ترددت أنباء عن محادثات أردنية-روسية تبحث إعادة قادة فصائل المعارضة سابقا إلى الجنوب السوري، وذلك بعد دخولهم الأردن في أثناء المعارك التي شهدتها المنطقة قبل أشهر.
وتأتي هذه التطورات بعد يوم واحد من افتتاح معبر نصيب/جابر الحدودي.
وفي التفاصيل، أوضح الناشط في المجال التوثيق، محمد الشرع، من درعا، لـ"عربي21" أن المحادثات الأردنية الروسية تتركز الآن على تحديد أسماء القادة، وإسقاط التهم عنهم لدى محاكم النظام، تمهيدا لعودتهم إلى درعا.
ونقلا عن مصادر وصفها بـ"الموثوقة"، أكد الشرع أن المباحثات جاءت بطلب أردني، بهدف خلق حالة من التوازن في الجنوب السوري، وتشكيل كيان عسكري "سنّي الهوية"، ضمن النظام، لتخفيف حالة العداء مع الأردن في الجانب السوري المقابل لأراضيها.
اقرأ أيضا: بعد حل الفيلق الخامس.. توتر بين النظام وفصيل معارض بدرعا
وعن مصلحة النظام السوري من عودة هؤلاء، اعتبر الشرع أن روسيا هي التي تتحكم بقرار الجنوب السوري، بينما النظام لا يستطيع رفض ما تخططه موسكو، صاحبة المصلحة.
وأوضح أن لروسيا المصلحة في تمكين الفصائل (فصائل التسوية) من استعادة توازنها، حتى تكون صاحبة شأن في هذه المنطقة الاستراتيجية، وكذلك نزولا عند رغبة الدول الإقليمية بضرورة إبعاد المليشيات الإيرانية إلى مسافة محددة عن الشريط الحدودي.
ورأى أنه "إذا توصلت روسيا و الأردن للاتفاق، فيكفي أن تصدر روسيا أوامرها للنظام بتسوية أوضاع هؤلاء، والتعامل معهم على أنهم عناصر بمرجعية روسية"، وفق قولهم.
وأكد الشرع، موافقة القادة الذين تم الحديث عنهم على مغادرة الأردن، مبينا أن "المهام التي ستناط بهم هي مهام قيادية"، رافضا في الآن ذاته الكشف عن أسمائهم.
بدوره، أشار الناشط الإعلامي محمود الحوراني، إلى مخاوف الأردن من وجود المليشيات الشيعية على مقربة من حدودها، خصوصا بعد فتح معبر نصيب جابر الحدودي على البلدين.
ولفت في حديثه لـ"عربي21" إلى أن روسيا بصدد إعادة تفعيل العمل بـ"الفيلق الخامس" الذي حلّته في وقت سابق، كإجراء عقابي لفصائل "التسوية" التي رفضت التوجه إلى الشمال السوري، معتبرا أنه "نزولا عند المخاوف الأردنية، فإن روسيا في صدد اتخاذ إجراءات من شأنها إعادة الفصائل إلى المشهد".
وأوضح أن الإجراءات تهدف إلى تقليم أظافر المليشيات الإيرانية و"حزب الله" في الجنوب السوري، وليس النظام السوري.
اقرأ أيضا: النظام يسيطر على كامل درعا بعد هزيمة المعارضة وجيش خالد
وفي الشأن ذاته، لم يستبعد مصدر من درعا أن يكون ذلك ضمن الشروط التي اشترطها الأردن قبل الموافقة على فتح معبر نصيب/جابر الحدودي.
يذكر أن عددا من قادة الفصائل كانوا قد دخلوا الأراضي الأردنية قبل الانتهاء من التسوية التي مكنت النظام السوري من بسط سيطرته على كامل الجنوب السوري.
استقالة عضو بارز في "هيئة التفاوض السورية".. لماذا؟
اتفاق أردني سوري على إعادة العمل بمعبر نصيب الحدودي