رجح سياسيون سوريون في حديثهم لـ"
عربي21"، أن تكون زيارة وفد
التحالف الدولي، إلى مدينة منبج في ريف حلب الشرقي، ولقائهم مع مسؤولي قوات سوريا الديمقراطية "
قسد" مؤشرا واضحا على دعم وحدات الحماية الكردية أمام التهديدات التركية بطردها من المدينة سلميا أو عسكريا.
وكان وفد رسمي من قيادة التحالف الدولي قد ضم ممثلين عن الخارجية الأمريكية، ومسؤول القوات الخاصة في التحالف الدولي وبرفقتهم الجنرال جيمي جيرارد، اجتمع مع مجلس منبج العسكري التابع لقوات سوريا الديمقراطية "قسد"، حيث تركز الاجتماع حول الأوضاع الأمنية والسياسية في المنطقة.
وفي بيان اطلعت عليه "
عربي21" قال المركز الإعلامي لمجلس منبج العسكري: "إن الوفد أكد بقاء قوات التحالف في منبج بالتعاون مع مجلس منبج العسكري والعمل باستمرار على تأمين الاستقرار والحفاظ على الأمن في كافة المناطق والقرى المحررة من قبضة داعش".
وفي قراءته للزيارة، يرى المحلل السياسي السوري حسن النيفي، أن زيارة وفد التحالف إلى منبج تندرج ضمن الرغبة الأمريكية بالمراقبة الدائمة والاطلاع على ما يجري على خطوط التماس من جهة، بالإضافة إلى إعطاء المزيد من الثقة لحلفائهم (قسد) من جهة أخرى، فضلا عن أن منبج يتواجد فيها أكثر من قاعدة أمريكية تعتبر نقاط تمركز للقوات الأمريكية والفرنسية.
وأشار في حديثه لـ"
عربي21" إلى أنه منذ طرد تنظيم الدولة من مدينة منبج لم تنقطع الوفود الغربية المتحالفة مع قسد عن زيارة منبج بشكل مستمر، بسبب موقع المدينة التي هي أكبر مدينة غربي الفرات يسيطر عليها التحالف.
وأوضح النيفي أنه على خلاف ما هو متفق عليه بين الجانبين الأمريكي والتركي، فإن الإدارة الأمريكية تتلكأ وتتردد في الإيفاء بوعدها، خاصة بعد إقالة وزير الخارجية السابق تيلرسون وتنصيب بومبيو بدلا منه، في حين يصر الجانب التركي على مطالبة قوات التحالف بسحب "قسد" من منبج.
وأضاف: "ليس هناك نية لأمريكا تطبيق ما تم الاتفاق عليه سابقا مع الجانب التركي، بل ثمة رغبة أمريكية برسم خارطة طريق جديدة تتعلق بمنبج، وذلك على ضوء ما تقوم به قسد من تعزيزات كثيفة لخطوطها الحربية المتاخمة لدرع الفرات،حيث تشهد المرحلة الراهنة حالة من التوتر العسكري بين قوات درع الفرات وقسد".
من جهته، يرى عضو مكتب العلاقات في تيار المستقبل محمود نوح، أن الإدارة الأمريكية تلعب دورا مهما في شمال سوريا على حساب اكراد سوريا، حيث يجرون الأكراد إلى المتاهات مع الدول الجوار من أجل كسب المزيد من مصالحهم الاقتصادية في المنطقة .
وقال في حديثه لـ"
عربي21"، إن زيارة وفد التحالف إلى مدينة منبج في هذا الوقت بالتحديد جاءت من أجل استفزاز تركيا والضغط عليها من أجل عقد اتفاق جديد.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد هدد في أكثر من مناسبة بطرد وحدات الحماية الكردية من مدينة منبج، وذلك بعد السيطرة على مدينة
عفرين ، في شهر آذار/ مارس الماضي، وذلك ضمن عملية "غصن الزيتون".