بعد
التضامن الغربي الواسع مع قضية الصحفي السعودي جمال
خاشقجي، يثار التساؤل حول مدى
ما يمكن أن تقدمه الدوائر الغربية بهذا الملف من ضغوط على الرياض ومدى قبول
المملكة لتلك الضغوط، وهو التساؤل الذي تصاحبه مخاوف من أن تغلق
واشنطن وعواصم
غربية أخرى القضية سريعا بعد مساومات حول قضايا بالمنطقة.
ويعتقد
مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق الدكتور عبدالله الأشعل، أن هذا الملف ستستفيد
منه دول غربية عدة وإن بدت متضامنة مع أزمة خاشقجي ومعربة عن قلقها، قائلا
لـ"
عربي21"، إن "الغرب سعيد بالأزمة بين
السعودية وتركيا"،
وتابع بأن الغرب لن يقدم الحلول إلا في مراحل متأخرة من الأزمة.
ويرى
المحاضر بمعهد الشرق الأوسط بجامعة سكاريا التركية، محمد الزواوي، أنه
"بالرغم من أن السياق التاريخي يفيد بأن الغرب دائما يقدم مصالحه على قيمه،
إلا أننا يمكن أن نشهد تحولا في قضية خاشقجي في حال استطاعت السلطات التركية أن
تبني قضية قوية ومتماسكة حول تورط القنصلية السعودية في اغتياله".
وقال
الباحث المتخصص في الشأن التركي لـ"
عربي21"، إن ذلك قد يحدث
"بالنظر إلى كم الزخم الذي يمكن أن تحدثه السلطات التركية حول تلك العملية
والضغط الذي يمكن أن يمارسه المجتمع الصحفي الأمريكي باعتبار أن خاشقجي يعتبر جزءا
منه الآن بتكابته في صحيفة واشنطن بوست".
وتابع
بقوله: "الرهان الآن على سلطات التحقيق التركية من أجل إخراج القضية بصورة لا
يستطيع المتورطون في قتله من الفكاك منها".
وفي
تعليقه يرى أستاذ الأخلاق السياسية في جامعة صقاريا، الدكتور جمال نصار، أن
"موقف الغرب من قضية الإعلامي خاشقجي؛ يبنى على المصالح للأسف"، موضحا
أن "علاقة كثير من الدول الغربية بالسعودية تبنى على المصالح وليس القيم وحقوق
الإنسان وخصوصا أمريكا".
الأكاديمي المصري، أضاف لـ"
عربي21"، أن الجميع
ظن أنه قد تحدث زوبعة حيث أعلن أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يتابع الأمر
ويشعر بخيبة أمل لكن أغلب الظن أن الأمور ستسير بشكل أو بآخر كسابقتها؛ فنحن نعلم
أن السعودية مارست هذه الأفعال عدة مرات سابقا، بحسب تعبيره.
وأوضح أنه "ربما يكون
لمنظمات المجتمع المدني وبعض الشخصيات الغربية المعتبرة والتي كان لها علاقة
بخاشقجي تأثير بالصحافة والإعلام"، موضحا أن "هذا الضغط سيؤثر على طبيعة
العلاقة بين السعودية وتلك الدول وستكون له بعض الآثار السلبية على صورة ولي العهد
السعودي محمد بن سلمان، الذي يدعي أنه جاء للإصلاح بينما ظهرت وحشيته منهاهجه التي
يسير عليها للوصول إلى كرسي الحكم".
وتوقع
الأكاديمي المصري وأستاذ القانون الدولي، السيد أبو الخير، أن تتم تسوية الأزمة،
قائلا: "من الوارد تسوية الأمر سريا؛ لكن الأتراك لن يقبلوا إلا بتسوية مرضية
لها وسوف تستفيد منها أنقرة في أزماتها الإقليمية".
وأكد أبو الخير
لـ"
عربي21"، أن "واشنطن سوف تتدخل لصالح السعوديين من أجل
ابتزازهم"، مؤكدا أن
تركيا سوف تستثمر هذا الحدث لصالحها دوليا وإقليميا.
ويعتقد خبير القانون
الدولي أن "خاشقجي لو كان صحفيا غربيا لاختلف الأمر كثيرا".