نشرت صحيفة "غازيتا" الروسية تقريرا تحدثت فيه عن فوز رجب طيب أردوغان في الانتخابات الرئاسية التي نظمت بتاريخ 24 حزيران/ يونيو، وستبدأ ولايته بداية من التاسع من تموز/ يوليو.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن الإعلان عن النتائج النهائية للانتخابات الرئاسية كان في الرابع من تموز/ يوليو. ووفقا للبيانات الصادرة عن المجلس الأعلى للدولة، تمكن رجب طيب أردوغان من الفوز بأغلبية الأصوات.
وأوردت الصحيفة أن أردوغان يستطيع المشاركة في الانتخابات الرئاسية المقبلة، وضمان البقاء على رأس السلطة حتى سنة 2029.
وحيال هذا الشأن، أوضح الباحث العلمي في معهد الدراسات الشرقية التابع لأكاديمية العلوم الروسية، إيلشات سايتوف، أنه في حال تم إجراء عدة انتخابات مبكرة، وسمحت حالته الصحية بذلك، يستطيع أردوغان البقاء على رأس السلطة حتى سنة 2037.
اقرأ أيضا: تعرف على المشاريع التي يخطط أردوغان لإنجازها قبل 2023
وبينت الصحيفة أنه تزامنا مع الانتخابات الرئاسية، شهدت تركيا الانتخابات البرلمانية التي فاز فيها حزب العدالة والتنمية بنسبة 42.56 من مجموع أصوات الناخبين، ليضمن بذلك الحصول على 295 مقعدا من أصل 600 مقعد في البرلمان، ونتيجة تحالفه مع بعض الأحزاب، بلغ عدد المقاعد المؤيدة لأردوغان 344 مقعدا، وهذا يخول له تحقيق أهدافه المستقبلية وتنفيذ المهام الموكلة إليه بعد فوزه في الانتخابات.
ونقلت الصحيفة عن إيلشات سايتوف أن "أردوغان تمكن من تحقيق هدفه الأكبر ألا وهو أن يصبح على رأس السلطة، ويجمع بين الصلاحيات الممنوحة لكل من رئيس الوزراء ورئيس الدولة".
إلى جانب ذلك، يعتقد سايتوف أن أردوغان سيعمل على فرض سيطرته على المشهد السياسي في تركيا، فضلا عن إجراء بعض المحاولات التي تسمح له بالتحكم في الأنظمة المعارضة، وتحقيقا لهذه الغاية، سيقوم أردوغان بتشكيل بعض الأحزاب الجديدة وعقد عدد من المفاوضات الداخلية.
وأوضحت الصحيفة أن أردوغان تمكن من تحقيق أهدافه حتى قبل أن يحظى بولاية جديدة؛ حيث انخفضت منشورات المعارضة وبات نشرها يقتصر على الصحف المطبوعة التي لا يهتم أغلبية الشعب التركي بالاطلاع عليها.
وإلى جانب مجال الإعلام، يسيطر أردوغان في الوقت الحالي على القضاء، حيث يتولى مهمة تعيين قضاة المحكمة العليا.
وبناء على ذلك، يرى كبير الباحثين في معهد أبحاث الاقتصاد والعلاقات الدولية التابع لأكاديمية العلوم الروسية، فيكتور نادين رايفسكي، أن حل المشاكل التي تطرحها المعارضة يندرج ضمن قائمة المهام الرئيسية لأردوغان.
في سياق متصل، نوه رايفسكي بأن "أردوغان قد نجح في قمع المعارضة، عن طريق السيطرة على السلطة التشريعية والتنفيذية والقضائية"، وفي ظل هذه الظروف، لن تشهد الحياة السياسية التركية تغييرات جوهرية، ولعل ذلك أكثر ما سيضمن استمرارية سلطة أردوغان.
اقرأ أيضا: تركيا تبدأ رسميا بالانتقال إلى النظام الرئاسي الجديد
وأشارت الصحيفة إلى أن فقدان الرفاهية الاقتصادية للبلاد يمثل التهديد الرئيسي الذي يمكن أن يقض مضجع أردوغان. وفي حال حدوث أزمة اقتصادية، يمكن أن تتغير نظرة المجتمع التركي لرئيس، الأمر الذي قد يؤدي إلى حدوث بعض التطورات على الصعيد السياسي، وذلك وفقا لما توصل إليه سايتوف.
ومن أجل ضمان الاستقرار وتفادي التداعيات الاقتصادية المحتملة، يتعين على أردوغان الالتزام بتطبيق سياسته التي تعطي الأولوية لتعزيز رفاهية المواطنين.
كما أكد رايفسكي أن أردوغان قد سبق وتعهد بأن تصبح تركيا ضمن أكبر 10 اقتصادات على مستوى العالم، وعمل على تسيير السلطات الرسمية نحو تحقيق هذا الهدف، رغم التدهور الاقتصادي الناتج عن محاولة الانقلاب الفاشلة وبعض المشاكل العالمية.
ويبدو أن أردوغان يراهن على قدرة تركيا على الحفاظ على التوازن وتجاوز التضخم، فضلا عن القضاء على البطالة.
الغارديان: هذه هي الرسالة الحقيقية من الانتخابات التركية
الصحافة الغربية في حالة صدمة من فوز أردوغان
الغارديان: إحباط داخل المعارضة التركية بعد فوز أردوغان