نشرت صحيفة "
سفابودنايا براسا"
الروسية تقريرا تحدثت فيه عن مقتل ما لا يقل عن 25 ألف شخص سنة 2018، في دول الشرق
الأوسط بسبب الحروب المستمرة منذ سنوات في المنطقة، والمكانة التي باتت
روسيا
تحتلها فيها والتي لن تمنحها لأي طرف.
وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته
"
عربي21"، إن ضحايا الحرب في
سوريا زاد عن 20 ألف شخص، لا سيما وأن
المعارك الناشبة في دير الزور على ضفاف نهر الفرات، التي قُتل فيها حوالي 2000
شخص، ومعارك الغوطة التي راح ضحيتها حوالي 1000 شخص، من أكثر المعارك الدموية التي
شهدتها المنطقة.
الجدير بالذكر أن الحرب لم تقتصر فقط على
سوريا، حيث تتخبط بعض بلدان
الشرق الأوسط الأخرى على غرار العراق وليبيا، في وضع
مماثل.
وأضافت الصحيفة أن الحرب السورية اكتسبت طابعا
دوليا خلال السنة الماضية، ويتجلى ذلك في اشتباك القوات المسلحة لمختلف الدول
المشاركة في هذا الصراع، على الأراضي السورية. فعلى سبيل المثال، أسقط الدفاع
الجوي السوري في شباط/ فبراير سنة 2018، مقاتلة إسرائيلية من طراز
"اف16". من جهتها، وردا على ذلك، قصفت إسرائيل بعض المواقع السورية في
التاسع من نيسان/ أبريل.
وذكرت الصحيفة أنه مع بداية سنة 2019، أعلن
الأكراد السوريون عن إمكانية التحالف مع دمشق من أجل منع عملية تركية جديدة في
مدينة منبج السورية، وذلك على خلفية الهزائم التي تكبدها الأكراد والانتصارات التي
حققها الأسد. عموما، أصبحت سوريا تتذيل قائمة اهتمامات الولايات المتحدة، ويظهر
ذلك من خلال إعلان ترامب في 19 كانون الأول/ ديسمبر عن انسحاب القوات الأمريكية من
سوريا.
وفي غضون ذلك، قالت إن "الإرهاب" تجاوز
حدود الشرق الأوسط وانتشر في بعض البلدان الأخرى، حيث ارتكبت "الذئاب
المنفردة" الموالية لتنظيم الدولة هجمات في مدينتي كاركاسون وستراسبورغ
الفرنسيتين، ولياج البلجيكية، وأمستردام، فضلا عن الهجمات التي نفذها المتشددون في
مناطق شمال القوقاز.
ونقلت الصحيفة عن كبير الباحثين في معهد
الدراسات الشرقية التابع لأكاديمية العلوم الروسية، ميخائيل روشين، أن التنسيق بين
الدول الثلاث (روسيا وإيران وتركيا) أثبت فعاليته وساهم في التقدم خطوات فيما
يتعلق بحل النزاع في سوريا. من جهة أخرى، لن تحدث رغبة ترامب في الحفاظ على تواجد
القوات الأمريكية في العراق تغييرات عميقة في المشهد السياسي في الشرق الأوسط.
ويجب ألا يغيب عن الأذهان أن العراق لا يزال مركز المقاومة لتنظيم الدولة.
علاوة على ذلك، أفاد روشين أن "عملية مقتل
الصحفي السعودي، جمال خاشقجي، أثرت سلبا على سمعة المملكة العربية السعودية.
ولتسترجع المملكة سمعتها، يتطلب منها الأمر بعض الوقت. ومن المهم انتظار رد فعل
النخبة السعودية على التصريحات المتضاربة والسياسة العدوانية في بعض الأحيان لولي
العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان".
وبينت الصحيفة أن نفوذ
تركيا تنامى في منطقة
الشرق الأوسط في السنة الماضية. وعلى خلفية ذلك، تعززت الاتصالات بين الرئيس
التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين. من هذا المنطلق، وافقت
روسيا على لعب تركيا دورا نشطا في محافظة إدلب المتاخمة للحدود التركية، وذلك
للتسريع في عملية التسوية السورية، بحسب ما أفاد به روشين. وفي السياق ذاته،
تدهورت العلاقات الإسرائيلية الروسية بعد سقوط الطائرة الروسية في 17 أيلول/
سبتمبر الماضي.