أكملت موريتانيا استعداداتها لاستضافة أول قمة أفريقية في تاريخها، والتي ستعقد يوم الأحد القادم في نواكشوط وتستمر يومين.
وعلى مدى شهرين كثفت فرق حكومية موريتانية العمل من أجل التحضير للقمة، التي يريد لها الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز، أن تخلد في تاريخ القمم الأفريقية التي تعقد خارج العاصمة الإثيوبية أديس أبابا.
قصر في الصحراء
وقد بدأ تشغيل قصر للمؤتمرات بُني خصيصا لاستضافة القمة الأفريقية الـ31 للاتحاد الأفريقي.
ويبعد القصر الجديد 25 كلم عن العاصمة نواكشوط. ويقع في منطقة صحراوية خالية تماما من المباني والمنشآت.
ويضم القصر الجديد، استراحات رئاسية، وقاعة اجتماعات كبيرة تتسع لـ 60 وفدا يضم كل واحد منها 6 أشخاص، كما يضم قاعة مؤتمرات كبيرة تتسع لـ 4500 شخص، بالإضافة لـ 300 مكتب.
وعلقت أعلام الدول الأعضاء في الاتحاد الأفريقي (55دولة) في شوارع العاصمة نواكشوط، فيما انتشرت قوات الجيش والدرك والشرطة قرب الفنادق والإقامات الرئاسية لتأمين ضيوف القمة، بحسب ما أفاد مراسل "عربي21".
ملفات شائكة
ومن المقرر أن تناقش القمة العديد من الملفات الشائكة في القارة السمراء المثقلة بالهموم.
ووفق معطيات حصل عليها مراسل "عربي21"، سيتضمن جدول أعمال القمة ملفا عن النزاع في إقليم الصحراء الغربية، يقدمه مفوض الاتحاد الأفريقي موسى فقي، بالإضافة للملفات المتعلقة بالهجرة السرية والإرهاب، وملفات قضايا الفساد في القارة، حيث تعقد القمة هذا العام تحت شعار "الانتصار في مكافحة الفساد: مسار مستدام لتحويل أفريقيا".
وتناقش القمة، من بين بنود أخرى، آخر أيضا المستجدات بشأن التقدم المحرز في برنامج الإصلاحات المؤسسية للاتحاد الأفريقي الذي يترأسه الرئيس الرواندي بول كاغامي.
وتقرير عن منطقة التجارة الحرة الأفريقية القارية التي يترأسها الرئيس النيجري مامادو يوسوفو، كما تشهد القمة أيضا عرض تقرير عن حالة السلام والأمن في القارة، وتنفيذ خارطة الطريق الرئيسية للاتحاد الأفريقي بشأن الخطوات العملية "لإسكات المدافع في القارة بحلول عام 2020". ويعتبر مشروع "إسكات المدافع" أحد أبرز أجندة أفريقيا 2063.
كما سيتبنى رؤساء الدول والحكومات خلال القمة ميزانية الاتحاد الأفريقي لعام 2019.
قمم مصاحبة
ووفق مصادر "عربي21" تستضيف نواكشوط، أيضا على هامش القمة الأفريقية ثلاث قمم مصاحبة، بينها قمة لدول الجوار الليبي يشارك فيها وزراء خارجية تونس ومصر والجزائر، وتبحث آخر مستجدات الأزمة الليبية.
بالإضافة لقمة أخرى تبحث ملف سد النهضة الإثيوبي وتشارك فيها السودان ومصر وإثيوبيا، أما القمة الثالثة فستكون قمة لمجلس السلم والأمن الأفريقي على مستوى الرؤساء الـ15، ولم ترد تفاصيل بشأن المواضيع ستناقشها.
خلافات بشأن التمويل
وعلى مدى اليومين الماضيين، عكف وزراء خارجية الدول الأعضاء في الاتحاد الأفريقي على نقاش المواضيع التي ستعرض على القمة، ومن بينها موضوع تمويل الاتحاد الذي يأتي في غالبه حاليا من دول خارج القارة.
وقدم الوزراء مقترحا يتضمن تخصيص نسبة 0.2 في المئة من العائدات الجمركية للدول الأعضاء في الاتحاد من أجل تمويل منظمة الاتحاد الأفريقي بهدف الاستغناء عن التمويلات الأجنبية لها.
ووفق مصادر "عربي21"، فقد اعترضت بعض الدول، ومن بينها مصر، على المقترح، حيث لم يعد معلوما ما إذا كان المقترح سيمرر إلى القادة في القمة، أم سيتم تجمده.
حضور معتبر
وبدأ القادة الأفارقة مساء الجمعة التوافد إلى العاصمة نواكشوط للمشاركة في القمة، فيما ينتظر أن يحضر ثاني أيام القمة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون كضيف شرف.
وحسب تصريحات للناطق الرسمي باسم الحكومة الموريتانية، محمد الأمين ولد الشيخ، من المنتظر أن يشارك في القمة 42 من قادة الدول الأفريقية من أصل 55 دولة عدد الدول الأعضاء في الاتحاد.