نشرت مجلة "إيكونوميست" تقريرا في عددها الأخير، تحت عنوان "كبش الفداء المفضل للحكومة
المصرية"، تقول فيه إن النظام وجد المبرر الجاهز عندما تسير الأمور بطريقة سيئة في البلاد.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، وتعلق فيه المجلة على ردة فعل الحكومة والإعلام المؤيد لها على حادثة قطار محطة رمسيس، المحطة الرئيسية في العاصمة القاهرة، إلى أنه عندما تسوء الأمور فإن النظام يحمل الإخوان المسلمين المسؤولية.
وتقول المجلة: "لم يكن أمام المسافرين على الرصيف سوى ثوان معدودة للهروب قبل اندلاع ألسنة النار، ففي 27 شباط/ فبراير اندفع قطار بسرعة إلى المحطة الرئيسية في القاهرة، وصدم حاجزا ثم انفجر، وقتل 22 شخصا. وكان سبب الحادث إهمال سائق فشل في استخدام الكابح قبل الخروج من القطار عندما كان يتشاجر مع عامل آخر. وكان فشلا جديدا في قطارات الدولة ذات التاريخ الطويل في حوادث القطارات".
ويستدرك التقرير بأنه بالنسبة لصحفيي مصر المتذللين للنظام، فإن السبب كان هو "قوى ظلامية" ناشطة، فزعم المعلقون في الصحف ومحطات التلفزة التابعة للنظام أن سائق القطار من بلدة كرداسة، وهي قرية معروفة بتعاطفها مع الإخوان المسلمين، الجماعة التي كانت من أقوى الجماعات الإسلامية في مصر.
وتلفت المجلة إلى أن مقدم البرنامج المعروف نشأت الديهي علق قائلا: "لا أستبعد استخدام الإخوان للسائق"، فيما ناقش أكاديمي على قناة تلفزيونية أخرى، قائلا إن الرد الشرس على حادث القطار دليل على وجود مؤامرة؛ لأن الجماعة المحظورة تريد "حرف الأنظار عن الإنجازات" التي حققها الرئيس عبد الفتاح
السيسي.
ويفيد التقرير بأن ستة أعوام مضت على وصول السيسي، وزير الدفاع الذي أطاح بحكومة الإخوان المنتخبة إلى الحكم، الذي يصور نفسه على أنه قوة حداثية أنقذت مصر من نظام غير ليبرالي، وهو الشخص الذي يريد إصلاح الاقتصاد المصري وإخراجه من ركوده.
وتبين المجلة أنه يتم تجاهل القصص غير المريحة ووضعها في الجارور بأمر من الشرطة السرية، التي تتصل يوميا بشبكات التلفزة، مقدمة إليها قائمة بالموضوعات الواجب مناقشتها.
ويجد التقرير أنه "رغم أن الكارثة التي وقعت في قلب القاهرة لم يستطع حتى أكثر الصحفيين تذللا تجاوزها، إلا أنهم بدلا من البحث عن السبب الحقيقي وراء الكارثة، فإنهم ذهبوا إلى كبش الفداء المعروف لديهم، وهو جماعة الإخوان المسلمين، المحظورة والمصادرة أرصدتها، التي سجن قادتها أو توزعوا في المنافي، ورغم ذلك وبناء على ما تقوله الصحف وشبكات التلفزة المصرية، فهي المسؤولة عن مشكلات البلد وأزماتها".
وتنوه المجلة إلى الجدال الذي ثار في الخريف الماضي، عندما ارتفع سعر كيلو البطاطا من خمسة جنيهات مصرية إلى خمسة عشر، وكان الأمر متعلقا بالطلب وتوفر السلعة، وبتعويم الجنيه المصري، فتوقف المزارعون عن زرع البطاطا المكلف إنتاجها، التي تباع في النهاية بسعر منخفض، إلا أن صحيفة "الوطن" رأت في المسألة "إرهابا اقتصاديا"، وليست موضوعا له علاقة بالحسابات المالية والاقتصادية.
وينقل التقرير عن الصحيفة، قولها إن الإخوان قاموا بشراء محصول البطاطا كله وخزنوه في المخازن، مشيرا إلى أن الأمر ذاته حدث عندما ارتفع سعر السكر، حيث حمل الإعلام الجماعة مسؤولية ارتفاعه سعر واختفائه من الأسواق.
وتذكر المجلة أنه في تشرين الثاني/ نوفمبر 2015، عندما ضربت عاصفة المدينة الساحلية الإسكندرية، حيث ارتفع مستوى المياه إلى 5 مليميترات، وبمعدل أعلى مما ينزل عليها من المطر، فإنه تم إلقاء اللوم في العاصفة والفيضان الذي غمر شوارع الإسكندرية على جماعة الإخوان المسلمين، الذين قاموا بإغلاق منافذ المجاري الصحية بالإسمنت، ولتأكيد هذا قامت وزارة الداخلية بنشر صورة لرجل يجلس إلى جانب نقطة صرف صحي.
ويذهب التقرير إلى أن نظريات المؤامرة ليست جديدة في مصر، ففي الماضي تمت نسبة هجمات سمك القرش وحالات السفاح إلى المخابرات الإسرائيلية الموساد.
وتقول المجلة إن الإسلاميين لهم نصيبهم من هذه القصص، فعندما قام جهاديون بقتل أقباط مصريين نشر موقع مرتبط بالإخوان تقريرا شكك فيه بالحادث، وزعم أنه محاولة من المخابرات المصرية لتشويه الإسلاميين.
وتختم "إيكونوميست" تقريرها بالإشارة إلى أن الشرطة قامت بقتل خلية تابعة لجماعة الإخوان من عشرة أشخاص، زعمت أنها ممولة جيدا؛ نظرا لأن لديها مخزونا كبيرا من الخبز وعلب التونة والجبن، و"لم تخزن على ما يبدو البطاطا".
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)