تحدثت صحيفة إسرائيلية الجمعة، عن سعي الولايات المتحدة الأمريكية برئاسة دونالد ترامب، إلى تشكيل حلف عربي ضد إيران، في الوقت الذي يتبنى ترامب سياسية "مضطربة ومشوشة" في تعامله مع منطقة الشرق الأوسط.
وأوضحت صحيفة "هآرتس" في مقال للكاتب
والمحلل الإسرائيلي تسفي برئيل، أن الجنرال احتياط انطوني زيني، الذي استقال بشكل
"صامت" الأسبوع الماضي من وزارة الخارجية الأمريكية، "فشل في
المهمة الدبلوماسية المعقدة التي فرضها عليه الرئيس دونالد ترامب".
ونوهت إلى أن "ترامب أرسله قبل سنة ونصف لحل
أزمة العلاقة بين السعودية وقطر، وخلال ذلك محاولة تشكيل تحالف استراتيجي عربي،
الذي حظي بلقب: الناتو العربي"، معتبرة أن "تركيبة العلاقة المسمومة بين
دول الخليج هزمته".
ورأت أن "الشرخ" العربي نتيجة الحصار الذي
فرض على قطر عام 2017 من قبل؛ السعودية، الإمارات، البحرين ومصر، "شكل شوكة
في حلق فكرة الحلف الاستراتيجي، ودون حل هذه المسألة فإن التحالف لا يمكنه أن
يقوم"، منوهة إلى أن وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، "يحاول
استخدام السقالات التي أبقاها خلفه لإحياء الاستراتيجية ذاتها".
وذكرت أنه "بعد أقل من شهر، سيهبط في وارسو
ممثلو 70 دولة للمشاركة في المؤتمر الذي بادر إليه بومبيو ضد إيران، لكن هدف هذا
المؤتمر غير واضح، حيث إن العملية الاستراتيجية الأهم – الانسحاب من الاتفاق
النووي – قررتها الإدارة الأمريكية".
وأضافت أن "هذا المؤتمر يعقد بشكل عام كخطوة
استباقية لخطوات سياسية أو عسكرية، ولكن يبدو في هذه المرة الحديث يدور عن جهد
معكوس؛ بحيث يستهدف الحفاظ على الزخم المناهض لإيران بعد فشل التهديدات والضغوط
بدفعها للموافقة على مفاوضات جديدة بشأن الاتفاق النووي، أو حول اتفاق آخر يضع شروطا لتطوير برنامج الصواريخ البالستية".
اقرأ أيضا: بومبيو يعلن استكمال جولته بالشرق الأوسط بزيارة للكويت قريبا
وأكدت أن "إسرائيل راضية عن هذه المبادرة؛ لأن
المؤتمر قد يمنح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو فرصة لالتقاط الصور
ومصافحة عدد من زعماء الدول العربية"، متوقعة أن "التصريحات المناهضة
لإيران التي ستنثر خلال المؤتمر هي فقط زيادة، لأنه يصعب تخيل أن الدول العربية
المتعادية سترسم خطوط عمل فعلية ضد طهران".
ونبهت إلى أن هذه الاستراتيجية السياسية الأمريكية، تسير
في "مسارين رئيسيين هما؛ الأول: محاولة إقناع أكبر عدد من الدول بالانضمام
إلى العقوبات ضد إيران، والثاني: الولايات المتحدة تريد إنشاء تحالف عربي فعال
مهمته تقليص تأثير إيران في المنطقة".
وحول طريقة وسياسية عمل وزارة الخارجية الأمريكية ضد
إيران، استندت الصحيفة إلى تعريف تلك الطريقة "المشوشة" لرسالة
أمريكية سرية لوزارة الخارجية اللبنانية لشرح سياسة واشنطن في التعامل مع سوريا،
يتضح أن "كل مساعدة مالية أو مادية لنظام بشار الأسد ومؤيديه ستكون خاضعة
للعقوبات الأمريكية".
واعتبرت "هآرتس"، أن سياسية واشنطن التي
تقضي بعدم دعوى سوريا للقمة الاقتصادية في لبنان، "تهدف لقطع الطريق على
تطبيع العلاقات بين الدول العربية وحليفة إيران، وربما أرادت دفع لبنان لتبني
الموقف الأمريكي ضد إيران، وعدم الخضوع لإملاءات حزب الله وطهران"، منبهة إلى أن
"هذا موقف يمكن أن يمس بالمساعدات الأمريكية المقدمة لجيش لبنان".
وبينت أن "طلب أو توجيه الخارجية الأمريكية
للبنان، بالامتناع عن المساعدة في إعمار سوريا، يثير على الأقل الاستغراب، والقلق
وانغلاق الشرايين الذي تعاني منه إدارة ترامب، الذي صرح قبل أسبوعين بأن السعودية
ستكون الدولة التي ستتحمل عبء إعادة إعمار سوريا بعد الحرب".
اقرأ أيضا: هذه أهم وأبرز نقاط وتصريحات "بومبيو" خلال جولته العربية
وتساءلت: "من بالضبط ستساعد السعودية إذا لم
يكن الأسد الذي سلمت واشنطن ببقاء حكمه؟ وفي حال ساعدت السعودية الأسد في إعمار
بلاده، فهل بهذا سيغلق خط الأموال من طهران؟"، مضيفة: "قبل التساؤل عن
طبيعة هذا التناقض، من المهم معرفة لماذا تصمت إدارة ترامب على فتح سفارات للبحرين
والإمارات في دمشق، وقبل ذلك صمتت عندما زار الرئيس السوداني عمر البشير دمشق".
وقدرت أن "هذه الخطوات تمت بموافقة واشنطن أو
على الأقل بعلمها، في الوقت الذي زعم ممثلو تلك الدول، أن خطوتهم تستهدف تقريب
سوريا للدائرة العربية لإبعادها عن إيران، وفي حال رضيت واشنطن عن هذا التفسير،
فمسموح لنا التساؤل ثانية: لماذا لم تجدد هذه الدول علاقاتها الدبلوماسية مع قطر
للهدف نفسه".
ومع ذلك، "يبدو أنه في إطار المعركة العربية ضد
طهران، هناك سلم أولويات لا يخضع للأولويات التي تريد واشنطن وضعها"، وفق
الصحيفة التي رأت أن "ترامب يمكنه فقط الاحتجاج على نفسه، حال اكتشافه أن
حلفاءه في الخليج، لا ينسون تغريدته الفاخرة التي أعلن فيها سحب قواته من سوريا".
ورأت أن "الرسم البياني لسياسة الولايات
المتحدة ضد إيران، يجبرها بداية على إجراء مصالحة داخلية بين الدول العربية،
وإقناع العراق بتقليص علاقاته مع طهران، ودفع لبنان للحسم في موضوع مشاركة حزب
الله في الحكومة وفحص ما يمكن فعله لإنهاء الحرب في اليمن، وإقناع تركيا بالانفصال
عن المحور المشترك لها مع إيران".
وأكدت الصحيفة، أن "كل مهمة من هذه المهمات
(سابقة الذكر) ثبت أنها غير قابلة للتحقق، وتنفيذها معا سيقتضي استبدال جميع زعماء
الدول العربية".
السلطة تفرج عن مسرب عقارات القدس وتسلمه لأمريكا
هآرتس: تغريدات ترامب في تويتر تضرب الليرة التركية.. كيف؟
باحثان إسرائيليان يعرضان رؤى إيرانية وأمريكية للانسحاب من سوريا