أثار هجوم حزب الحياة الحرة الكردي "بيجاك" الأخير على القوات الإيرانية، موقعا 11 قتيلا غالبيتهم من الحرس الثوري، تساؤلات حول طبيعة الجماعات المسلحة الكردية المعارضة لإيران داخل العراق، وكم تبلغ أعدادها وقدراتها العسكرية.
وكان حاكم مدينة مريوان غرب إيران، محمد شفيعي، أعلن السبت، مقتل 11 عنصرا من الباسيج والحرس الثوري الإيراني، في اشتباك مسلح مع مجموعة على الحدود مع كردستان العراق، التي تبناها "بيجاك" في وقت لاحق.
وعلى الرغم من ظهور أحزاب كردية عدة معارضة لإيران، مثل الحزب الشيوعي، ومنظمة النضال، وحزب عصبة الكادحين، لكن الأبرز هي تلك التي تمتلك أجنحة مسلحة، وهما حزبا الحياة الحرة "بيجاك"، والديمقراطي الكردستاني الإيراني "حدكا".
"بيجاك"
أعلن حزب الحياة الحرة الكردي "بيجاك" في عام 2004 تأسيس قوة عسكرية في مناطق نفوذ حزب العمال الكردستاني في جبال قنديل في أقصى شمال العراق، بمحاذاة المحافظات الإيرانية الغربية ذات الغالبية الكردية.
اقرأ أيضا: مقتل 11 من الحرس الثوري الإيراني باشتباك على حدود كردستان
ويتبنى حزب الحياة الحرة "بيجاك"، يساري التوجه، البرنامج السياسي لحزب العمال الكردستاني التركي وزعيمه عبد الله أوجلان، ويقاتل من أجل تحقيقه، معلنا نفسه متحدثا باسم أكراد إيران.
ويضم "الحياة الحرة" جناحا سياسيا وآخر عسكريا على غرار نظيره التركي، ضمن هرمية شديدة التنظيم. ويسمى الجناح العسكري "قوات شرق كردستان".
ورجّحت تقارير صحافية أن يكون عدد المتفرغين للقتال في صفوفه نحو ثلاثة آلاف عنصر، إضافة إلى أكثر من 25 ألف عضو ينتظمون ضمن خلايا العمل السرّي داخل إيران.
"حدكا"
نشأ عشية تأسيس جمهورية مهاباد الكردية عام 1946، وتولى قيادتها، ولقي دعما من الاتحاد السوفياتي، ما جعل صبغة الحزب ماركسية. وهو يدعو إلى الحكم الذاتي في كردستان في إطار الدولة الإيرانية، ولم يتبن الدعوة إلى الانفصال.
وأعلن "حدكا" تبنيه لعدد من الهجمات العسكرية على القوات الإيرانية، كانت آخرها في حزيران/ يونيو الماضي، أسفرت عن قتل وإصابة 27 عنصرا من الحرس الثوري الإيراني، باشتباكات قرب الحدود العراقية.
اقرأ أيضا: اغتيال معارض كردي إيراني بارز داخل الأراضي العراقية
ووجه الحزب خلال الشهرين الأخيرين اتهامات لإيراني باغتيال عدد من قادتها البارزين المتواجدين في إقليم كردستان العراق، كان آخرها قادر قادري، القيادي في الجناح العسكري للحزب، بعد أقل من أسبوع على استهداف عضو آخر بالحزب.
وضعهم بالعراق
من جهته، قال كفاح محمود، المستشار الإعلامي لزعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود البارزاني، إن "هناك قوانين تنظم استكمال اللاجئين والنازحين في كل دول العالم، وإقليم كردستان يخضع لمثل هذه القوانين".
وأضاف لـ"عربي21" أن "إقليم كردستان استقبل خلال السنوات الأخيرة الكثير من المعارضين والمناوئين السياسيين لإيران، فهناك أحزاب كردية لجأت إلى كردستان؛ خشية تصفيتهم في بلدانهم".
وأوضح محمود أن "هناك شروطا لقبولهم، وأهمها أنهم وقعوا تعهدات للسلطات في إقليم كردستان، بعد القيام بأي عمل عدائي ضد دولهم انطلاقا من الأراضي العراقية، وللأسف الشديد لم تلتزم بهما، كما حصل من حزب العمال الكردستاني".
وأورد: "انطلاق حزب العمال من جبال قنديل تسبب بقصف تركي لعشرات القرى الكردية، موقعا مئات الضحايا، وفي المقابل أيضا العملية الأخيرة التي راح ضحيتها عناصر قوات أمن إيرانية، ورد الأخيرة بقصف على قرى كردية".
"ليسوا إرهابيين"
وحول بيانات وأعداد هذه الجماعات، قال مستشار البارزاني إنه "لا يمكن لأي فرد الدخول إلى الإقليم ما لم تكن له بيانات لدى الأجهزة المختصة، التي تحتفظ بوثائق وإحصائيات عن كل من يقيم بكردستان العراق، ومنهم عناصر هذه الأحزاب".
اقرأ أيضا: إيران تقدم مذكرة احتجاج إلى إقليم كردستان العراق وتهدد
ولفت إلى أن "هناك مجموعات كثيرة قسم منها موجود في الأراضي العراقية وآخر في الأراضي الإيرانية، وكذا الحال ينطبق على الأحزاب الكردية التركية".
وحول قانونية تواجد هذه الأحزاب المصنفة على لوائح الإرهاب في بلدانهم، أوضح كفاح محمود أن "السلطات في إقليم كردستان تتحفظ على إطلاق هذه التسميات من تركيا وإيران على الأحزاب الكردية، رغم المشاكل الكبيرة بين الإقليم وهذه الأحزاب".
وتابع مستشار رئيس إقليم كردستان السابق: "إقليم كردستان يحترم خيارات الدول، ونحترم اللاجئين لدينا، لكن ضمن شروط الإقامة المعروفة".
وعن عمليات الاغتيال التي طالت عددا من قادة الأحزاب الكردية المعارضة لإيران، قال محمود: "بالتأكيد توجد مشاورات بين إقليم كردستان وتلك البلدان حول هذه العمليات التي تطال معارضين وما يتعلق بأمن الإقليم".
هل تنجح إيران بتجميل صورتها عبر "دعم المقاومة الفلسطينية"؟
تظاهرات العراق.. غضب شعبي أم تصفية حسابات سياسية؟
هل تنسحب واشنطن مقابل وجود إيران بسوريا؟ محللون يجيبون