شر موقع "ذي إنترسبت" الأمريكي، تقريرا تحدث فيه عن حصول كل من الديمقراطيين والجمهوريين ورئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، على الترحيب الحماسي في المؤتمر السنوي للأيباك لاستهدافهم للنائبة إلهان عمر خلال الأيام القليلة الماضية.
وقال الموقع في تقريره الذي ترجمته "عربي21" إن نائب الرئيس الأمريكي، مايك بنس، هاجم يوم الاثنين تصريحات إلهان عمر المثيرة للجدل حول تأثير اللوبي المؤيد لإسرائيل.
في السياق ذاته، قال النائب ستينى هوير عن ولاية ميريلاند إن "أي شخص يشوه سمعة من يدعمون هذا التحالف التاريخي بين الولايات المتحدة وإسرائيل لا ينبغي له أن يحظى بمقعد في لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأمريكي".
أما زعيم الأقليّة الديموقراطية في مجلس الشيوخ الأمريكي، تشاك شومر، فقد قارن تعليقات عمر بدفاع دونالد ترامب عن النازيين الجدد، في حين قدم نتنياهو نظرة خاطفة عن المذبحة الأخيرة في كنيس يهودي في بيتسبيرغ في الوقت الذي لفت فيه الإنتباه إلى النائبة.
من جانبها، لم تتأخر عمر في الرد على هذه الإنتقادات إذ صرحت يوم الثلاثاء قائلة: "لقد كان من المثير للاهتمام رؤية مؤتمر قوي مماثل وهو يرتعد خوفا من عضو جديد في الكونغرس.
لذلك، أرجو أن يجدوا طريقة كي لا أظل عالقة في تفكيرهم على الدوام". تجدر الإشارة إلى أن هذه الإدانات العلنية الوقحة لعمر لم تكن انطلاقا من تصريحات جديدة للنائبة منذ آخر هجوم عليها، لكن بفضل هويتها التي تشكل تهديدا ثلاثيا وفريدا باعتبارها امرأة مسلمة وسوداء.
وأشار الموقع إلى أنه عند تحليل النقد اللاذع الموجه لعمر، اللاجئة الصومالية التي ترتدي الحجاب، فمن الممكن إرجاع السبب إلى لون بشرتها أو هويتها المسلمة.
مع ذلك، لا يمكن الفصل بين الاثنين. في الواقع، لطالما ارتبط المسلم في التصور الشائع بشخص بني البشرة ومهاجر، وبالتالي، فإن محاولات فهم الكراهية المعادية للإسلام مرتبطة بهذا السياق.
اقرا أيضا : رسالة "تنمر وكراهية" على باب طليب مختومة بالعبرية
ومع ذلك، يعد حصر الإسلاموفوبيا في مجرد شكل آخر من أشكال العنصرية التي بلغت ذروتها في عصر الحرب على الإرهاب، تجاهلا للإسلاموفوبيا ضد السود التي يعود تاريخها إلى تجارة الرق.
وبدلا من ذلك، يبدو من الضروري أولا فهم رد الفعل العنيف على عمر من منظور ما يعرف "بما بعد حياة العبودية"، الذي يشير إلى استمرارية الانتقاص من قيمة وإنسانية السود.
فعندما أُحضر المسلمون الأفارقة المستعبدون إلى المستعمرات، سرعان ما أصبحوا يُعرفون بتمردهم. وبعد أول انتفاضة مسجلة في سنة 1522، بات هؤلاء يشكلون تهديدا لأصحاب الرقيق ونظام الرأسمالية العنصري ما أدى إلى وضع إطار معاد للسود للإسلاموفوبيا في الولايات المتحدة.
وأضاف الموقع أنه مرور الوقت، أصبحت المخاوف الاستعمارية المحيطة بالمسلمين السود - الغاضبين والجريئين الذين يمثلون تهديدا للنظام - متجذرة في الدولة وأعيد تقديمها للرأي العام في أعقاب ظهور الإسلام من جديد في مجتمعات الأمريكيين السود.
نتيجة لذلك، جاءت ردود الفعل تجاه إلهان عمر انطلاقا من رؤية المسلمين السود على أنهم معادون للسامية على نحو متجذر واستثنائي.
اقرا أيضا : إلهان عمر تهاجم مجددا "إيباك" وتحرج نتنياهو.. هذا ما قالته
أما ثانيا، فيوجد تاريخ طويل من معاملة النساء السود بشكل خاص كمشتبه بهن. وقد كان العقاب والإذلال العلنيين للنساء السود يخدم ترسيخ مكانتهن باعتبارهن أقل من البشر ويعزز معاداة السود، وهو ما شوهد تاريخيا من خلال عمليات الإعدام خارج نطاق القانون على غرار ما حدث في سنة 1918 لماري تيرنر التي أعدمت وأخرج طفلها الذي لم يولد بعد من بطنها.
وعلى الرغم من أن جرائم القتل القاسية هذه بقيت في الماضي، إلا أن محاولات إسكات النساء السود تظل قائمة بطرق أكثر مكرا.
وأورد الموقع أن المحاولات الرامية لإسكات عمر تسلط الضوء أيضا على الطريقة التي استغلت بها الأحزاب السياسية رغبة المضطهَدين في التمثيل السياسي لخلق سياسة تمثيلية سطحية التي تعمل طالما أن أعضاءها على اختلافهم لا يُخلّون بالوضع الراهن.
وعقب انتخابها، وُصفت إلهان عمر بأنها أول امرأة محجّبة تدخل الكونغرس الأمريكي، وقدمت وسائل الإعلام الرئيسية تقييمات سطحية لهويتها كلاجئة صومالية.
مع ذلك، سرعان ما برزت عمر إبان إعلانها عن دعمها للشعب الفلسطيني من خلال انتقادها للدور الذي تلعبه الولايات المتحدة في اضطهاده.
وأشار الموقع إلى أنه خلال العقد الماضي، تتالت انتهاكات النساء المسلمات السود من قبل الدولة. ففي سنة 2008، حُكم على امرأة مسلمة سوداء بالسجن لمدة 10 أيام بعد رفضها نزع الحجاب في محكمة جورجيا.
وفي سنة 2016، أجرى مكتب شرطة مقاطعة كمبرلاند في ولاية ماين تحقيقا داخليا بعد انتشار صورة جنائية تعريفية لامرأة مسلمة سوداء على وسائل الإعلام أُعتقلت لمشاركتها في احتجاجات، دون حجابها.
أما سنة 2017، فمُنحت امرأة مسلمة سوداء 85 ألف دولار كتعويض على نزع حجابها من قبل ضابط شرطة في مدينة لونغ بيتش، كاليفورنيا.
وفي الختام، ذكر الموقع أن هذه النزعة تسعى إلى إذلال النساء المسلمات السود بشكل علني من خلال انتهاك حرمة أجسادهن، وهو ما يفسر سبب التعامل السيء مع عمر واعتبارها متطفّلة على السياسة الأمريكية.
ولم تكن التصريحات التي تعبّر عن معاداة السامية الصادرة عن المسؤولين المنتخبين من غير السود وغير المسلمين لتثير ضجة مماثلة في الإعلام الأمريكي.
وقد سلطت قضية عمر الضوء على الدعم الأمريكي الثابت لإسرائيل، واستخدمت الولايات المتحدة في ذلك الإسلاموفوبيا المناهضة للسود كأداة للتعبير عن هذا الدعم.
رشيدة طليب تدعو للتحقيق مع ترامب تمهيدا لإقالته
WP: هذه النظرية العنصرية التي تربط الإرهاب بنيوزلندا بترامب
NYT: مروجو العداء للإسلام أيديهم ملطخة بمجزرة نيوزيلندا