نشرت صحيفة "الكونفدنسيال" الإسبانية تقريرا، تحدثت فيه عن شعب تسيماني الذي يتمتع بالصحة الأفضل في العالم، وقد جعلت مميزات هذا الشعب العديد من العلماء والباحثين، يدرسون النظام الغذائي والعادات اليومية التي تتبعها هذه المجموعة.
وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته
"عربي21"، إن أمراض القلب منعدمة بين صفوف شعب تسيماني الذي يعد من
القبائل الأمريكية الأصلية التي تعيش في منطقة غابات الأمازون البوليفية، ويعيش
هذا الشعب على زراعة الحبوب والبقول، والسمك، والصيد في منطقة الأمازون البوليفية.
وأشارت الصحيفة إلى أن العديد من الدراسات أثبتت أن
صحة القلب التي يتمتع بها شعب تسيماني هي الأفضل والأقوى في العالم، وينصح العلماء
باتباع نفس النظام الغذائي الذي تتبعه هذه المجموعة، نظرا لفوائده على الصحة.
وأوردت الصحيفة أن الصحة القوية التي يتمتع بها هذا
الشعب حيرت العلماء ودفعتهم إلى البحث عن الأسرار التي تقف وراءها، وفي هذا الصدد،
أجرى علماء الأنثروبولوجيا في جامعة كاليفورنيا سانتا باربرا، مايكل غورفن وتوماس
كرافت، دراسة استغرقت خمس سنوات لتحليل النظام الغذائي الذي يتبعه شعب تسيماني.
في نفس الوقت، قارنوا نظام هذا الشعب بنظام شعب
الموستين، وهو أيضا قبيلة أمريكية أصلية من سكان الأمازون البوليفية، ويوجد العديد
من نقاط التشابه بين الشعبين، إلا أن المجموعة الثانية قد دمجت في نظامها الغذائي
منتجات مصنعة وتبنت عادات غذائية من شعوب أخرى.
اقرأ أيضا: كيف لك أن تبقي على حماسك طوال السنة للحفاظ على لياقتك؟
ونقلت الصحيفة عن الدكتور مايكل غورفن قوله إن
"نتائج بحوث سابقة توصلت إلى أن شعب تسيماني يتمتع بصحة قلب وأوعية دموية
الأفضل على الإطلاق، لهذا السبب، سعى عدد كبير من الباحثين لفهم هذه الظاهرة، عبر
تحليل النظام الغذائي الشائع بين سكان هذه المنطقة، وغيره من الجوانب الأخرى".
وبينت الصحيفة أن الدراسات أثبتت أن شعب تسيماني
يتميز بصحة من حديد، ويتبع نظاما غذائيا عالي السعرات الحرارية، التي تتراوح بين
2.433 و2.739 سعرة حرارية في اليوم، كما يتميز هذا النظام الغذائي باحتوائه على
نسب عالية من الكربوهيدرات، التي تتجاوز نسبتها 64 بالمائة من مجموع الغذاء اليومي،
أما نسبة البروتينات فهي في حدود 21 بالمئة، ولا تتعدى نسبة الدهون في هذا النظام
الغذائي حوالي 15 بالمئة.
وذكرت الصحيفة أن الدراسات توصلت إلى أن النظام
الغذائي المتبع من قبل شعب تسيماني ليس متنوعا للغاية، خاصة عند مقارنته بأنظمة
شعوب أخرى من نفس المنطقة، من جانب آخر، تعد الكربوهيدرات المعقدة (بالأساس الموز،
والحبوب، وخاصة الأرز) مصدر ثلثي السعرات الحرارية اليومية في هذا النظام الغذائي.
وأوردت الصحيفة أن الأسماك المستهلكة يوميا في
النظام الغذائي لشعب تسيماني توفر نسبة 16 بالمئة من السعرات الحرارية اليومية،
فيما توفر الأغذية المتأتية من الصيد في المنطقة ستة بالمئة من السعرات الحرارية
اليومية، وتمثل الأطعمة المصنعة نسبة ثمانية بالمئة فقط في النظام الغذائي للشعب
الذي يتمتع بأفضل صحة في العالم.
وأشارت الصحيفة إلى أن شعب أوكيناوا من الشعوب
الأخرى التي تتميز بصحة جيدة بفضل استهلاكها للكربوهيدرات المعقدة، المتأتية أساسا
من البطاطس.
اقرأ أيضا: تعرف على تمارين مناسبة لعمرك تمكنك من العيش 100 عام
وأفادت الصحيفة بأن الخبراء لاحظوا أن شعب تسيماني
يعاني من نقص في الكالسيوم والفيتامينات دي وإي؛ في حين كانت مستويات البوتاسيوم
والمغنيسيوم والسيلينيوم عالية لديهم، وتجدر الإشارة هنا إلى أن البوتاسيوم
والمغنيسيوم والسيلينيوم هي المعادن التي تعزز صحة القلب والأوعية الدموية، في نفس
الوقت، لوحظ أن الشعب الذي يتمتع بصحة من حديد أكثر من غيره، يتبع نظاما غذائيا
غنيا بالألياف.
أوردت الصحيفة لأخصائي القلب، كريس روان، قوله إن
"شعب تسيماني في حصانة من تصلب الشرايين أكثر من اليابانيين الذين يتبعون
نظاما غذائيا منخفض الدهون إلى درجات قصوى، كما يتميزون بصحة عالية على مستوى
الأوعية الدموية، وعلى سبيل المثال، يعادل عمر الأوعية الدموية لدى كهل يبلغ 80
سنة من شعب تسيماني عمر الأوعية الدموية لدى أمريكي بالغ من العمر 55 سنة".
وفي الختام، قالت الصحيفة إن الباحثين سلطا الضوء
أيضا على نشاط شعب تسيماني المكثف، إذ يقدر معدل خطوات سكان غابات الأمازون
البوليفية بحوالي 17 ألف خطوة في اليوم، في حين يقدر هذا المعدل بحوالي 5.100 خطوة
في اليوم لدى الأمريكيين، ويلعب النشاط البدني دورا بالغ الأهمية في الحفاظ على
الصحة وتعزيز سلامتها.
الاستحمام اليومي يمكن أن يساعدك في التغلب على الاكتئاب
عقلك عبارة عن 100 مليار كمبيوتر تعمل معا
تعرف على أفضل أنواع الجبن في العالم