استبعد محللون سياسيون سوريون تحدثت إليهم "عربي21" أن تلجأ وحدات الحماية الكردية الجناح العسكري لحزب الاتحاد الديمقراطي إلى تسليم مناطق في شرق سوريا لقوات الأسد أو المليشيات الإيرانية، وذلك من أجل تفادي العملية العسكرية التركية المرتقبة ضدها.
وكانت الإدارة الذاتية التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي قد دعت أمس الأربعاء، النظام السوري إلى اتخاذ موقف رسمي ضد هذا التهديد التركي، وذلك عقب إعلانها النفير العام لمواجهة العملية العسكرية التركية تجاه المناطق التي تديرها خلال أيام قليلة.
وفي هذا الصدد أرجع الناطق الرسمي باسم المجلس الأعلى للعشائر والقبائل السورية "مضر حماد الأسعد"، لجوء مليشيات الوحدات الكردية إلى تسليم مناطق شرقي الفرات لنظام الأسد لعدة أسباب أهمها، أن الدول الداعمة لها، لن ترضى بعودة النظام إلى منطقة الجزيرة والفرات.
اقرأ أيضا: المعارضة لـ"عربي21": قواتنا ستتوغل بعمق 50 كم شرق الفرات
وأوضح في حديثه لـ"عربي21" أن عودة النظام لشرقي الفرات تعني انتصار روسيا وإيران، وبالتالي سيطرة المليشيات الإيرانية على أغنى المناطق السورية بالنفط والغاز والملح واليورانيوم والزراعة، وهذا لا تريده الدول الداعمة لمليشيات الوحدات الكردية.
وفي موازاة ذلك لم ينف الأسعد وجود تعاون كامل بين "وحدات حماية الشعب الكردية" ونظام الأسد في شرقي الفرات، مؤكداً تلقي هذه المليشيات (وفق وصفه) دعما عسكريا وماديا من النظام وإيران، بالإضافة إلى بعض الدول العربية وبالتالي فإنهم عاجلا أم آجلا سيعودون إلى أولياء أمورهم في إشارة واضحة للنظام السوري.
وأضاف، أنه منذ بداية التعاون العسكري بين تنظيم حزب العمال الكردستاني وجناحه العسكري السوري "الوحدات الكردية" مع أمريكا باسم التحالف الدولي، كان قادة "الوحدات الكردية" يعرفون حق المعرفة أنهم لن يكونوا بمأمن من تركيا أو الجيش السوري الحر لأنهم ينظرون إليهم على أنهم الجناح العسكري الكردي لنظام الأسد.
من جهته، لم يستبعد الناشط السياسي السوري جاسم المحمد أن تلجأ وحدات الحماية الكردية إلى تسليم بعض المناطق في شرقي الفرات لنظام الأسد لتفادي الهجوم التركي وإنقاذ أنفسهم من هزيمة محققة.
اقرأ أيضا: "البنتاغون" ترد على تصريحات أردوغان بشأن عملية شرق الفرات
لكنه في المقابل يرى في حديثه لـ"عربي21"، أن الوقت أصبح متأخرا لمثل هذا الاتفاق بين الوحدات الكردية والنظام، خاصة أن تصريحات الرئيس التركي تؤكد أن العملية العسكرية ستبدأ خلال الأيام القليلة المقبلة، إضافة إلى أن النظام لا يملك القوة البشرية لملء هذا الفراغ، في ظل تحضيراته لمعركة الشمال.
وأكد أنه في حال إقدام الوحدات الكردية على تسليم مناطق تحت سيطرتها للنظام السوري في شرقي الفرات، فلن يؤثر ذلك على مجريات الأحداث حول العملية العسكرية التركية، حيث إن الجيش التركي سيدخل بضعة كيلومترات في الأراضي السورية على أقل تقدير بحال أقدمت القوات الكردية على هذه الخطوة.
وأعرب المحمد عن اعتقاده في ختام حديثه، أن هنالك تفاهمات يبدو أنها قد جرت خلال الفترة الماضية بين روسيا تركيا وأمريكا، ومعركة الشرق تقودها تركيا وسترافقها معركة الشمال التي تقودها روسيا.
مصدر لـ"عربي21":مقترح لنشر قوات "تيار الغد" على حدود تركيا
أستانا 11.. فشل إيجابي أم نجاح مخيب للآمال؟
هل تعيق نقاط المراقبة الأمريكية عمليات تركيا ضد "الأكراد"؟