كشفت وزيرة الدفاع الإيطالية، روبرتا بينوتي أنه "ربما تكون هناك عملية عسكرية في ليبيا مقبلة وان بلادها ستقود أي تحرك عسكري هناك، وسط تساؤلات عن أهداف هذه العملية الآن، وكيف سترد الحكومة الليبية على هذه التصريحات.
وأكدت بينوتي أن "فرنسا وبريطانيا لن تقدما على حرب منفردة في ليبيا، وأن قيادة التحرك العسكري المقبل سيكون لإيطاليا، وأنه "تم الاتفاق على ذلك خلال الاجتماع الأخير لوزراء دفاع دول التحالف"، دون مزيد عن طبيعة هذا التحرك"، وفق مقابلة للوزيرة مع إذاعة "إيطاليا" الحكومية.
حماية النفط
وأشارت الوزيرة الإيطالية، إلى أن "العملية العسكرية القادمة ستكون أيضا لحماية الآبار التي تستثمرها مؤسسة الطاقة الإيطالية "إيني" وحماية العاملين لديها في ليبيا، مضيفة: "نحن لا نتحدث عن أي حرب، بل عن حرب على الإرهاب، وسنحتاج إلى تمويل إضافي لمبلغ 600 مليون يورو"، كما قالت.
اقرأ أيضا: تحركات ليبية تصعد بأسعار النفط.. وتراجع الطلب يقلص المكاسب
وتواردت أنباء مؤخرا عن "عزم إيطاليا تنفيذ عملية عسكرية وشيكة في الأراضي الليبية، وهو ما نفته لاحقا السفارة الإيطالية في طرابلس، مؤكدة أن هناك تحركات لإفساد العلاقة بين روما وطرابلس".
وطرحت تصريحات وزيرة دفاع روما عدة تساؤلات، من قبيل: ما طبيعة التحرك العسكري المقبل الذي ستقوده إيطاليا؟ وهل تحركها لحماية مصالحها النفطية هناك سيؤدي إلى صدام مع قوات "حفتر" التي تسيطر على أغلب موانئ النفط؟ وماذا بعد الغضب الإيطالي بخصوص ليبيا؟.
"مؤامرات واحتلال"
من جهته، قال رئيس حزب الجبهة الوطنية الليبي، عبدالله الرفادي إن "كل دوله لها الحق في حماية مصالحها بالشكل الذي تراه، لكن الأهم هو موقف الليبيين ورد فعلهم على هذا الوضع الذي جعل بلادهم عرضة للاحتلال لهذا وذاك، مثل دولة "قزمية" كالإمارات ونظام "مأزوم" كنظام السيسي يطمعون فيها".
وأكد في تصريحات لـ"عربي21"، أنه "يجب أن يدرك الليبيين هذه المخاطر التي تتعرض لها بلادهم وهذه المؤامرات التي تحاك ضدهم ومدى الهوان الذي وصلوا إليه حتى جعل وزيرة دفاع إيطاليا تصرح بذلك، وكأن ليبيا مات عائلها وأصبحت تركة توزع لمن لا وريث له"، حسب تعبيره.
وتوقع الرفادي "تنفيذ عملية عسكرية محدودة في مناطق إنتاج وتصدير النفط في ظل الفوضى الحاصلة في هذه المناطق، مضيفا أن "إيطاليا بقدراتها العسكرية ووضعها السياسي والاقتصادي لن تكون وحدها قادرة على اتخاذ هذه الخطوات إلا بمباركة ومساعدة عسكرية أمريكية"، وفق رأيه.
"استعراض سياسي"
وأكد الباحث السياسي الليبي، علي أبو زيد أن "إيطاليا في الوقت الراهن لن تقدم على أي تصعيد أو عمليات عسكرية، وأن هذا التصريح يأتي في سياق الاستعراض السياسي للحكومة الإيطالية الجديدة القادمة من اليمين الإيطالي".
اقرأ أيضا: بعد قرار "حفتر" بتسليمه لحكومة طبرق .. ما مصير نفط ليبيا؟
وأوضح في تصريحات لـ"عربي21"، أن "روما تؤكد دائما على التزامها مع شركائها بالاتفاق السياسي كإطار لحل الأزمة ضمن تنسيق الجهود الدولية في منظمة الأمم المتحدة، وهي تتحرك ضمن هذا التنسيق"، وفق كلامه.
"غضب وعملية عسكرية"
في حين، قال الناشط السياسي الليبي، محمد خليل إن "إيطاليا غاضبة بالفعل وهي ترى في نفسها أنها الدولة الأقرب إلى ليبيا من حيث المصالح الاقتصادية النفطية وغيرها ومن حيث ملف الهجرة أيضا".
وأضاف في تصريحه لـ"عربي21": "نعم إيطاليا غاضبة من محاولة فرنسا بسط النفوذ كاملا على ليبيا وترى في نفسها الأحق ولهذا لن تتردد في شن عملية عسكرية للحفاظ على نفوذها السياسي ومصالحها الاقتصادية"، وفق تقديره.