دعت صحيفة "واشنطن بوست" في افتتاحيتها السعودية لإطلاق سراح الناشطات المعتقلات منذ العام الماضي.
وتقول الافتتاحية، التي ترجمتها "عربي21"، إن 10 ناشطات على الأقل اعتقلن في بداية أيار/ مايو، وفي وقت كان فيه النظام يحضر لرفع الحظر عن قيادة المرأة للسيارات، وهي القضية التي دافعن عنها وطالبن بها منذ وقت طويل.
وتشير الصحيفة إلى أن معظمهن اعتقلن في أماكن مجهولة وفي سجن سري، حيث تعرضن للتعذيب المبرح، الذي شمل على الضرب والصعقات الكهربائية والتحرش الجنسي، بحسب ما قالت عائلاتهن ومنظمات حقوق الإنسان، لافتة إلى أن إحداهن حاولت الانتحار بعد إصابتها بالصدمة، فيما لم تكن أخرى قادرة على المشي عندما جاءت لمقابلة عائلتها الزائرة في السجن.
وتفيد الافتتاحية بأنه "حتى بعد نقلهن لسجن عادي فإنه لم يسمح لهن بالاتصال بالمحامين، أو الحصول على المساعدة الإنسانية، ولم يتم إعلامهن عن التهم الموجهة إليهن، في الوقت الذي واصل فيه الإعلام الحكومي التشهير بهن ووصمهن بالخيانة".
وتعلق الصحيفة قائلة إنه "في هذا السياق الكئيب فإنه يمكن اعتبار تقديم العشر نساء إلى محكمة في الرياض يوم الأربعاء تقدما، ومن غير المعلوم ما الذي جرى فيها؛ لأن السلطات السعودية منعت الصحافيين والدبلوماسيين الأجانب من حضور الجلسة، إلا أن الناشطات قدمن لمحكمة جزائية عادية بدلا من المحكمة الخاصة في قضايا الإرهاب التي تعاملت في البداية مع ملفاتهن".
وتنوه الافتتاحية إلى أنه "وجهت للبعض منهن تهم بموجب قانون الجرائم الإلكترونية لا التهم الخطيرة المتعلقة بتعريض أمن البلاد للخطر، كما قيل في السابق".
وتقول الصحيفة: "ربما يقوم ولي العهد محمد بن سلمان، الذي تقف أجهزته الأمنية وراء اعتقال وتعذيب الناشطات، بالاستجابة للضغوط الدولية، ففي الأسبوع الماضي وقعت الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، 28 دولة، على بيان لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، وبخت فيه السعودية على الاعتقالات التعسفية، وطالبت بالإفراج الفوري عن النساء المعتقلات، يقال إن لجين الهذلول، التي تعد من أبرز الناشطات، أجبرت على طلب عفو ملكي، ما يعني أن النظام يفكر بالإفراج عنهن".
وتجد الافتتاحية أنه "مع ذلك فإن النساء معتقلات في الوقت الحالي دون أي جرم ارتكبنه، ولم تتم معاقبة من قاموا بتعذيبهن، ولهذا السبب يجب على الدول الغربية مواصلة الضغط على النظام الذي استمر في سلوكه الإجرامي، من القصف المتعمد للمدنيين في اليمن، إلى اغتيال الصحافي في (واشنطن بوست) جمال خاشقجي".
وتستدرك الصحيفة قائلة إن "واحدا من الذين قاموا بدور في اغتيال الصحافي وتعذيب الهذلول، لا يزال حرا طليقا، وهو مستشار ابن سلمان، سعود القحطاني، الذي هدد باغتصابها وقتلها، ورغم تسميته مع المسؤولين عن مقتل خاشقجي وفرض الولايات المتحدة عقوبات عليه، إلا أنه لم يكن من بين الذين قدمتهم السعودية للمحاكمة في جريمة قتل الصحافي، وكشف باحثون من منظمة (هيومان رايتس ووتش) عن سفره إلى الإمارات رغم الحظر المفروض عليه، وشوهد في الديوان الملكي، ويقال إنه لا يزال يقدم النصح والاستشارة لولي العهد".
وتختم "واشنطن بوست" افتتاحيتها بالقول: "نفت السعودية مزاعم تعذيب النساء دون إجراء تحقيق جدي، وها هي الآن تقدمهن للمحكمة بناء على اتهامات مفبركة، ولو كان محمد بن سلمان يطور السعودية كما يزعم لاتخذ من هؤلاء النسوة حليفات له، إلا أن استمراره في قمعهن يحكي قصة مختلفة".
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)
تايم: ماذا تريد السعودية من باكستان؟
"واشنطن بوست" تفوز بجائزة رفيعة لكشفها عن جريمة خاشقجي
الغارديان: هل ينجح الآسيويون في تبييض صفحة ابن سلمان؟