أفادت مصادر إعلامية لـ"عربي21"، أن رقعة التوتر والاشتباكات المندلعة بين هيئة تحرير الشام وفصائل في الجيش الوطني التابع للمعارضة السورية المسلحة توسعت من ريف حلب الغربي لتشمل أرياف محافظة إدلب كافة، وسط اتهامات للأطراف المتنازعة بقتل مدنيين وتصفيتهم، بشكل متعمد.
وتأتي الاشتباكات بين فصائل معارضة على خلفية مقتل أربعة عناصر من هيئة تحرير الشام قرب بلدة دارة عزة بريف حلب، حيث تم اتهام حركة نور الدين الزنكي أحد أطياف الجبهة الوطنية للتحرير، بالوقوف وراء عملية القتل، حيث هاجمت الهيئة على مواقع الأخير بعد نفاد المهلة الزمنية الممنوحة للقضاء والأطراف المعنية بحل القضية.
وفي هذا الصدد، أكد الناشط الإعلامي "محمود الحاج"، توسع الاشتباكات المندلعة بين هيئة تحرير الشام والجبهة الوطنية للتحرير من ريف حلب الغربي إلى ريفي إدلب وحماة، موضحا أن الهيئة سيطرت على مساحات واسعة غربي حلب، أبرزها مدينة دارة عزة وجبل الشيخ بركات "الاستراتيجي، بينما أعادت الجبهة الوطنية فرض سيطرتها على قرى شهرناز، وجب سليمان، والديرونة، وقره جرن، وميدان غزال، ومزرعة الجاسم، في جبل شحشبو شمال حماة.
وأوضح في حديثه لـ"عربي21"، أن المواجهات توسعت كذلك لتشمل قرى وبلدات ريف إدلب، حيث جرت اشتباكات متفرقة استخدم فيها الأسلحة الرشاشة الثقيلة والمدفعية المتوسطة، دارت بالقرب من بلدة حيش وبلدة معصران، وفي عدة قرى من جبل الزاوية وأطراف مدينة سراقب، أسفرت عن انسحاب هيئة تحرير الشام من قرى بابيلا والجرادة، شمالي مدينة معرة النعمان لصالح الجبهة الوطنية للتحرير.
وأشار إلى إصابة طفل ورجل مسن بجروح متوسطة، نتيجة تساقط القذائف والمقذوفات النارية بشكل عشوائي على منازل المدنيين، منوها إلى استشهاد أحد الأطفال النازحين من قرية قطرة بريف إدلب الشرقي في المخيمات العشوائية بالقرب من مدينة معرة النعمان، برصاصة طائشة نتيجة الاشتباكات بالقرب من بلدة الغدفة.
اقرأ أيضا: مقتل 11 مدنيا من عائلة واحدة بقصف للتحالف بدير الزور
من جانبه، اتهم فريق "منسقو الاستجابة" في الشمال السوري، الفصائل العسكرية الموجودة في مناطق ريف حلب الغربي بانتهاك القوانين الدولية الرامية لحماية السكان المدنيين في مناطق النزاعات، ومنع استهداف الكوادر الطبية والإنسانية، حيث وثق وفاة ستة مدنيين في مناطق دارة عزة وخان العسل، عن طريق القتل بشكل متعمد والتصفية بشكل مباشر، إضافة إلى عشرات الإصابات في صفوف المدنيين نتيجة استخدام الأسلحة الثقيلة".
وأكد في بيان تلقت "عربي21" نسخة منه، توثيق فريق "منسقو الاستجابة" الاعتداء المباشر على ثلاث نقاط طبية؛ هي: مشفى الكنانة، والريح المرسلة، والفردوس بريف حلب الغربي، أدت إلى وفاة أحد المسعفين وإصابة طبيب وكوادر طبية أخرى، إضافة إلى فرض حصار متعمد على تلك النقاط الطبية التي تحوي عشرات الحالات الطبية، بما فيها أطفال حديثي الولادة ومرضى الكلى.
وأدان البيان الاعتداءات المتعمدة بحق السكان المدنيين والكوادر والنقاط الطبية في منطقة ريف حلب الغربي والمناطق الأخرى، وطالب الجهات المسيطرة كافة على الأرض، إيقاف عمليات الاعتداء المتكررة على السكان المدنيين بشكل فوري، وقد تكررت عشرات المرات خلال عام 2018.
ودعا إلى ضرورة تجنيب كوادر التدخل الطبي والدفاع المدني والمنشآت الطبية الاستهداف المباشر، حيث وثق الفريق أيضا استهدافا لكوادر الأجلاء من أحد المشافي أكثر من مرة خلال الأربع وعشرين ساعة الماضية، لافتا إلى أن الاستهداف المتكرر لكوادر العمل الإنساني والطبي في مناطق الشمال السوري، سيخلف عواقب كارثية على المدنيين الموجودين في المنطقة من انقطاع الخدمات التي تقدمها المنظمات والهيئات الإنسانية في شمال سوريا.
وهاجم الناشط السوري "حسام عبد القادر"، هيئة تحرير الشام وفصائل المعارضة بسبب الاقتتال الحاصل بينهما، معتبرا أن الثورة السورية والمدنيين أكثر المتضررين من هذا الاقتتال، بينما نظام الأسد أكثر السعداء بما يحصل وفق وصفه.
وحمّل في حديثه لـ"عربي21" قادة الفصائل المسؤولية الكاملة عن دماء المدنيين التي أزهقت بالاشتباكات الجارية، وذلك بسبب التعصب الفصائلي والابتعاد عن أهداف ثورة الشعب السوري، متسائلا: هل خرج الشعب للمطالبة بإسقاط النظام والحرية والكرام، أم ليقتل برصاص من يدعي حمايته؟!
وأكد عبد القادر أن الاقتتال الدائر بين فصائل المعارضة بمختلف مسمياتها، دعوة واضحة وصريحة للنظام وروسيا للتدخل عسكريا وإخراج تركيا على أنها غير قادرة على ضبط الأمن، وأن الإرهاب هو الذي يسيطر على الشمال.
اقرأ أيضا: 2018 حمل هزائم قاسية وخسائر على صعيد القادة لـ"قسد"
يشار إلى أن قتلى وجرحى سقطوا خلال اليومين الماضيين في المواجهات التي يشهدها الشمال السوري، بالتزامن مع تعزيزات من الجيش الوطني لمساندة الجبهة الوطنية للتحرير، والتحاق تنظيمي "حراس الدين وأنصار التوحيد" بصفوف "هيئة تحرير الشام
المعارضة السورية لـ"عربي21": هذه أسباب تأخيرنا معركة منبج
خسائر بالجملة للمعارضة السورية في 2018.. من المسؤول ؟
ما دلالات إصدار الأسد أحكام إعدام بحق قادة فصائل معارضة؟