للمرة
الأولى، شهدت القاهرة مساء السبت اجتماعا سُداسيا، ضم وزراء خارجية ورؤساء أجهزة
المخابرات في كل من
مصر والأردن والعراق.
وفي
تصريح للخارجية المصرية عقب انتهاء أعمال الاجتماع السُداسي، أوضحت أن الاجتماع يأتي
في إطار التحضير للقمة الثلاثية المرتقبة بين زعماء الدول الثلاث، من أجل تعزيز التعاون،
وتبادل الرؤى حول أهم القضايا الإقليمية، والتحديات الأمنية المشتركة، والتكامل.
واعتبر
سياسيون، في تصريحات لـ"
عربي21"، أن بيان الخارجية يزيد الغموض حول طبيعة اللقاء أكثر
مما يجليها، ولم يخرج عن سياق الديباجات التقليدية، وأن هناك الكثير لم يقل.
صفقة
القرن
وعلق
أمين لجنة
العلاقات الخارجية في حزب الحرية والعدالة، محمد سودان، بالقول: "أولا،
السيسي متلهف جدا علي إنهاء تنفيذ صفقة القرن، وهو ما كشفه أحد التسريبات قبل الانقلاب في أثناء اجتماعه بضباط القوات المسلحة، وتحدث فيه عن تهجير أهالي رفح والشيخ زويد، ثم
طلبه من ترامب في أثناء لقائه به العام الماضي ضرورة التعجيل في تنفيذ صفقة القرن".
وأضاف
لـ"
عربي21" أنه "يتم استخدام مصر كعراب لصفقة القرن في المنطقة، ومن
خلالها سيتم الضغط على حماس والأردن بقبول المشروع. أما موضوع
العراق، فأعتقد أنه من
باب إخضاع إيران بشكل غير مباشر للموافقة على هذا المشروع، خاصة أن إيران تدخل في
أبسط التفاصيل الآن في حكم العراق، وبالتالي مفتاح إيران هو في بغداد".
ما وراء
الاجتماع
وقال عضو لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس الشعب السابق، أسامة سليمان، لـ"
عربي21"، إن "الجديد في الاجتماع هو حضور مسؤولي المخابرات، وهذا يضفي على الاجتماع ملفات محددة، وليس جديدا ما يتعلق بالملفات الاقتصادية والتجارية
من مد خط أنبوب النفط من الموصل إلى العقبة واستفادة مصر منه، أو الربط الكهربائي، وهذه
لا تحتاج لا للمخابرات ولا لقمة ثلاثية".
وتابع:
"وبالتالي، فالأمر يتعلق بقضية محورية معني بها الدول الثلاث؛ كمستقبل سوريا، والعلاقة
مع إيران، والأهم هو ما يتعلق بالقضية الفلسطينية، وما يثار عن صفقة القرن، التي بدأت
ملامحها تظهر للعلن بتصريحات الرئيس الأمريكي ترامب عن القدس بوصفها عاصمة لإسرائيل، ثم
سيادتها على الجولان السوري".
ورأى
أن "مصر تلعب دور الوسيط في تسهيلات للأردن عبر العراق مقابل الخضوع لما تتطلبه
صفعة القرن. وبالتالي فمحور القمة هو الأردن المسؤول عن الملف الفلسطيني والمقدسات
في فلسطين، واللاجئين الفلسطينيين المقيمين فيه"..
وفيما
يتعلق بالعراق، أكد سليمان أن "العراق يشكل جارا مهمّا للأردن على مر التاريخ، اقتصاديا
وتجاريا وجغرافيا، ولا يمكن الاستغناء عنه؛ لذا فاستدعاؤه مهم للضغط على الأردن، والرضوخ
لما تقرره صفقة القرن في مقابل تسهيلات اقتصادية وأمنية يحتاجها كل من العراق والأردن".
ملفات
في فلك صفقة القرن
من جهته، قال مدير المعهد الدولي للعلوم السياسية والاستراتيجية بإسطنبول، ممدوح المنير، لـ"عربي21"، إن "صفقة القرن سوف يعلن عنها في أعقاب الانتخابات الصهيونية في 9 نيسان/ أبريل
القادم، كما صرح بذلك كوشنر كبير مستشاري ترامب و صهره؛ وبالتالي تحركات السيسي جميعها
تدور خلال هذه المساحة التي تتطلبها صفقة القرن،
خصوصا أن السيسي يعمل كوكيل لأمريكا والسعودية والإمارات لتنفيذ الصفقة، بل أعتقد أن
بقاءه في الحكم مرتبط بقدرته على تمرير الصفقة، خاصة الشق المصري فيها" .
وأضاف
أن "الأردن يراد له أن يتخلى عن تبعية المسجد الأقصى والأوقاف الإسلامية ويقبل
بضم الضفة لها؛ لإنهاء القضية الفلسطينية، وملك الأردن يعلم أن خطوة كهذه قد تتسبب
في زعزعة أركان ملكه؛ وبالتالي هو بين شقيّ رحى، كما يقولون، ضغوط اقتصادية لا يتحملها
اقتصاد الأردن، وضغط شعبي لن يتحمله كذلك في حالة موافقته على تمرير الصفقة".
ورأى
المنير أن "ملف الإرهاب وتنظيم الدولة هو الملف الأساسي في العلاقات المصرية العراقية، خصوصا بعد إعلان إنهاء تنظيم الدولة في سوريا والعراق، والتخوفات الأمنية من انتقال
أعداد كبيرة من المقاتلين عبر الحدود إلى شمال أفريقيا، خصوصا ليبيا أو سيناء؛ وبالتالي
هي ترتيبات أمنية تحت مظلة مكافحة الإرهاب، ولكن صفقة القرن حاضرة".
اقرأ أيضا: اجتماع "أمني" بين مصر والعراق والأردن.. وقمة ثلاثية الأحد