بعد التلويح الأمريكي بأن كل الخيارات متاحة،
بما فيها الخيار العسكري، للإطاحة بالرئيس الفنزويلي، نيكولاس مادورو، لصالح رئيس
البرلمان المعارض، خوان غوايدو، قررت روسيا إرسال مجموعة من الجنود إلى هناك الأمر
الذي عقد المشهد.
وتقف روسيا إلى جانب مادورو الذي يعارضه
الأمريكيون والأوروبيون، في مواجهة غوايدو الذي حصل على دعم غربي واسع منذ إعلان
نفسه رئيسا انتقاليا في البلاد.
ودعا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأربعاء الماضي روسيا إلى الخروج من
فنزويلا بعد أن أرسلت موسكو إلى كراكاس طائرتين تنقلان عسكريين وعتاداً.
وقال ترامب: "على
روسيا أن تخرج" من فنزويلا، فيما قال وزير خارجيته، مايك بومبيو، إن الولايات المتحدة لن تقف "مكتوفة
الأيدي" إذا استمرت روسيا "في مفاقمة التوتر في فنزويلا".
وعلقت روسيا رسميا قائلة إن "الخبراء العسكريين الروس موجودون في
فنزويلا في ضوء اتفاقية تعاون عسكري-تقني موقعة بين حكومتي روسيا وفنزويلا في
مايو/أيار 2001".
وفيما يرى البعض أن
دخول روسيا على خط الأزمة، سيمنع أي تدخل أمريكي عسكري في فنزويلا، قال آخرون إن
الولايات المتحدة لم تكن للتدخل عسكريا من الأساس.
اقرأ أيضا: واشنطن قد تعاقب روسيا على إرسالها قوات إلى فنزويلا
من جهته قال المحلل السياسي الروسي، أندريه
أونتيكوف، إن الولايات المتحدة الأمريكية هي من تصعد الأزمات في المنطقة، وفنزويلا
خصوصا.
وأشار إلى أن القوات الروسية التي وصلت
فنزويلا هي عبارة عن مجموعة من 99 جنديا فقط، ضمن اتفاقيات تعاون عسكري موقعة من
سنوات.
ولفت إلى أن الوجود الروسي في فنزويلا هو
رسالة للولايات المتحدة الأمريكية لوقف التدخل في الشؤون الفنزويلية.
وأكد أن الجنود الروس ليسوا لقمع التظاهرات
الشعبية على الأرض، وإنه كيف لمجموعة صغيرة قمع شعب بأكمله، مرجعا الأمر إلى
الدعاية الأمريكية حول الوجود الروسي في فنزويلا.
وحول إذا ما كان الوجود الروسي على الأرض في
فنزويلا قد يحبط أي محاولات لتدخل عسكري أمريكي، قال أونتيكوف إن أمريكا بدأت
التخلي عن فكرة التدخل العسكري.
ولفت إنه رغم ذلك، لا ضمانات على أن
الأمريكيين لن يتدخلوا عسكريا، لكن ليس مباشر بل عبر دول مجاورة.
وختم المحلل السياسي الروسي أن فنزويلا أصبحت
الآن ساحة جديدة للتنافس بين موسكو وواشنطن.
وكان موقع "سبوتنيك" الروسي نقل عن الملحق العسكري لسفارة
فنزويلا في موسكو، خوسيه رافائيل توريبالبا، قوله إن الجنود الروسي موجودين في
فنزويلا للتطوير التعاون في مجال الدفاع، وليس للقيام بعمليات عسكرية.
يذكر أن الجنود الروسي
والعتاد العسكري المكون من 35 طنا، وصلت إلى روسيا على متن طائرتي "أنطونوف
124"، و"إليوشن 62"، بقيادة قائد القوات البرية الجنرال فاسيلي تونكوشوروف.
من جانب آخر، قال الخبير في الشأن الأمريكي، جو معكرون، لـ"عربي21" إن دخول روسيا بهذه القوة على خط الأزمة الفنزويلية يكرس الجمود الدولي في البحث عن مخارج لهذه الازمة في ظل الخيارات المحدودة لواشنطن وموسكو.
وتابع بأن هذا الدخول الروسي المباشر يعقد الأزمة الفنزويلية ويعزز وضعية مادورو باعتبار أن إطالة الأزمة وتدهور الوضع الإنساني يساعدان نظام مادورو الذي يبدو أنه غير مهتم سوى في إبقاء النظام القائم.
البيت الأبيض يتجاهل "المسلمين" في تعازيه بجريمة نيوزيلندا
هكذا سيعرقل الاحتلال تحرك طهران بسوريا بعد انسحاب أمريكا
هل تدخل روسيا إلى مدينة منبج السورية بموافقة تركية؟