قالت مجلة
"أتلانتك" الأمريكية في تقرير وصفت فيه
السعودية بـ"الوطنية
السوداء" إن المملكة مستعدة لإعادة تعريف مصطلح الخائن الذي كان المصطلح
السائد في العالم العربي خلال فترة ذورة القومية العربية في الخمسينات والستينيات.
وأشارت المجلة إلى أن
السعودية استخدمت مصطلح "المرتد" و"الكافر" ضد أي شخص ضل عن
الأعراف الدينية أو ضد العلمانيين والمثقفين لكن ولي العهد محمد بن سلمان يحاول
الحد من دور الدين في بلاده.
وجاء حديث
"أتلانتك" عن المملكة في إطار قضية اعتقال 11 من نشطاء المجتمع المدني
السعودي قبل أسابيع في الفترة التي رفع فيها حظر قيادة السيارات عن النساء وعلى
الرغم من الإفراج عن النساء المعتقلات الأكبر سنا إلا أنهن لم يذكرن أي تفاصيل عن
أؤلئك المتحجزين حتى الآن.
ولفتت إلى أن تحليلات
الأوساط في واشنطن لحملة
القمع التي نفذها
ابن سلمان ضد النشطاء تقوم على 3
احتمالات الأولى أنها كشفت أن الإصلاحات التي أعلن عنها ولي العهد لم تكن أكثر من
مجرد خدعة والثانية أن أنه كان مدفوعا بخوفه من أن النساء الناشطات سيدعين الفضل
بإنهاء حظر القيادة ما يمهد المزيد من النشاط في نظام ملكي مطلق الحقوق تمنح فيه
ولا يناضل من أجلها والثالثة أن
الاعتقالات كفيلة بتهدئة "رجال الدين
الأرذوكس" كما تصفهم المجلة من توسيع الحريات الاجتماعية.
وأشارت المجلة إلى أن
الاعتقالات قدمت خدمة مختلفة لمحمد بن سلمان فهو يبدو عازما على غرس نزعة جديدة في
الشعب باتجاه القومية وليس الإيديولوجيا الدينية مضيفة أن "الحرب في اليمن
والمواجهة مع قطر ساهمت في تورم الفخر الوطني".
وأضافت: "في
الأيام التي تلت الاعتقالات انحسرت ردود الفعل في الغرب وتحولت العناوين الرئيسية
عن المملكة إلى ظهور الأميرة هيفاء ابنة الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز بشبه
الحجاب واللون الأبيض والجلسة المغرية خلف سيارة حمراء مكشوفة قبل انتهاء حظر
القيادة للنساء".
وأوضحت المجلة أن محمد
بن سلمان لديه القليل من الخوف من الغرب وإدارة ترامب غير مهتمة إلى حد كبير بحقوق
الإنسان. حتى من غير المرجح أن يهتم الأوروبيون في الكثير من الاحتجاجات فهم
مشغولون للغاية في تقييم تداعيات خروج ترامب من الصفقة النووية وفرض عقوبات إضافية
على طهران ولا شك أن الدول الأوروبية وخاصة فرنسا وبريطانيا ستتطلع إلى المملكة
العربية السعودية للحصول على فرص أعمال جديدة.
لكن المجلة قالت إن ما
لفت الانتباه في تصنيف النشطاء المعتقلين عبر تغريدات المغردين السعوديين وصفهم
"عملاء السفارات" وهي ذات العبارة التي استخدمها حزب الله في وصف الشيعة
العلمانيين المخالفين لتوجهاتها بـ"شيعة السفارات"
وتابعت: "إنه
تطور غريب حين يتبنى السعوديون عن علم أو عن طريق الصدفة لقبا يؤيده حليف إيران في
لبنان"