أثار تحالف زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، مع زعيم منظمة بدر هادي العامري، تساؤلات عدة حول موقف القوى السنة والوطنية من التحالف، ولاسيما أن "سائرون والفتح" شكلا تحالفهما على أساس طائفي، حسبما وصفة سياسيون.
وما زاد المشهد تعقيدا، هو أن الطرف الشيعي الأبرز في معارضته لإيران، تحالف مع الشخصية الأقرب إلى طهران، بعدما وصف في وقت سابق تحالف العامري مع العبادي قبل الانتخابات -الذي انفض سريعا- بأنه "بغيض وتخندق طائفي".
وعلى الرغم من أن تحالف "سائرون والفتح" أعلن فتح أبوابه للجميع، إلا أن الأنظار تتجه إلى القوى السنية والوطنية العراقية التي تصنف على أنها بعيدة أو مناوئة لإيران، لمعرفة موقفها من التحالف الجديد.
"ائتلاف العبادي"
وفي حديث لـ"عربي21" قال مرشح فائز عن تحالف "النصر" بقيادة رئيس الوزراء حيدر العبادي إن "المفاوضات مستمرة مع التحالف الجديد، لكن التحالف هذا ليس نهائيا، وسيلتحق بهم ائتلاف الحكمة بزعامة عمار الحكيم".
اقرأ أيضا: هذه نصيحة سليماني الأخيرة للعامري قبل تحالفه مع الصدر
وأضاف رشيد العزاوي أن "ائتلاف النصر، ينتظر تكوين تحالف وطني مع جهات من مكونات أخرى وليس الاكتفاء بالأطراف الحالية، في سبيل ألا يكون هذا التحالف الجديد يحمل صبغة طائفية".
وبخصوص دور إيران في تشيلك التحالف الجديد، قال العزاوي إن "إيران دولة ذات تأثير على العراقية كما أن لأمريكا أيضا تأثير على الساحة العراقية، ويجب أن لا نغفل هذا الشيء، وأظن أنه بالنهاية سيحصل اتفاق بين القوى".
ورأى العزاوي أن "العراقيين بحاجة لهذه الدول بما أن لها تأثيرا في البلد، إضافة للدول الإقليمية المجاورة لنا، ومنها السعودية وتركيا، لإقامة علاقات جيدة معها، وليس لدينا حساسية من ذلك، ونحن نبحث عن مصلحتنا".
وأردف بأن "التحالفات تربطها المصالح، فبعدما كان التيار الصدري يصنف على أنه بعيد عن إيران، لكن المصلحة اقتضت أن يتفق مع الجهة القريبة من إيران، وهذه هي السياسة والمصالح".
وأكد العزاوي أن "ائتلاف النصر الذي يصنف على أنه بعيد من هذه الجهة وقريب من تلك، أيضا ستضغط عليه المصالح ليكون مع هذه الجهة أو تلك، وهذه هي السياسة لا علاقات دائمة ولا قطيعة دائمة".
"ائتلاف علاوي"
وعلى الصعيد ذاته، أكد ائتلاف "الوطنية" بزعامة إياد علاوي أن "موقفنا واضح، فنحن مع أي ائتلافات عراقية تأخذ التوجه الوطني الجامع لكل أطياف الشعب العراقي، ولقد عانينا طيلة 15 سنة من الطائفية والإملاءات الخارجية".
وقال النائب عن "الوطنية" في حديث لـ"عربي21" إن "كل ما نتمناه أن تتجه هذه القوى السياسية توجها وطنيا، لكي نعالج حقبة مريرة عانى منها الشعب العراقي، وأن لا نعود مرة أخرى إلى تمحورات طائفية أو مكوناتية".
اقرأ أيضا: معاون الصدر: هذه علاقة زعيم التيار بإيران.. وطلبه من الرياض
وعن موقفهم من الانضمام، قال المطلك إن "توجهنا وطني شامل، وندين كل إرهاصات المرحلة الماضية التي بنيت على أسس طائفية، لذا نتمنى من الآخرين أن يأخذوا العبرة منها وأن يتوجهوا توجها وطنيا بحتا لكي نستطيع أن نعالج".
وأردف: "ربما تكون تفاوضات مقبلة، لكننا لم ننضم حتى الآن للتحالف الجديد لأن توجهنا وطني، وليس ذا صبغة طائفية على الإطلاق، وكنا نتمنى من سائرون وغيرها أن يدينوا الفساد الذي استشرى في العملية الانتخابية، وأن ترفض بالكامل".
وتساءل المطلك قائلا: "كيف تكون الحكومة المقبلة، إذا كانت الانتخابات من الأساس هي فاسدة ومزورة وليست نزيهة؟".
"ائتلاف النجيفي"
وبخصوص موقف القوى السنية، قال أثيل النجيفي القيادي في تحالف القرار العراقي بزعامة شقيقه أسامة، إن "تحالف القرار مع أي تفاهم بين الكتل السياسية في هذا الوقت، الذي فيه شك كبير حول نتائج الانتخابات".
اقرأ أيضا: الصدر يعلق على تحالف العبادي مع العامري بالانتخابات
وأوضح النجيفي في تصريحات لموقع محلي أن "أي اتفاق يحصل الآن هو في صالح العراق، فهناك مخاطر كبيرة في حال تأخر الاتفاقات السياسية".
وأشار إلى أن "قضية تشكيل الحكومة واختيار رئيس الوزراء، قرار شيعي بحت، وبيد القوى الشيعية، ونحن متفرجون أكثر من فاعلين حقيقيين، نحن ننتظر على ماذا ستتفق الكتل الشيعية، حتى نعرف كيف نتعامل معها".
ولفت النجيفي إلى أن "مثل هذا التحالف (الصدر- العامري) يجب أن ينظر إلى برنامجه، ثم نتخذ القرار من المشاركة في الحكومة من عدمها، وأن تحالف القرار يستبشر بأي اتفاق يحدث بين الكتل الكبيرة، بغض النظر عن أننا نشارك في الحكومة أو لا، فأي اتفاق هو في صالح الجميع".
وكان زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر أعلن الثلاثاء، التحالف بين قائمتي "سائرون" التي يدعمها و"الفتح" بزعامة هادي العامري المدعوم من إيران لتشكيل الكتلة الأكبر في البرلمان العراقي.
"بدر" لـ"عربي21": تحالف الصدر والعامري جرى بمباركة إيرانية
هل تحولت الانتخابات البرلمانية في العراق إلى كارثة؟
ما إمكانية إعادة انتخابات العراق بعد حرق صناديق الاقتراع؟