أثار إعلان رئيس سلطة الانقلاب في مصر عبد الفتاح السيسي، أن مصر تجاوزت أزمة انقطاع الكهرباء بافتتاح 3 محطات عملاقة لتوليد الطاقة الكهربائية، وإعلان الحكومة عن تصدير الكهرباء إلى دول الجوار السودان وليبيا والأردن؛ تساؤلات عديدة حول مدى صدق تلك التصريحات في ظل الوعود المتكررة للسيسي وحكومته دون تحقيق أي منها.
وأعلنت وزارة الكهرباء عن قيامها بمشروعات جديدة خلال 4 سنوات لإنتاج ونقل وتوزيع الكهرباء بتكلفة 515 مليار جنيه، وأنها تمكنت من تحويل العجز البالغ 6000 ميجاوات عام 2014، إلى وفرة واحتياطي وصل 10 الآف ميجاوات الآن.
وافتتح السيسي الثلاثاء، أكبر 3 محطات بمصر والشرق الأوسط بالعاصمة الإدارية بقدرة 4800 ميجا وات، وبني سويف 4800 ميجا وات، والبرلس 4800 ميجا وات بإجمالي قدرات 14.400 ألف ميجا وات.
وفي المقابل، اشتكى مصريون تحدثوا لـ"عربي21"، من أزمة انقطاع الكهرباء وضعف التيار الكهربائي وتعرضهم ومنشآتهم وآلاتهم وأدواتهم الكهربائية للخسارة وخاصة في الريف والصعيد، فيما تحدث آخرون عن خيبة أملهم فيما يعلن عنه النظام من مشروعات وجدواها في تحسين ظروفهم المعيشية.
المصنعون الصغار
وأكد عدد من أصحاب المشروعات الصغيرة في مصر أنه "لم يحدث أي تغيير بأزمة الكهرباء، ونظل بلا كهرباء لأكثر من 3 و4 ساعات على الأقل مرتين بالأسبوع، ما يعرض عملنا للتأثير وندفع أجور عمال بلا إنتاج وفواتير كهرباء مضاعفة وضرائب وتأمينات ورسوم محليات".
وأضافوا: "ما زلنا نعاني كأصحاب عمل من أزمة الكهرباء، وفي الشتاء نعاني بشدة من انقطاع التيار الكهربائي مع أول قطرة مطر، أو ريح، ولفترات قد تصل 5 و6 ساعات خلال النهار".
وأردفوا: "أما في الصيف، فنعاني من أزمة أخرى وهي ضعف التيار الكهربائي بسبب شدة الحرارة، ما يتسبب في عدم القدرة على تشغيل المواتير، وتعرضها للتلف من آن لآخر".
أزمات بكل بيت
وفي نفس السياق، تشتكي ربات البيوت من أزمة انقطاع الكهرباء، وتقول نجلاء توفيق، (43 عاما): "كنا نعاني أيام حسني مبارك وزادت معاناتنا أيام محمد مرسي، ورغم أن المعاناة كانت بفعل رجال مبارك؛ إلا أننا ما زلنا نعاني بعهد السيسي، ولم أشعر بما يقولون عنه تحسن الكهرباء".
وقالت لـ"عربي21": "في الصيف لا أستطيع تشغيل مروحة ولا ديب فريزر ولا ثلاجة، حتى أن لمبات الكهرباء الموفرة أصبح ضوؤها خافتا".
وأكدت أن هناك أزمة أخرى كبيرة وهي على مواتير رفع المياه للأدوار العليا، موضحة أنه عند انقطاع الكهرباء لأي سبب لا نجد قطرة ماء في هذا الحر الشديد لساعات طويلة.
وتساءلت: "لما هم عندهم كهرباء وهيصدروها للخارج، هل سيقللوا سعر الفواتير؟ ولما اكتشفوا الغاز راحوا استوردوه من إسرائيل ليه؟ وغلوه علينا ليه؟".
النصب على المواطنين
وفي ظل تلك المعاناة يلجأ المصريون لشراء منظمات الكهرباء لكل منزل، بتكلفة من 2500 إلى 10 ألاف جنيه، لـ 5 وحتى 10 كيلو وات، فيما تغزو السوق المصرية أنواع رديئة ومصنعة تحت بير السلم، حسب قول الكهربائي، أحمد عاطف لـ"عربي21"، مؤكدا: "رغم أن المنظم هو حل الأهالي لضعف التيار الذي يصل بأفضل حالاته من 125 إلى 150 وات للمنازل؛ إلا أن أسعاره عالية وخاماته رديئة".
ووسط حديث السيسي، تشهد وزارة الكهرباء والشركة القابضة، سباقا مع الزمن لإصدار أول فاتورة استهلاك بداية آب/أغسطس، بعد ارتفاع الأسعار الأخيرة للكهرباء، فيما يترقب المصريون حجم الزيادات الجديدة وسط توقعات بفواتير صادمة بعد فترات من عدم انتظام قراة العدادات، ما يعني تراكم آلاف الكيلو وات وحسابها بالأسعار الجديدة.
ورفعت السلطات المصرية أسعار الاستهلاك الشهري للتيار الكهربائي، 13 حزيران/يونيو الماضي، فيما تحمل الفقراء الزيادة الأكبر بشرائح الكهرباء بنسبة وصلت 70 إلى بالمئة.
محطات متهالكة
وقال مدير قطاع الكهرباء بإحدى المدن الصناعية الجديدة: "بالفعل تمت إنجازات بقطاع الكهرباء وأصبح لدينا قدرات عالية الجهد، وفائضا للتصدير، ولكن المعادلة ناقصة ومختلة وتحتاج إلى توازن كبير".
وأضاف المسؤول الذي فضل عدم ذكر اسمه، لـ"عربي21"، أنه لكي يشعر المصريون بتحسن الكهرباء؛ يتوجب على الحكومة مع تلك المحطات الجديدة صيانة المحطات القديمة التي تغذي الدلتا والصعيد وتغيير المحولات المتهالكة التي انتهى عمرها الافتراضي وتعمل بعضها لأكثر من 30 عاما.
وأشار إلى تهالك شبكات (الضغط العالي) لنقل الكهرباء بين المحافظات والمدن والقرى، مؤكدا أن بعضها لم يتم تغييره منذ أكثر من 40 سنة، وشبكات نقل وتوزيع الكهرباء الداخلية بين البيوت معظمها عاطب ومتهالك وتعرض حياة المصريين للخطر.
السيسي للمصريين: "ما حققناه خيال.. اصبروا وسترون العجب"
هكذا علق نشطاء على "شائعات" تدمير مصر من الداخل
في ذكرى الانقلاب.. الجبهة الوطنية المصرية تدشن حملة "ارحل"