تواصل النقاش الإسرائيلي عن التطورات الأمنية الحاصلة في غزة، عقب التوتر الذي شهدته ليلة الجمعة بعد إطلاق صاروخ تل أبيب، واستغلته الأحزاب الإسرائيلية في تبادل الاتهامات.
فقد
ذكر وزير التعاون الإقليمي، تساحي هنغبي، أنه "لا يصدق بأن الصاروخ الذي انطلق
من غزة باتجاه مدينة تل أبيب يوم الخميس كان بطريق الخطأ، كما ذكر ذلك الجيش
الإسرائيلي، رغم أننا لم نتلق ردودا حول أي أخطاء وصلت عن هذا الصاروخ".
وأضاف
في تقرير نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت، وترجمته "عربي21"، أنه "حتى لو كان إطلاق الصاروخ خطأ، فإن الأخطاء تدفع ثمنها حماس، لقد
استهدفنا مئة موقع تم تدميرها في أرجاء غزة، ولدينا عدد لا يتوقف من الأهداف إن
تطلبت الحاجة، لكن الرد الإسرائيلي جاء مسؤولا وقويا وهجوميا، دون الحاجة لسقوط
خسائر بشرية فلسطينية، أو الحاجة للاستدراج لحرب واسعة".
وأشار إلى أن "الهجمات الجوية لسلاح الطيران الإسرائيلي كانت قوية جوهرية، ولذلك لم يكن
عبثا أن تطالب المنظمات الفلسطينية بوقف إطلاق النار، ومع ذلك من الصعوبة بمكان أن
نعرف لأي حد قد يصمد هذا الوضع، دون اتفاق أو ترتيب، المصريون يبذلون جهودا منذ
أربعة أشهر لاستعادة الهدوء الذي عشناه بعد حرب الجرف الصامد في صيف 2014".
زعيم
حزب العمل آفي غاباي قال إن "الحل الأمثل للوضع القائم في غزة ليس ما يطرحه
الليكود، لأنه يجب عدم الاقتصار في الحل على النظر لغزة فقط، بل يجب أن تكون عامة
وشاملة، بحشد تمويل مالي من دول الخليج العربي من أجل إعادة إعمار غزة، وبناء محطة
كهرباء وبنى تحتية، هذا من شأنه تخفيف مستوى التوتر، فكلما كان الاقتصاد قويا في
غزة، فإنه يجعل دوافع حماس نحو العنف ضعيفة".
وأضاف
أنه "مع كامل التحفظ الإسرائيلي على سياسة أبو مازن، فإنه يتعاون أمنيا مع
إسرائيل، لكن حماس لا تتعاون معنا، نحن نعرف الجهة التي يجب أن نقويها، لكن
نتنياهو يقوم بالعكس، لأنه يقوي المتطرفين في الساحة الفلسطينية".
زعيمة
المعارضة شيلي يحيموفيتش قالت إن "الدعوات لتوجيه ردود قاسية ضد غزة ليست
صادقة أو موثوقة، لأننا نعيش حقبة انتخابات، ومتوقع أن نسمع دعوات شعبوية، لكن
سيكون خطأ الدخول في معركة مفتوحة في الجبهة الجنوبية مع غزة، ورغم أن سكان تل
أبيب عاشوا ساعة صعبة عقب سقوط الصاروخ، لكن مستوطني غلاف غزة يعيشون هذه الأجواء
منذ سنوات طويلة، فيجب عدم التفريق بين دم ودم".
وأضافت
أن "الحل في غزة ليس عسكريا، وإنما سياسي، وقد فشلت حكومة نتنياهو في
استغلال فرصة ذهبية، تمثلت بعدم تجنيد أطراف إقليمية ودولية، وأضعفت السلطة
الفلسطينية على حساب تقوية حماس ماليا ودبلوماسيا، يجب العمل الآن لإيجاد هدوء في
غزة، تمهيدا للانطلاق نحو تسوية سياسية بعيدة المدى فيها".
عضو
الكنيست من حزب الليكود، يوآف كيش، قال إن "الرد الموضعي على حماس عقب صاروخ تل
أبيب يبدو منطقيا، لأن حماس تخشى من اتساع رقعة الرد الإسرائيلي، ولذلك فإن الردع
ما زال متحققا بنسبة مئة بالمئة، نتنياهو يتعامل مع الوضع الأمني في غزة دون أن
يرتبط بالانتخابات الوشيكة".
وأضاف
في تقرير نشرته القناة 13 الإسرائيلية، وترجمته "عربي21"، أنه "في حال تطلب الأمر فإننا سنجتاح غزة، حماس تخشى الدخول مع إسرائيل في
مواجهة شاملة، لأنها لن تصمد فيها طويلا، رغم أنها تحاول اجتياز بعض الخطوط
الحمراء، لكننا لن نسمح بذلك، حتى قبل الانتخابات".
مائير
كوهين من حزب أرزق-أبيض، قال إن "نتنياهو نجح في تبديد صورة الردع الإسرائيلي"،
أما رفيقته في الحزب الجنرال أورنا باربيبا، فقالت إن "الردع أمام حماس فقدناه
تقريبا، ليس بسبب الجيش، فلديه قدرات كبيرة، ولكن نتيجة أداء نتنياهو الذي قوض الإنجاز
الأمني الناجم بعد الحرب الأخيرة على غزة، ولم يعمل على ترجمتها سياسيا".
بيني
غانتس، زعيم حزب الجنرالات أزرق-أبيض، قال إن "صاروخ تل أبيب يعني أننا فقدنا
الردع العسكري كليا، ومن يحدد المسار السياسي اليوم ليس إسرائيل، بل حماس وقادتها
في غزة، يجب أن نعيد زمام المبادرة لأيدينا، واتخاذ سياسة أكثر قسوة ومتواصلة، أنا
لست ضد الهدوء في غزة، لكنه يجب أن يقابل بالهدوء".
اقرأ أيضا: القناة 10: حماس كسرت الحاجز النفسي بعد قصف "تل أبيب"
ضابط إسرائيلي كبير يقترح طريقة للتعامل مع حركة حماس
جنرال إسرائيلي يقارن بين حرب الاستنزاف مع حماس ومصر
هل يشهد قطاع غزة تصعيدا إسرائيليا قبل الانتخابات؟