كشف مصدر في "مجلس
سوريا الديمقراطية" الجناح السياسي لـ"قوات سوريا الديمقراطية" (
قسد)، عن وجود مناقشات لفكرة إقامة
فيدرالية لثلاث مناطق عربية في شمال شرق سوريا.
ونقل موقع "باسنيوز" الكردي، عن مصدر في مجلس سوريا الديمقراطي قوله: "إن العرب الموجودين في قوات سوريا الديمقراطية يناقشون مع دول عربية وعلى رأسها المملكة العربية
السعودية فكرة إقامة فيدرالية في الرقة ودير الزور ومنبج الواقعة في شمال شرق سوريا".
وبحسب المصدر، فإن مشروع الفيدرالية مطروح منذ فترة، إلا أن السعودية ومصر والأردن لم تحسم موقفها بعد من إقامة الفيدرالية للعرب السنة في سوريا، مؤكدا أن تلك الدول العربية لا تزال تناقش فكرة الفيدرالية فضلا عن إرسال قوات عربية إلى سوريا، لـ"منع تشكيل هلال شيعي في المنطقة".
وتعليقا على الموضوع، أكد المحلل والخبير العسكري العقيد حاتم الراوي، أن الدول العربية المعنية لاتناقش موضوع الفيدرالية، بل تنتظر الإيعاز الأمريكي بشأن ذلك لتتحرك وفقا له.
وقال لـ"
عربي21"، إن مناقشة موضوع الفيدرالية خارج هذه التفاصيل، وفي صورة لم تتضح كيف ستكون عليها سوريا بعد الدخول بشكل فعلي في الحل السياسي الذي بدأ يقترب وفق رؤيته.
وأشار الخبير العسكري إلى أن "أمريكا طوّقت روسيا في سوريا، وهي عندما قررت السيطرة على المنطقة الشرقية تفاوضت مع الفصائل العربية مطوّلاً، وأخيراً وجدت الأكراد الانفصاليين أكثر طواعية وأكثر ثقة، لذلك دعمتهم بالسيطرة على المنطقة تحت مسمّى قوات سوريا الديمقراطية".
وأضاف أن "أمريكا رغم عدم ارتياحها لأردوغان وحزب العدالة والتنمية، فإنها لا يمكن أن تفرّط بالعلاقة مع تركيا، على الرغم من وجود العثرات في طريقها، بالتالي فقد بدأت تلجأ مرة إلى تطعيم هذه القوة بالفرنسيين، الذين لا يزال تدخلهم خجولا، ومرّةً بالتحالف الإسلامي أو العربي، وكلها من أجل حفظ ماء الوجه، أمام تراجعها عن دعم قوات سوريا الديمقراطية"، وفق قوله.
من جهته، رأى رئيس مجلس السوريين الأحرار، أسامة بشير، في حديثه لـ"
عربي21"، أن موضوع الفيدرالية قد تم تجاوزه ولم يعد مطروحا على الساحة الآن .
وأكد بشير أنه بعد التدخل التركي، تم إنهاء الحلم الكردي بقيام فيدرالية، وذلك بسبب "سياستهم المتخبطة"، وفق تعبيره.
واستبعد مناقشة الفيدرالية عربيا، وذلك لأن الطرح ربما يكون من جانب واحد، وهو الجانب الكردي، حيث يعتقد أن قيام فيدرالية يجب أن يمر عبر السياسة والقرار الأمريكيين، وليس عبر الدول العربية .
وأضاف بشير أن أمريكا لن تدعم المشروع في الوقت الحالي، لأنها لا تريد التصعيد مع تركيا، ما يجعل التقارب الروسي التركي أقوى، لو أقدمت أمريكا على دعم الخطوة هذه، وفق قوله.
ورأى أن إرسال قوات عربية الى شمال شرق سوريا لا علاقة له بالمشروع الكردي، وإنما هناك خطة سياسية عسكرية لضبط المناطق، والتحضير لمرحلة جديدة في الوضع السوري.