قراءات إسرائيلية في تأثيرات الانسحاب الأمريكي من سوريا

ما زال الانسحاب الأمريكي من سوريا يلقي بظلاله على الساحة الإسرائيلية، وسط صدور مواقف متباينة داخل تل أبيب، بين محذرة من تبعاته الخطيرة، ومن يرى بأنها خطوة عادية تنسجم مع التوجهات الأمريكية بالانسحاب من كل الشرق الأوسط، والذهاب إلى ساحات أخرى. 

صحيفة مكور ريشون  ليمينية أعدت تحقيقا مطولا حول التأثيرات السياسية والعسكرية المتوقعة للانسحاب الأمريكي من سوريا، ترجمته "عربي21".

آساف غيبور الخبير الإسرائيلي في الشؤون العربية قال إن "الانسحاب الأمريكي سوف يؤثر على جميع اللاعبين في الشرق الأوسط، فإيران من جهتها سوف تحشد المزيد من آلاف المقاتلين الشيعة إلى سوريا، وتركيا ستركز نحو الحصول على مكاسب اقتصادية، والأردنيون والأكراد فقط هم الذين ينظرون لهذه الخطوة باعتبارها انتحارا أمريكيا".

أما الجنرال يوسي كوبرفاسر الرئيس السابق لشعبة الأبحاث في جهاز الاستخبارات العسكرية "أمان"، فأكد أن "الإيرانيين سوف يستغلون الانسحاب الأمريكي لنقل المزيد من الأسلحة المتطورة إلى حزب الله عبر الأراضي السورية.

اقرأ أيضا :  تقدير عسكري إسرائيلي: عام 2019 يحمل بذور اشتعال جميع الجبهات

ولذلك جاء القصف الإسرائيلي الأخير داخل سوريا ليؤكد فرضية مفادها أن الانسحاب الأمريكي، أو التواجد الروسي في سوريا، لن يؤثر على عملياتها داخل جارتها الشمالية".

وأضاف كوبرفاسر وكيل وزارة الشؤون الاستراتيجية أنه "يمكن تقييم القصف الإسرائيلي الأخير بالعملية الناجحة والواجبة من أجل الإثبات أن إسرائيل ماضية في طريق منع أي تواجد وتعاظم للتواجد الإيراني في سوريا، ونقل الأسلحة إلى لبنان، دون أي صلة أو علاقة بالتواجد الأمريكي".

نمرود غورين خبير الدراسات الإسلامية والشرق الأوسط بجامعة تل أبيب قال إن "القرار الأمريكي فاجأ كل الأوساط، لأنه جاء معاكسا لكل توصيات المستويات الأمنية والعسكرية في واشنطن، وبعكس الأيديولوجية الأمريكية التي تسعى للمحافظة على حلفائها في الشرق الأوسط".

وأضاف أنه "يجب التذكر أن لهذه الخطوة الأمريكية تأثير من جانبين: فإسرائيل تفقد ثقة الولايات المتحدة كطرف له تأثير كبير عما يحصل في سوريا، ومن جهة ثانية فهي تحمل تقاربا متوقعا من تركيا إلى المحور الأمريكي، وتباعدها من المحور الإيراني الروسي، وهي خطوة يجب على إسرائيل الترحيب بها، ومباركتها".

أما القائد العسكري في قوات البيشمركة الكردية، الذي أخفى هويته، فقال للصحيفة الإسرائيلية، إن "القرار الأمريكي له تأثير كبير علينا، لأن الواضح أن الولايات المتحدة منحتنا كتفا باردا بخطوتها هذه مرتين: الأولى حين أدارت ظهرها لنا في إعلان استقلال كردستان، والثانية اليوم بإخراج قواتها من سوريا، مما يعني ترك الأكراد يواجهون مصيرهم بأنفسهم، وتسليمهم للأتراك، ولذلك فإن هذه الخطوة ستفسح المجال لتعاظم نفوذ باقي الدول في سوريا، وخاصة إيران".