلى استجواب العديد من الشهود في واشنطن ونيويورك وأتلانتا وتل أبيب وفي غير ذلك من الأماكن حول ماهية المساعدة الأجنبية التي قد تكون جهات ما تعهدت بها أو قد يكون فريق ترامب قد قبل بها، وما إذا كانت أي من هذه المساعدات قد تمت بالتنسيق مع روسيا، وذلك بحسب ما أفاد به شهود وغيرهم ممن لديهم اطلاع على طبيعة الاستجوابات.
ما من شك في أن هذه الاستجوابات، وبعضها جرى في الأسابيع الأخيرة، تشكل دليلا إضافيا على أن التحقيق الذي يجريه المحقق الخاص مازال في عنفوانه على الرغم من أن المحامين الذين يمثلون السيد ترامب طالبوا السيد مولر علانية بإغلاق التحقيق.
ليس مشروعا لأي حكومة أجنبية أو أفراد أجانب أن يتدخلوا في الانتخابات الأمريكية، وليس واضحا ما إذا كانت المملكة العربية السعودية والإماراتيون قد قدموا أي مساعدة مباشرة. إلا أن شخصين ممن لديهم اطلاع على ما جرى من لقاءات قالا إن المسؤولين في حملة ترامب لم يبدو مكترثين بفكرة التعاون مع الأجانب.
صرح ألان فوترفاس، أحد محامي دونالد ترامب الابن، بما يلي: "فيما قبل انتخابات عام 2016، يذكر دونالد ترامب الابن أن اجتماعا جرى وحضره إريك برينس وجورج نادر وشخص ثالث قد يكون جويل زامل. وكان الهدف من اللقاء هو عرض مشروع للسوشيال ميديا على السيد ترامب الابن أو شيء له علاقة باستراتيجية الترويج والتسويق. فلم يبد اهتماما وكان ذلك نهاية الأمر".
إلا أن اجتماع أغسطس/ آب 2016 له أصداء شبيهة باجتماع آخر عقد في برج ترامب قبل ذلك بشهرين، وهو الآخر قيد التحقيق حاليا من قبل المحقق الخاص. في ذلك الاجتماع التقى دونالد ترامب الابن وعدد من كبار المساعدين في الحملة الانتخابية مع محام روسي كان قد وعدهم بتقديم معلومات مدمرة حول هيلاري كلينتون. ولكن لا يوجد حتى الآن ما يدل على أن اجتماع شهر أغسطس/ آب تم ترتيبه بدوافع مشابهة.
يأتي الكشف عن هذه اللقاءات في الوقت الذي يفتح فيه تحقيق جديد حول علاقات تربط مستشاري السيد ترامب بثلاث من دول الخليج الثرية على الأقل. إضافة إلى اهتمامه بالمملكة العربية السعودية وبالإماراتيين، لم يفتأ السيد مولر يستجوب الشهود حول لقاءات جرت بين مستشارين في البيت الأبيض وممثلين عن حكومتي كل من قطر والسعودية المتخاصمتين.
نفى محام يمثل السيد زامل أن يكون موكله قد نظم حملة بالنيابة عن السيد ترامب. وقال المحامي مارك إل موكاسي: "ليس لا لجويل زامل ولا لأي من الجهات التي ترتبط به أدنى علاقة بحملة الانتخابات في الولايات المتحدة. وقد وضحت وزارة العدل من اليوم الأول أن جويل وشركاته ليست مستهدفة بالتحقيق. ولم يتردد موكلي في التعاون بشكل كامل مع الحكومة للمساعدة فيما تجريه من تحقيقات".
وأما محامية السيد نادر كاثرين روملر فقالت: "لقد تعاون السيد نادر بشكل كامل مع المحقق الخاص وسوف يستمر في التعاون معه في التحقيق الذي يجريه". وصرح مسؤول كبير في المملكة العربية السعودية بأن المملكة لم يحصل أن وظفت السيد نادر بأي صفة أو موقع ولم تخوله أبداً للتحدث نيابة عن ولي العهد.
ورفض السيد برينس، من خلال ناطق باسمه، التعليق على الموضوع. ولم يستجب البيت الأبيض لطلب التعليق أيضا.
مستشارون في الديوان
من المعروف أن ولي عهد أبو ظبي
محمد بن زايد والحاكم الفعلي لدولة الإمارات العربية المتحدة، وولي عهد السعودية الأمير
محمد بن سلمان، والمستشار الرئيسي للملك، طالما عارضا كثيرا من السياسات التي كانت تنتهجها إدارة أوباما حول الشرق الأوسط. وأعربا عن امتعاضهما من الاتفاق الذي أبرمه الرئيس باراك أوباما مع إيران بشأن برنامجها النووي وكذلك من تصريحاته الداعمة لانتفاضات الربيع العربي ومن سياسته المحجمة عن التدخل في الحرب الأهلية السورية.
وكانت وسائل الإعلام المرتبطة بالمملكة العربية السعودية وبدولة الإمارات العربية المتحدة تنتقد بشدة السيدة كلينتون، المنافسة الديمقراطية للسيد ترامب، عندما كانت تشغل منصب وزيرة الخارجية الأمريكية. ويقول الدبلوماسيون المطلعون على طريقة تفكير الأميرين إن وليي العهد كانا يرغبان في رئيس أمريكي لديه الاستعداد لاتخاذ مواقف أشد صرامة في المنطقة ضد إيران وضد الجماعات الإسلامية مثل الإخوان المسلمين.
ولقد عمل السيد نادر لسنوات طويلة مستشارا لدى ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد، بينما عمل السيد زامل لدى ديوان الرئاسة في الإمارات كمستشار أيضا. وما أن ضمن السيد ترامب ترشيح الحزب الجمهوري له في مطلع عام 2016 حتى بدأ السيد نادر في الاستفسار نيابة عن ولي العهد الإماراتي حول الطرق الممكنة التي يمكن من خلالها تقديم دعم مباشر للسيد ترامب، وذلك بحسب ما صرح به ثلاثة أشخاص كان السيد نادر قد ناقش معهم ما يقوم به من جهود.
كما زار السيد نادر موسكو مرتين على الأقل خلال الحملة الانتخابية الرئاسية كبعوث خاص وسري لولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد، بحسب ما صرح به أشخاص على اطلاع بسفرياته. وبعد الانتخابات، عمل مع ولي العهد للترتيب للقاء تم في سيشلز بين السيد برنس وممول مقرب من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
ويذكر في هذا الشأن أن الشركات التي ترتبط بالسيد زامل لها علاقات بروسيا، فإحدى شركاته عملت من قبل لصالح "أوليغاركيين" يرتبطون بالسيد بوتين، بما في ذلك أولغ في ديريباسكا وديمتري رايبولوفليف، اللذان استعانا بالشركة لتنظم لهما حملات عبر الإنترنت ضد منافسيهم في قطاع التجارة والأعمال.
وكان السيد ديريباسكا، وهو رجل أعمال كبير في مجال صناعة الألمنيوم، على علاقة تجارية مع الرئيس السابق لحملة ترامب بول مانافورت، والذي أفاد بأنه غير مذنب في التحقيق الذي يجريه المحقق الخاص عن تهم وجهت له بارتكاب جرائم مالية والإخفاق في الكشف عن مهام قام بها في مجال الضغط السياسي نيابة عن رئيس سابق لأوكرانيا وحليف للسيد بوتن. وكان السيد رايبولوفليف ذات مرة قد اشترى قصرا في فلوريدا من السيد ترامب.
سلسلة من اللقاءات
كان السيد زامل والسيد نادر معا في أحد فنادق وسط بلدة مانهاتن حوال الرابعة من بعد عصر الثالث من أغسطس/ آب عندما تلقى، السيد نادر مكالمة هاتفية من السيد برينس يدعو الرجلين للتوجه إلى برج ترامب. ولدى وصولهما، كان ستيفن ميلر، والذي كان من كبار مساعدي الحملة الانتخابية حينها ويشغل الآن منصب مستشار داخل البيت الأبيض، موجودا في مكتب دونالد ترامب الابن أيضا، وذلك بحسب ما أفاد به أشخاص على اطلاع بتفاصيل اللقاء.
يذكر أن السيد برينس متبرع قديم للحزب الجمهوري وهو شقيق بيتسي ديفوس وزيرة التعليم. يعرف السيد برينس والسيد نادر بعضهما البعض منذ أن عمل السيد نادر لصالح شركة بلاكووتر كوكيل أعمال لها في العراق خلال السنوات التي أعقبت الغزو الأمريكي. ويرتبط السيد برينس بعلاقات قديمة ووثيقة مع الإماراتيين وكثيرا ما دخل في صفقات تجارية مع ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد.
افتتح السيد برينس الاجتماع مخاطبا دونالد ترامب الابن قائلا: "نعمل بجد من أجل والدك". ويقصد بذلك الإشارة إلى ما تقدمه عائلته وغيرها من المتبرعين، وذلك بحسب ما صرح به شخص مطلع على ما جرى في الاجتماع. ثم عرف الحضور بالسيد نادر قائلا إنه صديق قديم تربطه بالزعماء العرب علاقات وطيدة.
ويقال إن السيد نادر أشار عندها إلى ولي عهد المملكة العربية السعودية وولي عهد الإمارات قائلا: "إنهم أصدقائي"، بحسب ما أفاد به شخص مطلع على المحادثة. وليؤكد هذه النقطة، كان نادر يخرج هاتفه النقال ليريهم صورا التقطت له مع الرجلين، وقد حصلت "نيويورك تايمز" على بعض هذه الصور.
وبين السيد نادر في حديثه لدونالد ترامب الابن أن وليي العهد يرون في ترامب الأب زعيما قويا بإمكانه أن يملأ الفراغ السياسي الذي يعتقدان بأن السيد ترامب تركه في منطقة الشرق الأوسط. ومضى السيد نادر ليقول إنه وأصدقاءه سيسعدهم أن يدعموا السيد ترامب بقدر ما في وسعهم، وذلك بحسب ما قاله شخص مطلع على المحادثة التي جرت في ذلك اللقاء.
وأما السيد زامل بدوره، فعرض على الحضور الإمكانيات التي تتمتع به شركة الإنترنت التابعة له، وإن لم يتضح ما إذا كان قد أشار في نفس اللقاء إلى المقترحات التي أعدتها شركته. وقال شخص مطلع على تفاصيل اللقاء إن السيد نادر دعا دونالد ترامب الابن إلى لقاء مع الأمير السعودي، إلا أن السيد ترامب الشاب رفض الدعوة. وبعد ما يقرب من نصف ساعة تبادل الحضور بطاقات التعريف الشخصية بكل منهم.
وقال السيد موكاسي، محامي السيد زامل: "كان الاجتماع قصيرا، لم يتم فيه عرض شيء محدد ولم يتم التوصل إلى شيء ولم ينجم عنه شيء بتاتا".
ولكن فيما بعد عملت إحدى الشركات التابعة للسيد زامل في إعداد مقترح لحملة تلاعب سرية عبر الإنترنت تكلف عدة ملايين من الدولارات لمساعدة السيد ترامب على الفوز في الانتخابات بحسب ما صرح به ثلاثة أشخاص شاركوا في المشروع وشخص رابع كان على علم به. وكانت الخطة تقضي باستخدام الآلاف من الحسابات الملفقة في مواقع التواصل الاجتماعي للترويج للمرشح ترامب من خلال بعض المنصات مثل فيسبوك.
ولكن ساد داخل الشركة، واسمها "بساي غروب"، شعور بالقلق إزاء مدى قانونية تلك الخطة، وذلك بحسب ما صرح به شخص مطلع عليها. فقامت الشركة، التي كان شعارها "فلتشكل الواقع"، باستشارة مكتب قانوني في أمريكا، فقيل لها بأنه من غير المشروع لأي جهات غير أمريكية المشاركة في مثل هذه النشاطات.
ولقد قام عناصر من فريق المحقق الخاص باستجواب السيد زامل، مؤسس "بساي غروب" وأحد مالكيها، حول اجتماع أغسطس / آب 2016، كما قام عميلان على الأقل من عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالي "إف بي آي"، ممن يشاركون في نفس التحقيق بالسفر إلى إسرائيل لاستجواب موظفين في الشركة كانوا قد شاركوا في إعداد المقترح. وبحسب ما أفاد به أحد الأشخاص فقد عمل فريق المحقق الخاص مع الشرطة الإسرائيلية لمصادرة أجهزة كومبيوتر من إحدى شركات السيد زامل، وهي شركة قيد التصفية حاليا".
خلال الأسابيع الأخيرة من حملة الانتخابات الرئاسية وخلال الفترة الرئاسية الانتقالية، عمد العديد من مستشاري السيد ترامب إلى تقريب السيد نادر منهم، فالتقى مرارا وتكرارا بالسيد كوشنر وبالسيد فلين وكذلك بستفين كيه بانون، الذي تولى مهام رئاسة الحملة بعد استقالة السيد مانافورت على إثر الكشف عن نشاطاته وأعماله في أوكرانيا.
وفي ديسمبر/ كانون الأول 2016، توجه السيد نادر تارة أخرى إلى شركة إنترنت ترتبط بالسيد زامل اسمها "وايت نايت" (الفارس الأبيض) وتتخذ من الفلبين مقرا لها، ليشتري منها برنامجا يبين تأثير حملات السوشيال ميديا على النصر الانتخابي للسيد ترامب. ولدى سؤال الشركة عن عملية الشراء، قال ممثل عنها: "تقدم وايت نايت أبحاثا راقية وخدمات تجارية على أعلى المستويات للزبائن المتميزين حول العالم. ولا تتحدث وايت نايت لأحد عن أي من زبائنها".
وبعد التنصيب، قام السيد زامل والسيد نادر بزيارة إلى البيت الأبيض، حيث التقيا بالسيد كوشنر وبالسيد بانون.
في تلك الأثناء كان السيد نادر يروج لخطة يتم من خلالها استخدام مقاولين من القطاع الخاص للقيام بعمليات تخريب اقتصادي ضد إيران، أملا منه في أن ذلك قد يجبرها على التخلي بشكل تام ونهائي عن برنامجها النووي. وتضمنت الخطة جهودا تبذل لردع الشركات الغربية عن الاستثمار في إيران والقيام بعمليات تهدف إلى زرع الريبة وانعدام الثقة في أوساط المسؤولين الإيرانيين. وقد تبنى الدفاع عن فكرة المشروع، والذي قدر تكاليفه بنحو 300 مليون دولار، ساعياً لتسويقه لدى المسؤولين الأمريكان والإماراتيين والسعوديين.
وفي الربيع الماضي، سافر السيد نادر إلى الرياض للاجتماع بكبار المسؤولين السعوديين في قطاعي الجيش والمخابرات للترويج لخطته التي تستهدف التخريب في إيران. وكان مقتنعا، بحسب ما صرح به أشخاص على معرفة بخطته، بأن الحرب الاقتصادية هي المدخل لإسقاط الحكومة في طهران. وقال شخص مطلع على نشاطات السيد نادر إنه حاول إقناع السيد كوشنر بإقرار الخطة شخصياً أمام ولي العهد محمد بن سلمان في الرياض، إلا أنه من غير الواضح ما إذا كانت الرسالة قد وصلت أم لا.
وعندما سئل مسؤول سعودي كبير عن خطط السيد نادر للهجوم على إيران، قال بأن السيد نادر متعود على التقدم بمقترحات لا تقدم ولا تؤخر.
كما دخل السيد نادر في حوارات مع السيد برينس، الرئيس السابق لشركة بلاكووتر، حول خطة لحمل السعوديين على دفع مبلغ 2 مليار دولار لتأسيس جيش خاص لمقارعة القوات الوكيلة عن إيران داخل اليمن.
منذ أن وصل إلى البيت الأبيض، لم يزل السيد ترامب يبرم تحالفات وثيقة مع السعوديين والإماراتيين. فقد كانت وجهته في أول رحلة له خارج الولايات المتحدة إلى الرياض، وساند بقوة الجهود السعودية والإماراتية لعزل جارتهما قطر، رغم أنها حليف أمريكي آخر، حتى مع وجود معارضة ظاهرة لهذا التوجه داخل وزارتي الخارجية والدفاع.
وهذا الشهر انسحب السيد ترامب من الاتفاق النووي الذي كانت إدارة أوباما أبرمته مع إيران، وهو الأمر الذي طالما طالبت به لسنين كل من المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة. ولذلك اعتبرت هذه الخطوة أكبر نصر تحرزه الدولتان من خلال إدارة ترامب.