حسين سري باشا، ألّف سنة 1949، أول وزارة قومية في تاريخ مصر، اشترك في هذه الوزارة، عدد كبير من زعماء الوفد، والأحرار الدستوريين، والسعديين، والحزب الوطني، وأسماء كبيرة من المستقلين.
السقطة الوحيدة التي اسقطت هذه الوزارة في عيون الناس، هي اسم أحد الوزراء، الذي لم يعرف عنه أحد شيئا، الوزير النكرة كان هو الدكتور محمد هاشم، وهو محام صغير، شغل موقع وزير الدولة بلا وزارة أو حقيبة أو ديوان.
السر الذي عرفه الناس لاحقا أن الوزير الصغير "النكرة" كان زوجا لابنة رئيس الوزراء، وهذا ما كشفت عنه مجلة "أخر لحظة" يوم 21 أيلول/ سبتمبر 1949 في مقال لمصطفى أمين قال فيه:
"من نكد الدنيا، أن صاحب المعالي محمد هاشم، أصبح وزيرا في هذا البلد، ليس لأنه كفاية ممتازة، ولا لأنه نائب بارز، ولا لأنه قطب من أقطاب الحياة الحزبية، بل لأنه نسيب رئيس الوزراء".
وأضاف مصطفى أمين، أن سري باشا فعل ما فعله موسوليني عندما أتى بزوج ابنته الكونت شبيانو وعينه وزيرا بعد دقيقة واحدة من اختياره رئيسا للوزراء، وأطلق أمين على هاشم لقب الكونت شبيانو مصر، وظل الرجل تطارده هذه اللعنة حتى اختفى من الحياة العامة.
الحكومة الجديدة، التي عرفتها مصر، لا يعرف أحد عن الوزراء فيها. مجموعة من الصغار أتى بهم صغير، ولا أحد منهم له تاريخ سياسي أو حزبي أو نيابي أو مهني محترم، بداية من رئيس الوزراء مدبولي، نهاية بالأسماء التي لا نعرف عن معظمها شيئا يُذكر.
مجموعة من الفقاعات، مثلهم مثل طفل ألبسوه بنطلونا طويلا، وأعطوه سيفا، فلم يغير هذا من حقيقة أنه طفل لا ذِكر له، ولا وجود، ولا تاريخ، ولا مستقبل.
إجابتي الوحيدة على السؤال – المتكرر – من هؤلاء؟! هي: ومن السيسي؟
وكما أقول دائما "قل لي من معك .. أقل لك من أنت".