تواصل الإدارة الأمريكية ومبعوثها إلى الشرق الأوسط جاريد كوشنير المساعي الحثيثة لإطلاق خطة التسوية في المنطقة المسماة "صفقة القرن"، في ظل وجود رغبة أمريكية لتمريرها بمعزل عن السلطة الفلسطينية.
وتستند مساعي كوشنير لتطبيق خطته المزمعة على دعم عربي، يتخطى السلطة الفلسطينية ورئيسها محمود عباس، إذ يواصل المبعوث الأمريكي اجتماعاته مع أطراف عربية عدة لتسويق الخطة، مكتفيا بالإعلان مؤخرا عن نيته إعلان "الصفقة" من جانب واحد دون الحاجة لموافقة عباس.
وكانت صحيفة "إسرائيل هيوم" العبرية، نقلت عن مصدر مصري قوله إنّ "موقفا مشتركا بين مصر والأردن والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة بعدم الاعتراض على الخطة المقدمة المعروفة باسم صفقة القرن، رغما عن رئيس السلطة أبو مازن".
وعبرت السلطة الفلسطينية في أكثر من مناسبة عن رفضها للخطة الأمريكية، وفي هذا السياق اعتبر المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة أن الحديث عن جولة أميركية جديدة في دول المنطقة لبحث ما تسمى صفقة القرن سيكون "مضيعة للوقت"، مؤكدا أن "مصيرها سيكون الفشل" إذا استمرت بتجاوز الشرعية الفلسطينية.
وقال أبو ردينة إن الجولة الأميركية التي بدأت للترويج لما تسمى صفقة القرن، والبحث عن أفكار مبهمة لفصل غزة تحت شعارات إنسانية مقابل التنازل عن القدس ومقدساتها، هي مساع لن تحقق شيئا.
وأضاف أن أي اتفاق يجب أن يلتزم بالشرعية العربية وقرارات مجلس الأمن الدولي، وأن يوافق عليه الشعب الفلسطيني ويوقع عليه الرئيس، وإلا سيؤدي إلى زعزعة الاستقرار، ويدفع المنطقة نحو المجهول.
ويرى أستاذ العلوم السياسية إبراهيم أبراش أن إنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي بشكل جذري يستدعي وجود طرف فلسطيني رسمي يتولى التوقيع على أي اتفاق قد يطرح.
وقال أبراش لـ"عربي21"، إنه "إذا كانت واشنطن تهدف إلى فرض الصفقة كأمر واقع دون إنهاء الصراع من جذوره، فيمكنها في هذه الحالة أن تتجاوز السلطة أو أي طرف آخر بحيث تتكفل إسرائيل بما عليها من التزامات".
وأردف: "إسرائيل وأمريكا لا يمكنهما اللعب في قضية التمثيل الفلسطيني، وهناك محاولات لفتح قنوات مع حركة حماس من خلال أطراف عربية باعتبار أن حماس تمتلك درجة من الشرعية مستمدة من فوزها في الانتخابات عام 2006، خاصة بعد إصرار السلطة على رفض الخطة الأمريكية".
اقرأ أيضا: صحيفة: عباس رفض عرضا أمريكيا للقاء كوشنر بحضور عربي
واستدرك قائلا: "لكن إلى الآن حركة حماس والسلطة تبديان ترددا في التعاطي مع الطرح الأمريكي، في ظل وجود تواصل سري من أجل إقناع أي من الطرفين (حماس والسلطة) للقبول بالخطة الأمريكية".
وعن الخيارات الفلسطينية تجاه الصفقة رأى الكاتب الصحفي أن الموقف الفلسطيني ليس على مستوى وخطورة ما يجري قائلا: "لا يوجد أي أوراق فلسطينية في ظل حالة الانقسام الحاصل في الشارع الفلسطيني، والرفض لوحده ليس موقفا وطنيا، فلابد أن يكون مصحوبا باستراتيجية مواجهة تبنى على الوحدة الوطنية، لكنها للأسف غير موجودة".
وكانت صحيفة الحياة نقلت عن مصادر دبلوماسية قبل أيام قولها، إن السلطة الفلسطينية رفضت عرضا أمريكيا لعقد لقاء جماعي يضم رئيسها محمود عباس ومستشار الرئيس الأمريكي جاريد كوشنر، وقادة عدد من الدول العربية؛ لبحث عملية السلام
وقالت المصادر الدبلوماسية إن "الوفد الأمريكي قدم خلال جولته الأخيرة في المنطقة مقترحا لعقد لقاء جماعي"، مشيرة إلى أن "مصر نقلته إلى الرئيس عباس الذي رفضه، واعتبره مناورة أمريكية لجر الفلسطينيين للانخراط في المشروع المسمى صفقة القرن".
وذكرت أن "عباس أبلغ الجانب المصري بأنه يعرف نيات الأمريكيين، وهي جر الفلسطينيين للانخراط في صفقة القرن، من خلال الادعاء أن الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل لا يشمل القدس الشرقية، وأن رسم حدود المدينة رهن بالمفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي".
اقرأ أيضا: ما حقيقة الدور "المشبوه" للسيسي في إتمام "صفقة القرن"؟
وكان كوشنر قال في مقابلة صحفية مع صحيفة القدس الفلسطينية الأسبوع الماضي، إنه "مستعد للعمل مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس إذا رغب في ذلك. وأومن أنه ملتزم بالسلام"، مضيفا أنه "إذا كان عباس مستعدا للعودة إلى الطاولة، فنحن مستعدون للمشاركة في النقاش، وإذا لم يكن كذلك الأمر، فإننا سنقوم بنشر الخطة علانية".
هكذا تطبق المقاومة بغزة خطة "ماجينو" لمواجهة جيش الاحتلال
هل نجحت حملة "ارفعوا العقوبات عن غزة" في تحقيق أهدافها؟
محللون يقرأون أبعاد المقترح الأمريكي لإدارة محلية بغزة