بدأت الجولة الخامسة من مشاورات السلام اليمنية في مدينة ستوكهولم بالسويد، برعاية الأمم المتحدة، الخميس، في مسعى جديد لوقف الحرب الدائرة بالبلاد، وسط تساؤلات عن السيناريوهات المتوقعة والتحديات التي قد تواجهها هذه الجولة.
تحديات
وفي هذا السياق، قال الصحفي والناشط الحقوقي اليمني، محمد الأحمدي، إن هناك تحديات عدة تواجه هذه الجولة من المشاورات، منها التعنت الذي تبديه جماعة الحوثي إزاء تفاصيل الالتزامات والمرجعيات المتفق عليها لانطلاقها.
وأضاف في حديث خاص لـ"عربي21" أن هناك شكوكا حول مدى تنفيذ الحوثيين اتفاق تبادل الأسرى الذي تم التوقيع عليه في وقت سابق من الأسبوع الجاري، كجزء من تدابير بناء الثقة التي جرى الحديث عنها قبل انطلاق المفاوضات في السويد. مشيرا إلى أن الأيام المقبلة على الأقل ستكشف مدى جدية الحركة الحوثية في تنفيذ ما ألتزمت به، أو في غضون شهر، كما هو معلن في سياق ذلك الاتفاق.
وذكر الأحمدي أن تواطؤ الأمم المتحدة ورعاة هذه الجولة من المشاورات، مع اشتراطات الحوثي، والانجرار معها إلى مربعات التيه بالمشاورات عبر الذهاب بها صوب تفاصيل جديدة تعمل الجماعة ووفدها المفاوض على اختلاقها، كما هو معتاد.
ولفت الصحفي اليمني إلى أن الضغوط الدولية التي تمارس على الحكومة اليمنية الشرعية، للتخلي عن المرجعيات المتفق عليها، أو جزء منها، لمصلحة الاشتراطات التي تضعها المليشيات الحوثية.
لكنه استدرك قائلا إن نجاح تلك الضغوط مرهون بمدى قدرة الوفد الحكومي على مقاومتها، وهو من التحديات التي قد تعيق هذا الجولة.
مؤشرات
من جانبه، أبدى الصحفي والمحلل السياسي، حمدان الرحبي، عدم تفاؤله بنجاح المشاورات التي انطلقت في وقت سابق من الخميس، وقال إنها ستفشل، كونها لا تستند إلى أي أساس صالح للبناء عليه.
وتابع في حديثه خاص لـ"عربي21" إن الحوثيين لن يتنازلوا عن مشروعهم الطائفي، ولن يسلموا أي شيء بحوزتهم.
وأكد الرحبي أن الحوثيين يواصلون حربهم وإطلاق القذائف، ففي اليوم الذي انطلقت فيه المشاورات، تم قصف مركز "سيتي ماكس" ( مول تجاري) في مدينة الحديدة (غربا) ودمروه بالكامل.
ووفقا للمتحدث ذاته، فإنه في كل مرة، تقدم الحكومة الشرعية تنازلات، يقابله استغلال الحوثيين هذا النهج، للحصول على المزيد. مستدلا على ذلك بأنه في الوقت الذي كان ينتظر أن تقوم الحركة الحوثية بإطلاق سراح المختطفين لديها، بعدما تم السماح بخروج 107 من الجرحى الحوثيين ومرافقيهم، إلى خارج البلاد، لكن ذلك، لم يحدث.
كما أن إيقاف القوات الحكومية للعملية العسكرية في الحديدة قوبل بخرق من قبل الحوثيين، رغم أنه لولا الدعم الغربي والأممي لهم، لما بقوا مسيطرين على الحديدة وصنعاء. حسب الصحفي الرحبي.
وأشار إلى أن هناك مؤشرات على أن الدول الكبرى تحاول بكل ثقلها إبقاء الوضع كما هو في اليمن، والإبقاء على الحوثيين كقوة موجودة على الأرض، مثله مثل "حزب الله" في لبنان.
وأردف: "هناك موقف ضبابي دولي من فرنسا وبريطانيا، ودول أوربية تجاه الحوثيين"، وما يعزز هذه الفرضية "حديث تلك الدول عن وقف الحرب، وتجاهلها وقف الانقلاب الذي كان سبب هذه الحرب.
مضيعة للوقت
وفي هذا السياق، اعتبر دبلوماسي يمني أن أحداث المفاوضات ما هي إلا مضيعة للوقت، حتى وإن حدث أي تقدم فيها، فالحرب حتما ستستأنف مطلع العام المقبل.
وقال في حديث خاص لـ"عربي21"، شريطة عدم الإفصاح عن اسمه، إن الحرب في اليمن لن تنتهي، ولا يراد لها أن تنتهي. على حد قوله.
وبدا متشائما من فرص نجاح هذه الجولة من المحادثات، معبرا عن اعتقاده أن مشاكل اليمن ستبدأ العام المقبل.
وحسب الدبلوماسي اليمني، فإنه ستطوى صفحة بعد أسابيع أو أشهر لهذه الحرب، لتدخل البلاد في حرب جديدة بين اليمنيين أنفسهم، وهذه المرة، دون مفردة "عدوان"، كما يصف الحوثيون، التحالف العربي بقيادة السعودية.
ولم يتسن لـ"عربي21" الحصول على تعليق من مسؤولين في جماعة الحوثيين.
وانطلقت في وقت سابق من اليوم الخميس محادثات السلام بين الأطراف اليمنية، التي تعد الخامسة، وذلك لإنهاء الحرب الدائرة منذ نحو أربع سنوات، وذلك برعاية الأمم المتحدة.
وسبق هذه الجولة أربع جولات، آخرها الجولة التي فشلت مطلع أيلول/ سبتمبر الماضي، قبل انطلاقها.
أما الجولات الثلاث من المشاورات، فقد عقدت في جولتيها الأولى والثانية في العام 2015، في مدينتي جنيف وبيل السويسريتين، فيما عقدت الجولة الثالثة في الكويت عام 2016، دون أن يتحقق أي تقدم يذكر.
مصدر لـ"عربي21": تأجيل محادثات سلام اليمن إلى 6 ديسمبر
هل تنجح الجولة الخامسة من المشاورات اليمنية بالسويد؟
هل يصبّ وقف الحرب باليمن في مصلحة إيران؟ خبراء يجيبون