ما زالت الذكرى السنوية الأربعين لاتفاق كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل تشكل مناسبة للنقاشات الإسرائيلية، والبحث في تبعاته ونتائجه على مختلف الأصعدة السياسية والأمنية والعسكرية.
وقال آفي غيسنبار الكاتب الإسرائيلي بصحيفة معاريف، إن "مرور أربعين عاما على توقيع اتفاقية كامب ديفيد للسلام بين مصر وإسرائيل، يستدعي من الأخيرة أن تحافظ على الكنز الاستراتيجي "البارد"، رغم صعود وهبوط العلاقات بين البلدين، لأنه لولا هذا الاتفاق التاريخي بين القاهرة وتل أبيب، فقد كان من الصعب تصور كيف ستكون الأحداث في الشرق الأوسط".
وأضاف في مقال ترجمته "عربي21" أن "اتفاق كامب ديفيد، يشير إلى أن علاقات البلدين تسير على مسارين متوازيين، ففي حين تنتشر العداوة بصورة متفشية في كل أرجاء المجتمع المصري، بما في ذلك المثقفون والفنانون، فإن هناك علاقات وثيقة تجري بين الدولتين في المسار الأمني".
وأوضح غيسنبار أستاذ الدراسات التاريخية بجامعة بار ايلان، أن "كراهية المصريين لإسرائيل أخذت مؤشرات عديدة في أوساط الرأي العام المصري، كان آخرها في سبتمبر 2011 لدى اقتحام آلاف المصريين للسفارة الإسرائيلية في القاهرة للمس بأفرادها الذين كانوا محاصرين فيها، ولم يتم إنقاذهم لولا تدخل البيت الأبيض. ومع ذلك، فإن كراهية المصريين لإسرائيل لم تتراجع طوال كل تلك السنين".
وأشار إلى أن "السياحة المصرية لإسرائيل قليلة ومتواضعة، كما ترفض مصر إقامة علاقات أكاديمية مع الجامعات الإسرائيلية، وكذلك اتصالات اقتصادية وثقافية، ورغم ذلك فقد اعتبر اتفاق السلام كنزا استراتيجيا للدولتين معا، في ظل المصالح المشتركة لهما، لمواجهة النفوذ الإيراني المتزايد في المنطقة، وخطر الزعزعة الإقليمية، وتنامي مخاطر تنظيم الدولة وحركة حماس".
وختم بالقول بأن "التاريخ يعلمنا أنه رغم السلام البارد بين القاهرة وتل أبيب، ورغم التذبذب في علاقاتهما خلال تلك السنوات، لكن الدولتين حافظتا على استمراره، وبقائه، باعتباره كنزا استراتيجيا".
ساف غيبور الباحث الإسرائيلي في الشؤون العربية قال، إن "التنسيق الأمني بين مصر وإسرائيل، ومصالحهما السياسية المتبادلة، تجعل من اتفاق السلام يمر بظروف صعبة، لكنه يبدو مستقرا، في ظل حالة التحريض التي يعيشها المصريون ضد إسرائيل، والحظر على المصريين لزيارتها بسهولة".
وأضاف في تقرير موسع بصحيفة مكور ريشون، ترجمته "عربي21" أن "الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين عبر عن تقييمه لاتفاق كامب ديفيد مؤخرا بالقول، بأنه بعد أربعين عاما نجد أن مصر الدولة الكبرى التي شكلت تهديدا عسكريا على إسرائيل، وقادت العالم العربي لعدم الاعتراف بإسرائيل، لكن هذا الاتفاق غير العالم، وأحدث انقلابا جيو-سياسيا في الشرق الأوسط، وأحدث اختراقا في جدار المقاطعة العربية لإسرائيل".
وأشار إلى أن "الكثير من الإسرائيليين انتقدوا، وما زالوا ينتقدون، السلام البارد بين مصر وإسرائيل، لكن الحقيقة أن سلاما باردا أفضل من الحرب".
ديفيد غوفرين السفير الإسرائيلي الحالي في القاهرة قال، إن "العلاقات الثنائية بين البلدين تتركز في اللقاءات الدبلوماسية في مستويات مختلفة، وتنسيق أمني واسع بين أجهزة أمن البلدين، إن وجودنا في القاهرة أمر مهم، لأنه لا يجدي استمرار العلاقات من خلال البريد الإلكتروني والواتساب، نحن نقيم اتصالاتنا مع مختلف الوزارات المصرية، ورجال الأعمال وموجهي الرأي العام، كما يتم دعوتي لمنازل بعض المصريين".
الجنرال عاموس غلعاد رئيس الدائرة السياسية والأمنية بوزارة الحرب قال، إنه "يعرف العديد من صناع القرار المصري بينهم الرئيس السابق حسني مبارك ووزيري الدفاع عمر سليمان ومحمد طنطاوي، بجانب الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي حين كان رئيس الاستخبارات العسكرية المصرية".
وأضاف أن "السلام مع مصر كنز استراتيجي من الدرجة الأولى لإسرائيل، بدلا من الحروب الدورية بين البلدين التي تقتل الآلاف من الشعبين، وبذلك نجد أنفسنا أمام تعاون استراتيجي رغم أن المشاعر الشعبية المصرية تجاه إسرائيل ليست إيجابية".
وختم بالقول بأن "اتفاق كامب ديفيد تعرض لهزة خطيرة حين تطورت العلاقات بين مصر وتركيا في عهد الإخوان المسلمين، حين حكموا مصر عامي 2012-2013، مما شكل خطرا على إسرائيل، ولولا الخطوة التي قام بها السيسي للإطاحة بالإخوان، لاعتبر التحالف بين أنقرة والقاهرة خطرا على تل أبيب".
سفير إسرائيلي يجمل حصاد 40 عاما من الاتفاق بين مصر وإسرائيل
فزع وكذب.. هذا ما كشفته مقابلة نتنياهو حول الغواصات الهجومية
مستشرق إسرائيلي يستعرض أهم فوائد اتفاق كامب ديفيد مع مصر