قال نشطاء إن قوات
سوريا الديمقراطية "قسد" بصدد تسليم مدينة
الرقة للنظام السوري، معتبرين
أن المدينة ستكون بمنزلة اللبنة الأولى لبناء الثقة ما بين الإدارة الذاتية
الكردية والنظام.
وحذر النشطاء أهالي
الرقة من الوقوع تحت قبضة النظام، مشيرين إلى قرب إعلان الإدارة الكردية عن توصلها
لاتفاق يقضي بدخول النظام إلى المدينة.
وجاءت هذه التحذيرات
على خلفية أنباء تشير إلى توصل الإدارة الكردية إلى اتفاق مع النظام تفاديا للصدام
المباشر ما بينهما، وبعد تلميحات من مسؤولين أكراد عن عمل مشترك مع النظام.
وكانت الرئيسة
المشتركة لـ"مجلس سوريا الديمقراطية" الواجهة السياسية
لـ"قسد"، إلهام أحمد، أكدت على استعداد المليشيات الكردية لخوض مفاوضات
مباشرة مع نظام
الأسد.
وأضافت في كلمة لها
خلال افتتاح المؤتمر التأسيسي الأول لشبيبة الرقة، الجمعة، أنه "في القريب العاجل سيكون هنالك عمل
مشترك لنا مع النظام"، من دون أن توضح أكثر.
وعن طبيعة العمل
المشترك الذي جاءت المسؤولة الكردية على ذكره، أعرب المسؤول الإعلامي في منصة (INT) الإخبارية، جوان رمّو،
عن توقعه أن يكون العمل هو تسليم الرقة للنظام.
وما يعزز توقعاته،
ترويج "قسد" لوجود خلايا تابعة لتنظيم الدولة في الرقة، وقال: "من
المتوقع أن تشهد الرقة بداية المصالحة ما بين الوحدات والنظام".
وفي حديثه
لـ"
عربي21" لفت رمو إلى عدم وجود عوائق أمام تسليم الرقة للنظام، موضحا
أن "الولايات المتحدة تولي المناطق الواقعة شرقي نهر الفرات الأولوية، وهي غير
متمسكة بالرقة".
وفي السياق ذاته، رأى
الصحفي في شبكة "فرات بوست" صهيب الجابر، أن حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) أو أذرعه العسكرية
المتنوعة، لا يحتاجون إلى إعلان أنهم على
استعداد للوقوف جنبا إلى جنب مع نظام الأسد، لأنهم عمليا ونظريا متعاونون منذ
العام 2012.
وأضاف
لـ"
عربي21"، أن "الإعلان الأخير ما هو إلا تحصيل حاصل، فقد فتحت
وحدات PYD و YPG طريقا استراتيجيا لنظام الأسد أثناء معارك
ريف إدلب الشرقي ومطار أبو الظهور وأعلنت دعمها الكامل لهم، بينما فتح نظام الأسد
أيضا طريقا استراتيجيا للوحدات إلى عفرين أثناء معارك الوحدات مع الجيشين الحر
والتركي في المنطقة".
لكن وبالمقابل رأى
الجابر، أن الهدف الحقيقي من تصريح المسؤولة الكردية هو التمهيد لدخول النظام بشكل
منفرد إلى ما سمي سابقا بمناطق "الإدارة الذاتية" والتفرد بحكمها
وإدارتها مجددا.
وقال: "هذا ما بدأ
تطبيقه فعليا بعد إزالة معظم صور قائد الوحدات والأب الروحي عبدالله أوجلان من
شوارع مدينتي القامشلي والحسكة شمال شرق سوريا".
وعن الموقف الأمريكي
من تسليم الرقة إلى النظام، أضاف أن "واشنطن غير مهتمة لمدينة الرقة التي هي
اليوم عبارة عن ركام، وهي مهتمة بقواعدها شمال المدينة".
واستدرك الجابر: "لكن الموقف الأمريكي هو عكس النظام تماما، فالأخير مهتم بإعادة الرقة وغيرها ليزيد
من نسبة سيطرته على الأراضي السورية، حتى يظهر نفسه الطرف المنتصر في الحرب".
هذا ولا يزال التوتر
مخيما على أجواء الرقة، بعد الاشتباكات المحدودة التي اندلعت ما بين "لواء
ثوار الرقة" العربي، والمليشيات الكردية، الشهر الماضي.