أكد رئيس "منبر السلام العادل" عضو البرلمان السوداني الطيب مصطفى، أن النخب السياسية السودانية تعكف على دراسة مجموعة من المبادرات السياسية لاحتواء التصعيد المتنامي في حركة الاحتجاجات الشعبية على الأوضاع المعيشية التي انطلقت منذ 19 من كانون أول (ديسمبر) الماضي.
وكشف مصطفى النقاب في حديث خاص لـ "عربي21"، عن "وجود وعي كامل لدى مختلف القيادات السياسية بدقة المرحلة التاريخية التي يعيشها السودان وعمق الأزمة التي وصل إليها".
وقال: "هناك أزمة اقتصادية وسياسية في السودان لا خلاف حول ذلك البتة، ولا أحد إلى حد الآن يدري إلى أين تسير الأمور، في ظل وجود أحزاب سياسية معينة وحركات مسلحة لا تريد غير إسقاط النظام مهما كان البديل".
وأضاف: "الحكومة تسعى لتهدئة الأمور، لكن هناك من يعتقد أن ما يجري من احتجاجات فرصة مواتية لا يمكن التفريط فيها إلا بإسقاط النظام".
اقرأ أيضا: أمن السودان يفرق تظاهرة قبل وصولها للقصر الجمهوري (شاهد)
واعترف مصطفى بأن "الاحتجاجات التي يعيشها السودان هذه الأيام مختلفة تماما عما عرفه سواء في ثورة 64 أو 85".
وقال: "حتى الآن الجيش السوداني متماسك وهو يقف خلف الرئيس عمر البشير، وهذا لم يكن في السابق".
وجوابا على سؤال وجهته له "عربي21" عما إذا كان خيار الإعلان عن عدم ترشح الرئيس البشير لولاية رئاسية جديدة مطروحا لتهدئة الأوضاع، قال مصطفى: "أمام الرئيس البشير خيارات كثيرة، منها إعلان حالة الطوارئ، ومنها أيضا أن يعلن هو أو المؤتمر الوطني أنه لن يكون معنيا بالانتخابات الرئاسية المقبلة، وهذه كلها من المبادرات التي يدور النقاش حولها في السودان هذه الأيام".
وأعرب مصطفى عن أسفه لأن "الحركة الإسلامية ليست موحدة حول خيار سياسي بذاته للخروج من الأزمة الحالية، بينما اليسار والعلمانيون موحدون خلف شعار إسقاط النظام".
ورأى مضطفى، الذي تربطه علاقات أسرية بالرئيس عمر البشير، أن "السودان دولة هشة، وأن الاحتجاجات التي يعيشها هذه الأيام في حال نجحت في إسقاط الدولة المركزية فإن حال البلاد ستسوء أكثر من سوريا وحتى الصومال".
لكنه أكد أنه "على ثقة تامة بأن "الرئيس عمر البشير لن يفعل بالشعب السوداني ما فعله الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بالمصريين".
وقال: "السيناريو الأفضل بالنسبة للسودان أن يصبر الناس حتى انتخابات العام المقبل، وأعتقد أنه لو تقدمت الحكومة بأية مبادرة فالناس سيلتفون حولها لتجنب سقوط الدولة. وأظن أن هناك من يتحرك بتقديم مبادرات جدية للخروج من هذه الأزمة، وهي مبادرات مفتوحة على كل الخيارات، من أجل امتصاص حالة الغضب المتصاعدة في الشارع".
وأضاف: "في كل الأحوال فإنني على يقين بأن الرئيس البشير لن يلجأ إلى ما لجأ إليه السيسي في مواجهة معارضيه، ليس فقط لأن أخلاقه ومبادئه مختلفة، وإنما لأن المجتمع الدولي مستعد أن يصمت على السيسي حتى لو قتل نصف المصريين لكنه لن يصمت على البشير"، على حد تعبيره.
وانطلقت منذ 19 من كانون الأول (ديسمبر) الماضي في السودان احتجاجات شعبية متصاعدة بسبب تردي الأوضاع الاقتصادية، لكنها تطورت بسرعة لرفع شعارات تطالب بإسقاط النظام.
السودان.. هل تدعم المعارضة الشارع أم تُنقذ النظام؟
غليون: فترة البشير في السودان انتهت وعليه الإقرار بذلك