رغم أن حديقة الحيوان بمصر هي إحدى المتنفسات الهامة للمصريين للتنزه طوال العام، وفي الأعياد والمناسبات، إلا أن سلطات الانقلاب العسكري بمصر أوصدت بابها بوجه الفقراء.
وقررت وزراة الزراعة في حكومة رئيس سلطة الانقلاب، عبد الفتاح السيسي، الثلاثاء، رفع تذكرة دخول "حديقة الحيوان" بالجيزة، إلى 5 أضعاف لتصبح 25 جنيها بدلا من 5 جنيهات عقب عيد الأضحى المبارك.
وفي تبريريها لأسباب رفع التذكرة؛ قالت نائب وزير الزراعة لشؤون الثروة الحيوانية، منى محرز، إن ذلك يأتي بهدف توفير موارد للإنفاق على البوابات الحديثة وقطاع النظافة بعد تغيير شركة النظافة والأمن وتوفير شرطة نسائية بالحديقة.
وحديقة الحيوان مسجلة كأثر تاريخي، وتقع على مساحة 80 فدانا، وأنشئت عام 1891، وهي الثانية بالعالم بعد برلين، والأولى في النباتات والأشجار النادرة، وكانت تسمى جوهرة التاج لحدائق الحيوان بأفريقيا، وتعدّ من أعرق 4 حدائق من حيث تاريخ الإنشاء مع حدائق فيينا وباريس ولندن.
ومع قرب احتفال مصر بمرور 112 عاما على افتتاح حديقة الحيوان، قرر الاتحاد الدولي لحدائق الحيوان خروج الحديقة من التصنيف الدولي، فيما اعترف مدير الحديقة رشاد رحيم، بسوء حالتها في تصريحات إعلامية، وقال إن الرجوع للتصنيف الدولي يحتاج لعمل حديقة حرة لا يُحبس فيها حيوان، وتصل رسوم دخولها لـ500 جنيه، في حين ما زال رسم دخول الحديقة 5 جنيهات فقط.
وكان قد تم استبعاد مصر من عضوية الاتحاد الدولي لحدائق الحيوان "WAZA" عام 2004، بسبب المعاملة السيئة التي تلقاها بعض الحيوانات كربط الأفيال بالسلاسل المعدنية.
في طريقها للزوال
وفي تعليقه يعتقد الخبير الاقتصادي إبراهيم نوار، أن قرار رفع تذكرة دخول حديقة الحيوان 5 أضعاف، يقلل عدد الزائرين ويقلل أهمية الحديقة وسط حديث سابق عن نقلها للعاصمة الإدارية، ومن ثم بيع أرضها الممتدة الأطراف قرب نيل الجيزة للمستثمرين، قائلا: "أعتقد أن حديقة الحيوان في طريقها للزوال".
وكانت وزارة الزراعة قد فتحت الباب للجدل في حزيران/ يونيو الماضي، بتصريح حول دراستها نقل الحيوانات آكلة اللحوم بحديقة الحيوانات بالجيزة لصحراء العاصمة الإدارية.
بيعها للإمارات
وحول تأثير زيادة أسعار تذاكر دخول حديقة الحيوان على السياحة الداخلية وعلى نسب زيارة الحديقة الأقدم أفريقيا والثانية عالميا، يرى الخبير الاقتصادي أحمد خزيم، أن النتيجة المتوقعة ألا يذهب المصريون لحديقة الحيوان، معتبرا أن تلك الزيادة إحدى وسائل التضييق على فقراء المصريين.
وفي توقعه لسيناريو الأزمة أكد الأكاديمي المصري لـ"عربي21"، أنه بعد تطبيق تلك الزيادات وفي ظل إحجام متوقع من المصريين فإن المسؤولين سوف يعلنون خلال عامين أن الحديقة لا تحقق مكاسبا بل إنها تخسر، متوقعا أن يكون ذلك بداية لقرار غلقها تلافيا للخسائر.
وفي سؤال حول احتمال اعتبار ذلك مقدمة لنقل الحديقة والحيوانات منها للعاصمة الإدارية الجديدة وبيع أرضها للمستثمرين، توقع خزيم، أن تأتي الإمارات بمستثمريها لشراء أرض الحديقة الاستراتيجية بعدة مليارات وبثمن بخس لا يليق بقيمتها السوقية ومكانتها التاريخية، مضيفا أن الحكومة في النهاية سوف تعلن أن هذا البيع يأتي في ظل الاستثمار الخارجي.
وحول القيمة السوقية لحديقة الحيوان وعبر عملية حسابية قام بها الكاتب الصحفي صبحي بحيري، أكد أنها نحو 1.6 مليار دولار، وقال عبر فيسبوك: "حديقة الحيوان بالجيزة مساحتها 80 فدانا - من أكبر الحدائق مساحة على مستوى العالم- والفدان 4200 متر، يعني 336 ألف متر.. لو المتر بـ5 آلاف دولار يبقى الناتج 1.6 مليار دولار، بالجنيه، اضرب في 18 يكون الناتج 30 مليار جنيه".
الرحلات المدرسية
من جانبه تعجب الأخصائي الاجتماعي جمال عز، من الزيادة وقيمتها، مؤكدا لـ"عربي21"، أن حديقة الحيوان بالجيزة من الأماكن المميزة التي تعد القبلة الأولى للرحلات المدرسية من خارج القاهرة، وفي ظل رفع أسعار دخول منطقة الأهرامات لم يبق لنا كمشرفين للرحلات بالمدارس سوى حديقة الحيوان، وفي هذه الحالة سوف تخرج هي الأخرى من برامج الزيارة للقاهرة.
وعبر مواقع التواصل الاجتماعي أثار خبر رفع تذكرة الدخول لحديقة الحيوان الجدل بين المصريين، وقال الأكاديمي وائل كامل، عبر "فيسبوك": "قد نتفهم أن هناك احتياجا لموازنة تطوير حديقة الحيوان، ولكن لن نتفهم أبدا هذا القرار الذي يسد آخر متنفس للبسطاء ويقلل عدد الزوار، وبالتالي تستطيعون القول إن الحديقة خسرانة ولابد من خصخصتها أو بيع أرضها".
وأضاف: "إن كنتم ترغبون بزيادة موارد الحديقة فإن لديكم عشرات الحلول، منها: الاتفاق مع شركات دعاية لتأجير لافتات إعلانية متحركة، وتخصيص مساحات وتأجيرها لسلاسل المطاعم المشهورة، وتخصيص أماكن للمناسبات وتأجيرها، وإقامة حفلات ترفيهية أسبوعية".
وقال الناشط صلاح صالح: "لن يستطيع رب أسرة أن يذهب وزوجته وطفلين فقط ليدفع 100 جنيه تذاكر غير باقي المصروفات"، مشيرا إلى أن الحديقة بحالة سيئة؛ وما تبقى بها من حيوانات بحالة مزرية.
وأكد أن ما يجرى محاولة لإخراج الحديقة من المزارات وأماكن ترفيه الفقراء، وغدا يطبقون اقتراح نقلها وبيع أرضها للمستثمرين.
وسخر محمد صلاح، من القرار بقوله إنه "دلالة واضحة، على انحياز الحكم للغلابة".
السيسي يهمش أذرعه الإعلامية.. هل يتحولون للمعارضة؟
وزير أوقاف السيسي يفتتح أكاديمية للدعاة.. وعينه على الأزهر
هل انتهت أزمة انقطاع الكهرباء في مصر؟.. مواطنون يجيبون