فتحت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني بمصر، اليوم الخميس، باب التعاقد لمسابقة المعلمين المؤقتة، لتعيين معلمين جدد؛ لسد العجز في المدارس الحكومية العامة والفنية، للتسجيل في مسابقة التربية والتعليم 2019.
وانتقد خبراء تربيون ومعلمون شروط المسابقة التي اعتبروها إهانة للعلم والمعلمين والتعليم في مصر؛ بفتح باب التعاقد على فصل دراسي واحد فقط لمواجهة العجز الموجود في المدارس على مستوى الجمهورية.
وأكدوا في تصريحات لـ"عربي21" أن الحلول المؤقتة، والمسكنات لا تتناسب مع جهود أي دولة تريد أن تتطور مناهجها وأساليبها التعليمية، ورفع مستوى الطلاب في جميع المراحل، وأنه مثال على فشل التعليم بمصر.
المركز 129 عالميا
ومن بين الشروط الطويلة والمعقدة أن يكون التعاقد لمدة 3 شهور ينتهي بنهاية الفصل الدراسي الثاني، ومن المقرر استلام العمل في المدارس الأول من آذار/ مارس المقبل.
فيما أكد معلمون جدد حاصلون على درجة البكالوريوس في التربية والتعليم أن العقود تضمن شروطا مجحفة ومهينة في نفس الوقت، حيث أن العقود التي ستبرمها الوزارة لن تجدد تلقائيا وتنتهي بانتهاء المدة المحددة.
اقرأ أيضا: السيسي ينصح وزيرة بتعليم أبنائها خارج مصر .. لماذا؟
وفي كانون الثاني/ يناير الماضي، فند مؤشر التصنيف SPECTATOR INDEX لجودة التعليم مزاعم الحكومة المصرية بحدوث تطوير كبير في منظومة التعليم المتدهورة منذ سنوات، وكشف عن تراجع مصر للمركز 129 من بين 130 دولة في جودة التعليم.
محاكمة عاجلة
وقال أحد خريجي كلية التربية قسم اللغة العربية، إيهاب محمد، جامعة الزقازيق لـ"عربي21": "إن هذه المسابقة لا يمكن أن يطلق عليها مسابقة، ولا ينطبق عليها أي شرط من شروطها، العقد لا يبحث عن حق المعلم إنما يتفنن في التملص من حق المعلم".
منتقدا تضمين العقد مادة تقول: "سوف يوقع المعلم المتعاقد على إقرار عدم المطالبة بتجديد عقده بعد انتهاء مدته، لم نر مثل هذا في كتب الأولين ولا الآخرين، من أجل ألف جنيه (55 دولارا) شهريا"، مشيرا إلى أنها "عقود هزلية، ومسابقة يجب أن يُقَدم صاحبها للمحاكمة العاجلة بسبب استغلال الخريجين الجدد، والمعلمين الجدد".
وتساءل: "كيف يمكن لمعلم أن تكفيه 30 جنيها في اليوم مواصلات وشراء طعام إفطار، ثم يعود أدراجه نهاية اليوم راضيا مرضيا"، لافتا إلى أن ما يحدث "هو استغلال وأشبه ما يكون بتجارة البشر، ما لهذا تعلمنا وسهرنا الليالي، إنهم يدمرون التعليم والمعلم".
وكانت وزارة التربية والتعليم أعلنت أنها في حاجة إلى قرابة 48 ألف وظيفة لسد العجز في المدارس خاصة معلمي الأنشطة وأيضا المواد الدراسية المختلفة براتب لا يتجاوز قيمته 1000 جنيه شهريا دون الحق في أي مطالب أخرى.
مهزلة تعليمية
واستهجن الخبير التربوي والتعليمي، علي اللبان، قرار الحكومة بفتح باب مسابقة للمعلمين الجدد من أجل سد العجز في المدارس، قائلا: "النظام يضع المعلم في أدنى درجات الاهتمام أصلا؛ وبالتالي لا رواتب محترمة ولا معاملة آدمية ولا وسائل معينة لهم".
اقرأ أيضا: خبراء: منظومة التعليم الجديدة بمصر عشوائية وستفشل كسابقاتها
وأضاف لـ"عربي21": "لذا فلن تجد للمعلم أي قدرة على العطاء، وتبدو مظاهرها في انهيار منظومة التعليم المصري بين دول العالم حتى وصلت للحضيض"، مشيرا إلى أن "ما يفعله النظام المصري الآن مع ملف التعليم يسير في عدة محاور".
وبين: "أولها السعي لتقليص عدد الموظفين وخاصة المعلمين من 6 ملايين ليصلوا إلى 2 مليون، ثانيا: التضييق المالي على غالب فئات المجتمع حتى ينشغل الجميع بلقمة العيش، ولا يلتفتوا إلى مجرد التفكير في إصلاح سياسة الدولة، ثالثا: إيجاد حالة من اليأس من الحصول على تعليم مفيد ليتجه الجيل الحالي والجديد إلى المهن والحرف ولا يتطلع للتعليم الجامعي إلا الأغنياء".
ولفت اللبان إلى أن "الدولة تعلم حالة الضعف والتدني في مستوى خريجي الجامعات المصرية المتعمد، والخريجون يعلمون ذلك، ولكن المشكلة لم تعد لدى الجميع في أن التعليم قضية أمن قومي؛ لأنها هي فقط التي من خلالها يمكن أن تنهض البلد، ولكن تحول التعليم إلى مجرد شهادة تعلق على الحائط أو سببا للتعيين في وظيفة يضمن منها مايسد مصاريف الانتقالات بدلا من لا شيء".
غضب فلسطيني بعد تهجم مسؤول بالسلطة على شهيدة القدس