تواصل مسيرات العودة وكسر الحصار فعاليتها للجمعة الأربعين على التوالي، في ظل حالة ترقب حذر، عقب تأكيد المقاومة الفلسطينية عزمها الرد على انتهاكات قوات الاحتلال بحق المتظاهرين قرب السياج الفاصل شرقي قطاع غزة.
ملحمة العطاء
وأطلقت الهيئة الوطنية العليا لمخيمات مسيرة العودة على اليوم؛ جمعة "لن نساوم على حقنا في العيش بكرامة"، مشددة في رسالتها للاحتلال الصهيوني، على أن "شعبنا لن يقبل سياسات الابتزاز أو فرض الأمر الواقع، فإما إنهاء الحصار عن القطاع بشكل كامل، أو العودة لخيارات أخرى".
وأكدت في بيان لها وصل إلى "عربي21" نسخة عنه، أن "زحف الجماهير رغم الأحوال الجوية الماطرة، إلى مخيمات العودة، يؤكد استمرار هذه المسيرات ومواصلة ملحمة الدفاع عن حق العودة والحياة الكريمة، وملحمة العطاء والتضحيات والوحدة الوطنية ومواصلة معركة كسر الحصار وإنهاء معاناة شعبنا".
وأضافت: "رسائل شعبنا الموحد في أماكن وجوده كافة للعدو الصهيوني: سنواصل نضالنا وتصدينا للعدو وللمشاريع المشبوهة حتى تحقيق أهدافنا الوطنية"، داعية السلطة الفلسطينية إلى "وقف الملاحقات الأمنية لشباب المقاومة، وضرورة توفير الحماية الكاملة لهم من الاحتلال".
اقرأ أيضا: المقاومة بغزة تهدد بالرد على جرائم الاحتلال ضد مسيرات العودة
وحول هرولة بعض الدول العربية للتطبيع مع الاحتلال، أدانت الهيئة "بشدة إعلان البحرين تطبيعها العلني الرسمي مع دولة الكيان"، معتبرة هذا السلوك "طعنة في خاصرة شعبنا الفلسطيني وأمتنا العربية، وتجاوزا لكل القرارات العربية الرافضة للتطبيع، وتعارضا مع المزاج الشعبي العربي الرافض للتطبيع".
وطالبت الهيئة الوطنية، جماهير البحرين والبرلمان البحريني والمؤسسات والاتحادات المختلفة؛ بـ"التصدي لهذا القرار الخطير وإفشاله".
معركة مفتوحة
ودعت الهيئة جماهير الشعب الفلسطيني "للمشاركة الواسعة" في فعاليات اليوم، عقب صلاة العصر في المخيمات الخمسة، التي أقيمت بالقرب من السياج الفاصل شرقي قطاع غزة، مؤكدة "للاحتلال وللعالم أجمع، أن لا قوة على الأرض قادرة على هزيمة شعبنا ووقف هذه الحشود".
وفي ظل استمرار انتهاكات الاحتلال بحق المشاركين في مسيرات العودة، أوضح الكاتب والمحلل السياسي، فايز أبو شمالة، أن هذه المسيرات هي "إرادة شعبية والاحتلال عدوان، والمواجهة هي الأصل والهدوء استثناء، لذلك سيظل العدو يهدد والمسيرات تتدافع، وما يجري هي معركة مفتوحة بأشكال عدة، يتبدل ثوبها ولكن روحها واحدة".
وأكد في حديثه لـ"عربي21"، أن "التهديدات لا تنم إلا عن ضائقة وفزع لدى الاحتلال، كما لا ينم الإصرار على مواصلة المسيرات، إلا عن إرادة شعب يرفض الاحتلال"، لافتا إلى أن استمرار المسيرات، هو "دلالة على العزم للتخلص من الاحتلال وفك الحصار".
اقرأ أيضا: إصابات في المسير البحري الـ21 شمال قطاع غزة
وذكر أبو شمالة، أن "المقاومة في حال تجرأ الاحتلال، ملزمة بالوفاء بوعدها؛ بالرد على الدم بدم"، متوقعا أن يكون شكل الرد بـ"قيام المقاومة بقنص جندي أو أكثر؛ ردا على أي عدوان صهيوني".
خطوط حمراء
واتهمت الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية، الاحتلال بـ"تعمد واضح في قنص جميع الشهداء والجرحى" في الجمعة الماضية، مؤكدة أن "ممارسات الاحتلال الإجرامية ضد أبناء شعبنا، تجاوزت الخطوط الحمراء، والمقاومة لن تتهاون مع العدو ولن تقف مكتوفة الأيدي تجاه هذه الجرائم".
وشددت في بيان لها وصل إلى "عربي21" نسخة عنه، أن اليوم "سيكون يوما حاسما في اختبار سلوك ونوايا العدو تجاه أبناء شعبنا"، كاشفة أن "لدى الغرفة المشتركة ردودا جاهزة وقاسية، يحدد مسارها وشكلها وتوقيتها سلوك العدو على الأرض".
وأدى القمع الدموي للمشاركين في مسيرات العودة الشعبية على يد قوات الاحتلال، منذ انطلاقها يوم 30 آذار/ مارس الماضي في قطاع غزة، إلى ارتقاء 243 شهيدا من بينهم 44 طفلا و5 سيدات، وارتفاع عدد الجرحى لنحو 25700 مصاب بجراح مختلفة، وفق إحصائية وصلت إلى "عربي21" نسخة عنها، صادرة عن وزارة الصحة الفلسطينية بغزة.
تقرير حقوقي يكشف تضاعف القيود الإسرائيلية على مرضى غزة
إصابات في المسير البحري الـ21 شمال قطاع غزة
ثلاثة شهداء وعشرات الإصابات برصاص الاحتلال في غزة (شاهد)