أظهرت دراسة نشرت الجمعة أنه ليس هناك أدلة على أن
إيران تعاونت مع تنظيم
القاعدة على شن هجمات إرهابية ما يلقي بظلال الشك على تصريحات صدرت عن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن علاقات وثيقة بينهما.
واعتمدت الدراسة التي أجرتها مؤسسة (نيو أمريكا) البحثية على تحليل تفصيلي لوثائق تم التحفظ عليها من مخبأ زعيم التنظيم
أسامة بن لادن بعد أن قتلته القوات الأمريكية في 2011.
ويتعارض ما خلصت إليه الدراسة مع تصريحات صدرت مؤخرا عن ترامب ووزير خارجيته مايك بومبيو تشير إلى أن إيران تواطأت مع تنظيم القاعدة الذي نفذ هجمات الحادي عشر من سبتمبر من عام 2001 على الولايات المتحدة.
وثار جدل حول العلاقة بين إيران ذات الأغلبية الشيعية وتنظيم القاعدة السني المتشدد منذ فر بعض أفراد التنظيم في أواخر 2001 لإيران بعد إطاحة الولايات المتحدة بنظام حكم حركة طالبان في أفغانستان.
وتقول نيللي لحود، كبيرة باحثي الدراسة والخبيرة في شؤون تنظيم القاعدة إن الوثائق التي تم الحصول عليها من مخبأ بن لادن من بينها وثيقة مؤلفة من 19 صفحة لم يكشف عنها إلا في تشرين الثاني/ نوفمبر أظهرت إن إيران لم تكن تشعر براحة لفكرة وجود المتشددين على أراضيها وحاولت في البداية نقل أكبر عدد ممكن منهم إلى دولة ثالثة.
وذكرت الدراسة أن إيران بعد ذلك اعتقلت أفرادا من القاعدة بينهم أفراد من عائلة بن لادن بعد أن خالفوا شروط إقامتهم التي شملت حظرا على الاتصالات الهاتفية.
وأظهرت الدراسة أن التنظيم كان لديه ارتياب عميق من طهران.
وأضافت أن سياسات طهران حيال التنظيم باتت أكثر صرامة بعد الغزو الأمريكي للعراق في 2003 ومنعت أفراد القاعدة المحتجزين لديها من مغادرة البلاد.
وكتب أحد عناصر القاعدة في الوثيقة التي تعود لكانون الثاني/ يناير عام 2007 أن السلطات الإيرانية قررت أن "تحتفظ بإخوتنا لديها كورقة تفاوض".
وقالت لحود التي درست وثائق بن لادن منذ الكشف عن أول دفعة منها في عام 2012 إنها بحثت عن أدلة على وجود علاقات في ما يتعلق بالعمليات بين القاعدة وإيران من أجل التآمر لتنفيذ هجمات إرهابية.
وأضافت: "هذا ما لم أجده".
وكان كل من ترامب وبومبيو قد أشارا إلى علاقات أوثق بين طهران والقاعدة في إطار تصريحات هجومية مناوئة لإيران من الحكومة الأمريكية.
ولم يرد البيت الأبيض على طلب بالتعليق.