أصدر الرئيس التونسي السبسي قراره بالنص على قانون يساوي بين المرأة والرجل في الميراث، رغم مخالفة كل علماء الشريعة لذلك، ولا نعلم أحدا وافق على ذلك وجاء بأدلة معتبرة من الشرع على صحة هذا التوجه، ولا أظن حاكما مستبدا يبحث عن تأييد الشرع، ولا تنفيذه بالأساس، إنما فقط يجتهد بعض المشايخ لتجميل المشهد، والتبرع من أنفسهم بالتبرير باسم الشرع لما ينتهجون.
إقرأ أيضا: فعلها السبسي في تونس!
ومن هؤلاء المتطوعين بالدفاع عن توجه السبسي: سعد الدين الهلالي، وهو أستاذ فقه مقارن في جامعة الأزهر، والمصيبة الكبرى أنه من ضمن تبريراته التي تنم عن جهل شديد، أنه ضرب نموذجا للمقارنة بين أسرتين، أسرة قررت أن تساوي بين الذكر والأنثى في الميراث، وأسرة قررت أن تعمل بنص الشرع (للذكر مثل حظ الأنثيين)، ثم تساءل: أيهما أكثر رحمة، وعدلا، وتحضرا؟ لا شك من ساوت بينهما؟ وكأن العدل والرحمة والتحضر ينفي عمن يلتزم بالشرع، ويوصف به من يظن بإعمال عقله مخالفا للشرع أنه العادل والرحيم والمتحضر؟!!
وهو كلام ينطلي على بعض من لم يطلعوا على الشرع جيدا، وينخدعوا بظاهر الكلام، وبريقه الشكلي، فهل يقرر الشرع حقا أو أمرا لا يتفق مع العدل والرحمة والتحضر؟! ربما تصور بعض السذج أن عقله يصل به إلى تشريع أو تفكير أكثر رقيا ورحمة وعدلا من التشريع الإسلامي، ناسيا مسلمات عقلية وشرعية ينبغي ألا يتجاوزها الإنسان المسلم العاقل.
ادعاء أن المساواة في ميراث المرأة للرجل هو الرحمة والعدل، كلام لا ينطلق من شرع، بل ينطلق من هوى شخصي،
إقرأ أيضا: هل يصوت البرلمان على مبادرة السبسي للمساواة في الميراث؟
ولو كان رأي سعد الهلالي صادقا عن علم، ما رأينا تراجعه فيما بعد تصريحه بيومين مع نفس المذيع عمرو أديب، يقرر أن أحكام المواريث ثابتة ودائمة، وبدأ يتهرب ويلتف بدعوى أنه قصد أن يوصي الأب بالمساواة بين أبنائه الذكور والإناث في الميراث، بعد أن رأى مهاجمة هيئة كبار العلماء له، وكثير من المتخصصين، وهكذا يطل علينا برأسه كل صاحب هوى مدعيا أنه مجدد، ولكن على حساب الثوابت، والتلاعب بقضايا المرأة!!
Essamt74@hotmail.com
النقابة والإفراط في التسييس بعد الثورة التونسية
التطبيع مع "الكيان الصهيوني".. أعلى مراحل الفساد النظامي
الرابحون والخاسرون في التعديل الوزاري.. ومعارك تونس الكبرى