أكدت حركة شباب 6 أبريل في الذكرى الحادية عشرة لانطلاقها، أن عدم وجود فعاليات لها على الأرض لا يعني عدم وجودها، وأنها مثل غيرها من الحركات السياسية والاحتجاجية بمصر التي اضطهدتها السلطات المصرية، وضيقت عليها الخناق.
وقال أعضاء حاليون وسابقون في الحركة في تصريحات لـ"عربي21" إن القبضة الأمنية في مصر نجحت في إخماد أي حراك في الشارع من خلال استخدام وسائل قمعية غير مسبوقة، كالقتل خارج نطاق القانون، والحبس، والمطاردة، ولكنها لم تنجح في إقناع الشعب بعدالتها.
ونشأ اسم "حركة شباب 6 إبريل" نسبة لليوم الذي شارك فيه محتجون شباب إضراب عمال شركة غزل المحلة إحدى قلاع صناعة النسيج بمصر، في 6 نيسان/ نيسان 2008، بسبب تدهور الأوضاع المعيشية، والمطالبة برفع الأجور إبان عهد المخلوع مبارك.
سيرة الحركة
واستمرت الحركة على نهجها، وشاركت بقوة في ثورة 25 يناير 2011، وعارضت كل الأنظمة السياسية الحاكمة المتتالية، رافضة كل الحلول الوسط، بداية من استفتاء 19 آذار/ مارس 2011، مرورا بفترة حكم المجلس العسكري، ثم حكم الرئيس محمد مرسي، ولكنها شاركت في ثورة 30 حزيران/ يونيو، وعارضت انقلاب 3 تموز/ يوليو العسكري، ثم عارضت نظام السيسي.
ومثل باقي الحركات الاحتجاجية، شهدت الحركة انقساما في 2012، عندما قرر أعضاء بالحركة دعم الرئيس مرسي في جولة الإعادة، من بينهم مؤسس الحركة أحمد ماهر، مقابل رفض عدد آخر من الحركة انتخاب رئيس من جماعة الإخوان المسلمين، وشكلوا "حركة 6 إبريل - الجبهة الديمقراطية".
وفي نيسان/ إبريل 2014 أصدرت محكمة القاهرة للأمور المستعجلة، حكماً بحظر أنشطة الحركة، والتحفّظ على مقارها وممتلكاتها، وأي هيئة أو منظمة تنتمي إليها أو تنبثق منها أو منشأة بأموالها، تحت مزاعم أن الحركة "تعمل لمصلحة جهات أجنبية ضد مصلحة الوطن، بغرض تهديد الأمن العام والسلم الاجتماعي، وتهديد المواطن في حياته الخاصة والعامة".
6 إبريل كامنة
وقال المتحدث باسم حركة 6 إبريل، خالد إسماعيل، لـ"عربي21" إن "الحركة لم تنته، ولم تمت، ولكن نالها من القمع العسكري ما نال الكثير من الحركات والأحزاب السياسية، ولسنا وحدنا الغائبين عن الشارع الآن، على الرغم من وجود موجبات الحراك".
واعتبر أن النظام السياسي القمعي الراهن الذي يحكم البلاد "لا يسمح ولا يصلح لممارسة أي نوع من أنواع العمل العام، فما بالنا بتنظيم وقفات أو مظاهرات احتجاجية"، مشيرا إلى أن "هناك آلاف الأعضاء من المنتمين لحركة 6 إبريل في كل مكان، وللحركة جمهور كبير من المؤيدين والمتعاطفين معها، وكذلك من الحركات السياسية الأخرى".
دور توعوي
من جهته؛ قال عضو حركة شباب 6 إبريل، محمد نبيل، لـ"عربي21": "في مصر سلطة حاكمة مانعة لأي حياة، أو آراء سياسية بقوة السلاح والاعتقالات دون أن تواجه أي عواقب، يصاحبه صمت شعبي، وإعلامي، وسياسي على الوضع الحالي".
اقرأ أيضا: موقع أمريكي: السيسي يسحق المعارضة ويغذّي تنظيم الدولة
وأضاف: "لذلك نرى أن دورنا ليس الحراك في الشارع، إنما هو توعية الجمهور، والتحذير من عواقب الممارسات الأمنية، ومن حدوث انفجار شعبي غير منظم في أي لحظة"، لافتا إلى أن "سلاح المعارضة هو الغضب الشعبي وهذا غير متوفر حاليا، ولكن نحن مستعدون لنكون في المقدمة في حال حدوث أي انفجار شعبي لتجنب أي فوضى مدمرة".
حركة احتجاجية بإمتياز
منسقة حركة 6 إبريل، بالولايات المتحدة، سوسن غريب، أكدت بدورها أن "الحركة كانت ولا تزال حركة مؤثرة في الحياة السياسية المصرية، سواء كان لها نشاط أو لم يكن لها نشاط على أرض الواقع؛ نتيجة الحكم القمعي الديكتاتوري".
وبينت أن "الحركة التي حركت المياه الراكدة في عهد مبارك في 2008 لا تزال ثابتة على مبادئها، مرددة شعار الحركة (هنفضل احنا الصوت لما تحبوا الدنيا سكوت)"، لافتة إلى أن الحركة "هي حركة احتجاجية بامتياز و تتماهي مع مطالب الشعب وليست سياسية".
في حين أكد أحد أعضاء الحركة السابقين (تحفظ على ذكر اسمه) أن الحركة "أدت ما عليها في الأنظمة المتتالية، وأنها كانت شوكة في حلق كل الأنظمة، ولكنها الآن في حالة موت سريري، وغير قادرة على الحراك، ولا ينتظر منها وحدها فعل ذلك".
وأعرب عن أمله "في أن تنجح أي جهود سياسية، أو حراك شعبي في تحريك المياه الراكدة"، متوقعا أن "تظهر الحركة عند أول منعطف للشعب ضد النظام الحالي؛ لأنهم حركة احتجاجية قادرة على التحرك بسرعة، ولا تحكمها قواعد الأحزاب السياسية المملة".
انحراف مؤقت
من جهته؛ قال المحلل السياسي، سيد أمين، لـ"عربي21": "جميع الحركات والتنظيمات والأحزاب ليست السياسية فقط بل وأيضا الثقافية والاجتماعية الآن هي في عداد المفقودين؛ لأن السلطة قامت بسحق كل شيء في أي اتجاه، وتحاول صناعة حركات وأحزاب وتنظيمات صورية لاستكمال الشكل الخارجي للنظام".
اقرأ أيضا: ما هي فرص المعارضة في مصر لإسقاط التعديلات الدستورية؟
وأضاف : "حركة 6 إبريل بدأت كحركة ثورية ذات مطالب ليبرالية، وأهداف تنادي بالحرية إلا أنها قد تكون تعرضت لضغوط أمنية هائلة إبان حكم الدكتور مرسي، أو أنها أساءت الفهم السياسي للمشهد، وفقدت بذلك تيارا واسعا من تأييد الشارع لها، وهي معذورة في ذلك حيث تم خداع الجميع وتضليله بما فيهم الإخوان والمسلمون".
واعتبر أن الحركة "كانت حركة مثيرة للإعجاب من قبل كافة فئات المجتمع، وكانت سباقة في تصدر المشهد واستيعابه، لكن المؤامرة كانت كبيرة للغاية لدرجة لم يتخيلها أي طرف من أطراف الضحايا، ويذكر لها أنها أيضا كانت سباقة في رفض الانقلاب، والاعتراف بأنها وقعت في الخطأ والتضليل".
مطالب برقابة دولية على استفتاء "تعديلات" السيسي
كيف استخدم نظام السيسي انتخابات الصحفيين لتوجيه رسائل لمعارضيه؟
إدانة أمريكية للسيسي بـ"القتل غير القانوني".. ما دلالاتها؟