قدم رئيس المكتب
السياسي لـ"جيش اليرموك" (أحد
فصائل الجنوب السوري) وعضو "هيئة
التفاوض السورية" بشار الزعبي استقالته من الهيئة.
وجاء في رسالة مذيلة
باسم الزعبي، وموجهة إلى رئيس "الهيئة" نصر الحريري، وتم تناقلها من قبل
نشطاء واطلعت عليها "
عربي21"، أنه و"بعد مرور ما يقارب ثماني سنوات على ثورة الكرامة وتكالب كل من في الأرض عليها وتعاقب النكسات وكثرة
التخوينات وصعود بعض المثبطين والمنتفعين وتوليهم مناصب باسم الثورة والطعن
المستمر بالشرفاء والتطبيل للعملاء وفقدان الحاضنة الشعبية لأغلب ممثلي الثورة
فإنني ومتمنيا التوفيق والنجاح للكثير من الشرفاء في هيئة المفاوضات أجد نفسي في
مكان لا يمكنني الاستمرار فيه".
وأضاف في نص الرسالة: "أقول لهؤلاء الشرفاء من أعضاء الهيئة أنتم أمناء على دماء وحقوق شعب قدم
الغالي والنفيس ليحصل على حقه في الحرية والكرامة التي لا يمكن تحصيلها بالمجاملات
والتحالفات والمصالح الحزبية والشخصية الضيقة كما فعل بعض من يتولى مناصب مهمة في
الهيئة لتمرير مشاريع المصالحات الوهمية الروسية ضاربا عرض الحائط بتضحيات الشعب
السوري العظيمة".
وأردف: "لذلك أجد
نفسي مجبرا على تقديم استقالتي من الهيئة العليا للتفاوض مقدما الشكر الجزيل
للدكتور نصر الحريري ولجميع أعضاء الهيئة الشرفاء الذين قدموا كل ما لديهم للحفاظ
على مبادئ الثورة ومحاولة تحصيل حقوق الشعب في الحرية والكرامة بالرغم من وجود
الكثير من العملاء والمخذلين".
وأوضح الزعبي لوكالة
"سمارت" أن القرار جاء احتجاجا
على بقاء "أحمد العودة" قائد فصيل "قوات شباب السنة" كعضو في
الهيئة، على الرغم من عقده اتفاق "تسوية" مع النظام السوري، موضحا أن
"العودة" حضر اجتماعا لـ"
هيئة التفاوض السورية" عبر السكايب،
قبل أيام، وتحدث عن لقاءاته مع قيادات بـ"الفيلق الخامس" و"الفرقة
الرابعة" التي يقودها شقيق رئيس النظام السوري ماهر الأسد، في وقت لم يستطع
الأعضاء من الحصول على الأصوات الكافية لطرده من الهيئة.
وبحسب الزعبي فإن نائب
رئيس الهيئة، خالد المحاميد، و"منصة موسكو"، اعترضا على طرد
"العودة" من الاجتماع، واكتفيا بقرار استبداله بعضو آخر، مشيرا إلى أن
"القرار لم ينفذ بعد".
وفي تعليقه على ذلك،
أكد المستشار الإعلامي لـ"هيئة التفاوض السورية" الدكتور يحيى العريضي،
تقديم الزعبي للاستقالة، بعد الخلاف الذي ظهر خلال الاجتماع الأخير
لـ"الهيئة".
وأوضح
لـ"
عربي21" أن "الزعبي" وجه الاتهامات خلال الاجتماع لأعضاء
من "الجنوب السوري" بالتنسيق مع الروس.
وأشار العريضي، إلى أن
"الزعبي اجتمع في وقت من الأوقات مع روسيا" وذلك في إشارة منه إلى دور
الزعبي في التوصل إلى اتفاق "التسوية" في الجنوب السوري، منوها بأن
"الهيئة تنظر إلى الروس على أنهم قوة احتلال".
وعن التأثيرات
المحتملة لاستقالة "الزعبي" على عمل "الهيئة"، قال العريضي إن
"استقالة أي عضو من مجموع الأعضاء البالغ 36 عضوا، تؤثر على عمل الهيئة".
وبالمقابل، أكد حرص
الهيئة على كل المكونات الستة للهيئة (الائتلاف، هيئة التنسيق، فصائل، مستقلين،
منصة موسكو، منصة القاهةر)، متهما روسيا بمحاولة ضرب مصداقية المعارضة.
يذكر أن "هيئة
التفاوض السورية" التي يترأسها نصر الحريري، والتي انبثقت عن مؤتمر
"الرياض2" للمعارضة السورية، هي المخولة من جانب المعارضة بإدارة عملية
التفاوض في جنيف.