نشرت صحيفة "تسايت" الألمانية تقريرا تحدثت فيه عن مهمة القوات الألمانية في الأراضي الأردنية في إطار تعاضد جهود قوات التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن القوات الألمانية المتمركزة في قاعدة الأزرق الجوية بالأردن تشارك في الحرب ضد تنظيم الدولة، منذ عملية باريس "الإرهابية" التي انطلقت سنة 2015.
وتشتمل المهام الموكلة إليها على تزويد طائرات التحالف بوقود الكيروسين، والقيام بعمليات استطلاعية للكشف عن مواقع تنظيم الدولة، الذي خسر جزءا كبيرا من مناطق نفوذه على الحدود السورية العراقية وفقد أغلب معاقله.
وأكدت الصحيفة أنه في شهر كانون الثاني/ يناير، أدت وزيرة الدفاع الألمانية، أورسولا فون دير لاين، زيارة إلى مقر الوحدات العسكرية الألمانية المتمركزة في قاعدة الأزرق الجوية، وكشفت عن طبيعة مهمة هذه القوات.
وعلى الرغم من أن البرلمان الألماني قرر في شهر آذار/ مارس تمديد مهمة هذه القوات على الأراضي الأردنية، إلا أن وضعها لم يتغير.
وفي هذا الصدد، أورد عضو البرلمان الألماني عن الحزب اليساري الألماني، ألكسندر نوي، أن "مهمة الوحدات العسكرية المتمركزة في قاعدة الأزرق الجوية بالأردن تتمثل في محاربة تنظيم الدولة على الرغم من انسحابه من المنطقة".
وأوضحت الصحيفة أن طائرات التورنيدو الألمانية تنطلق أسبوعيا من الأراضي الأردنية، على امتداد ستة أيام، في اتجاه سوريا والعراق.
وقد أفاد قائد وحدات القوات العسكرية الألمانية بالأردن، العقيد كريستوف كونرات، بأن وحداته لا تهاجم تنظيم الدولة إلا بعد حصولها على ترخيص من قبل ضابط بالجيش الألماني متواجد في قطر، بعد أن يتحقق من صحة المعطيات المتعلقة بموقع ميليشيات تنظيم الدولة.
اقرا أيضا : ميركل من عمّان تعلن دعم الأردن بـ100 مليون دولار أمريكي
وأضافت الصحيفة أن الطائرات الألمانية تحوم حول المواقع المشبوهة على ارتفاع سبعة آلاف متر وتقوم بالتقاط صور عالية الجودة ثم ترسلها إلى المعنيين بالأمر لتقييمها.
وفي هذا الصدد، صرح العقيد كونرات بأن "عملية التقييم قد تستغرق بين ست وثماني ساعات"، وبعد أن يقيم مدى تطابق نتائج عمليات الاستطلاع مع طبيعة المهمة يتحصل الحلفاء على النتائج بعد 24 ساعة.
وأشارت الصحيفة إلى أنه في شهر تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، انطلقت طائرات التورنيدو لأول مرة من منطقة الأزرق، أي بعد شهرين من انتقال الوحدات العسكرية الألمانية من تركيا إلى الأردن.
ومنذ ذلك الوقت، نفذت طائرات التورنيدو الألمانية مهامها على امتداد مائتي يوم. ووفقا لقائد الوحدات العسكرية الألمانية، تقلص عدد عمليات إقلاع الطائرات الفاشلة الناتجة عن المشاكل التقنية.
وأفادت الصحيفة بأن الطائرات الأربع المقاتلة في الأردن تملك درعا يعود إلى الثمانينات، لكنها مجهزة من الداخل بأحدث التقنيات والبرمجيات.
وأورد القيادي بحزب الخضر الألماني، توبياس ليندنر، أن "هذه الطائرات مجهزة بقمرة قيادة من أحدث طراز، أي أنها قادرة على فعل أشياء لا تقدر طائرات يوروفايتر تايفون على فعلها".
وتابع ليندر: "نملك عددا محدودا من التجهيزات العسكرية، التي تعمل بشكل جيد، ولعل هذا ما يفسر عدم قدرة الجيش الألماني على القيام بمهامه على أراضيه".
وعلى الرغم من أن مهمة الجيش الألماني في الأردن تسير بشكل سلس، إلا أن بعض الأطراف ترى أنها بلا جدوى.
وفي هذا الإطار، أفاد العقيد كونرات: "لم نتلق أي تعليقات من طرف حلفائنا بالتحالف الدولي ضد تنظيم الدولة". وصرح المتحدث الصحفي باسم التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة بأن "عمليات الاستطلاع، التي قام بها الجيش الألماني، مهمة وحاسمة تماما مثل كل العمليات، التي قام بها كل طرف في التحالف".
ونقلت الصحيفة عن الخبير العسكري لدى الجمعية الألمانية للسياسة الخارجية، كريستيان مولينغ، أن "مهمة الجيش الألماني في الأراضي الأردنية مجدية بنسبة خمسة بالمائة.
وقد تمكنت طائرة التورنيدو من التقاط صورة واضحة للمواقع. ومن شأن كل معلومة إضافية أن تقلص من احتمال أن تصيب الطائرة هدفا خاطئا".
اقرا أيضا : هل تحارب قوات ألمانية ضد تركيا في شمال سوريا؟
وبينت الصحيفة أن النقاد يتساءلون بشكل متزايد عن فوائد هذه المهمة، علما وأن مسألة مشاركة القوات الألمانية في الحرب ضد تنظيم الدولة لم تكن محل توافق من قبل بعض الأحزاب الألمانية، على غرار حزب الخضر وحزب البديل من أجل ألمانيا والحزب اليساري الألماني.
وفي المقابل، تعمل الحكومة الألمانية على إضفاء الشرعية على هذه المهمة عن طريق قرار من مجلس الأمن الدولي، صدر سنة 2015.
وأبرزت الصحيفة أن الحزب الديمقراطي الاجتماعي يرفض مثل هذه الانتقادات. وقد صرح المتحدث باسم الوزارة الخارجية الألمانية، نيلس شميد، أنه "في سنة 2015، كانت أجزاء كبيرة من الأراضي السورية خارج سيطرة النظام.
وقد تدخلنا نظرا لأن النظام السوري لم يكن قادرا على حل مشكل الإرهاب بمفرده. ولا يعني الالتزام بالقانون الدولي أن النظام السوري يقرر بمفرده الأطراف التي تكافح الإرهاب في سوريا".
وفي الختام، قالت الصحيفة إنه منذ شهر كانون الثاني/ يناير أصبحت العمليات ضد تنظيم الدولة أكثر صعوبة بسبب عمليات تركيا العسكرية ضد الأكراد شمال سوريا.
وتعد المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، الطرف القادر على تقييم مهمة جيش بلدها في الأراضي الأردنية بشكل إيجابي.
في ألمانيا.. لاجئون يساعدون على تعقب قتلة الحرب السورية
ديلي بيست: هل يفاقم سفير أمريكا بألمانيا التوتر بين البلدين؟
أتلانتك: ترامب يختار أوروبا الشرقية على الغربية