تجددت المواجهات في لبيبا، بين قوات اللواء المنشق خليفة حفتر، الذي يسعى للسيطرة على العاصمة طرابلس، وقوات حكومة الوفاق، التي وصلها دعم عسكري من كتائب مدينة مصراتة للمشاركة في عملية "وادي الدوم 2".
وبحسب مراسل "عربي21"، فإن وزارة صحة الوفاق الليبية، وثقت وقوع 21 قتيلا و27 جريحا في اشتباكات طرابلس منذ الخميس الماضي، مع قوات حفتر.
وفي رصد لآخر التطورات، قالت مصادر عسكرية خاصة لـ"عربي21" إن قوات من حكومة الوفاق مدعومة بكتائب عسكرية من الثوار تصدت لمليشيات حفتر في منطقة "خلة الفرجان" جنوب شرق طرابلس، وأجبرتها على التراجع، مشيرة إلى أن جبهات أخرى مفتوحة مع قوات حفتر في مناطق السواني، و وادي الربيع و العزيزية، والهيرة، وهي أحياء تمثل ضواحي العاصمة طرابلس، لافتا إلى أن قوات حفتر تتكبد خسائر فادحة على تلك الجبهات.في إطار عملية "وادي الدوم2".
في السياق ذاته، قال المصدر، وهو أحد قادة كتائب ثوار فبراير، أن الكتيبة 166 القادمة من مصراتة، والتابعة لحكومة الوفاق تمكنت من اقتحام استراحة جنوب طرابلس يتواجد فيها عشرات من مقاتلي حفتر، وأنها تمكنت من أسرهم بالكامل، والسيطرة على 9 عربات عسكرية محملة بالأسلحة والذخائر، لافتا في الوقت ذاته إلى أنه جرى أسر نحو 50 آخرين في مختلف محاور القتال حتى ظهر الأحد.
وكانت مواجهات مسلحة
عنيفة اندلعت صباح الأحد سمع صداها في الجهة الجنوبية لطرابلس وللمرة الأولى سمع صداها
أيضا وسط العاصمة.
وذكرت وسائل إعلام
محلية بأن المواجهات المسلحة تجري في محيط مطار طرابلس الدولي القديم الذي تحاول قوات حفتر السيطرة عليه.
وبحسب المواقع المحلية فقد قصفت طائرات تابعة لحفتر قوات حكومة الوفاق في طريق المطار دون أن توقع إصابات.
وفي السياق ذاته قال
الناطق باسم إدارة الجرحى والطب الميداني التابع لحكومة الوفاق، مالك مرسيط، لقناة
ليبيا الاحرار بأن حصيلة اشتباكات امس بلغت 7 قتلى بينهم مدني و55 جريحا.
ودارات السبت اشتباكات
عنيفة بين قوات حفتر وقوات الوفاق على أطراف العاصمة حيث تمكنت قوات تابعة للوفاق
من استعادة بعض الاماكن التي فقدتها الجمعة.
والخميس، أطلق قائد
قوات الشرق الليبي خليفة حفتر عملية عسكرية للسيطرة على العاصمة طرابلس، وسط تحفز
من حكومة الوفاق لصد أي تهديد.
اقرأ أيضا: السراج يوجه خطابا للشعب الليبي مع تراجع قوات حفتر (شاهد)
ويأتي التصعيد العسكري
من جانب حفتر، مع تحضيرات الأمم المتحدة، لعقد مؤتمر للحوار في مدينة غدامس
الليبية، بين 14 و16 أبريل الجاري، ضمن خريطة طريق أممية لحل النزاع في البلد
العربي الغني بالنفط.
من جهة أخرى، شهدت
قرية البلم سيتي، والمعروفة بقرية النخيل بمنطقة جنزور، غرب العاصمة الليبية
طرابلس، الأحد عملية إجلاء موظفين أجانب بواسطة سفينة، بحسب شهود عيان.
وتعتبر قرية النخيل،
المقر الرئيسي لأغلب المنظمات الدولية ومن بينها بعثة الأمم المتحدة للدعم في
ليبيا، التي يرأسها غسان سلامة، وكذلك مقرا لبعض السفراء الأجانب.
وفي السياق ذاته نقلت
قناة ليبيا الأحرار أنه تم نقل مجموعة من
القوات الأمريكية المساندة لقوات "الأفريكوم" الموجودين في ليبيا مؤقتًا استجابة للظروف الأمنية على
الأرض، دون مزيد من التفاصيل.
وقال بيان القيادة العسكرية الأمريكية في أفريقيا "أفريكوم" إن القيادة ملتزمة بأمن ليبيا واستقرارها لما له من إسهام في الأمن الإقليمي، وإنها تقوم بإجراء "تخطيط عسكري حكيم مع الاستمرار في تقييم الوضع الأمني".
وتابع البيان بأن
القيادة ستواصل "مراقبة الظروف على الأرض في ليبيا، وتقييم جدوى تجدد الوجود
العسكري الأمريكي، حسب ما يقتضيه الأمر.
وقال الجنرال في فيلق
مشاة البحرية الأمريكية، توماس والدهاوسر: "إن الحقائق الأمنية على الأرض في
ليبيا تزداد تعقيدًا ولا يمكن التنبؤ بها (...) سنظل نتمتع بالمرونة في دعم الإستراتيجية
الأمريكية الحالية".
في سياق متصل، طالب أعضاء مجلس النواب الليبي عن مدينة طرابلس، قوات حفتر المعتدية على المدينة، بالتراجع فورًا عن محاولات دخولها للعاصمة التي لن تحقق شيئًا إلا إراقة المزيد من دماء الليبيين، وإشعال فتيل حرب لا يمكن معرفة أين ومتى تنتهي.
وجاء ذلك في بيان صدر،
السبت، استنكروا فيه التحركات العسكرية لقوات حفتر، وطالبوا بإنهاء كافة مظاهر
القتال.
وقال النواب حمودة
سيالة، ولؤي الغاوي، وخالد الأسطى، والصديق حمودة، وناصر بن نافع، وبالخير الشعاب،
والصادق الكحيلي، وأسامة الشعافي، إن ما صدر عن رئيس مجلس النواب عقيلة صالح وعدد
من النواب من تأييد لهذه الاعتداءات، هى مواقف شخصية لا تعبر إلا عن أصحابها
وقائليها، حسب البيان.
وأعرب نواب طرابلس عن
تفاجئهم بالتحركات العسكرية، التي ترفع شعار مكافحة الإرهاب، وتحرير العاصمة
الليبية طرابلس.
في وقت سابق، استنكر
رئيس حكومة الوفاق الليبية فايز السراج تحركات حفتر، واعتبرها "طعنة في الظهر
عقب اقتراب الحل السياسي في البلاد".
وقال السراج في كلمة
متلفزة تعلقيا على هجوم قوات حفتر على طرابلس: "تفاجأنا بتحرك عسكري من حفتر
ضاربا بعرض الحائط معاناة الليبيين في مكافحة الإرهاب، وعندما بدأ الحل السياسي
يلوح في ليبيا، فوجئنا بطعنة في الظهر من قبل خليفة حفتر".
وقال السراج إن حفتر
يرسل أبناء ليبيا إلى مصير مجهول وهو يقوض جهود حل الأزمة ويدفع إلى مزيد من سفك
الدماء، مشيرا إلى أن الصراع ليس جهويا أو قبليا داعيا الليبيين إلى تغليب مصالح
الوطن وأمنه.
وأضاف السراج:
"عملنا بشكل مكثف مع البعثة الأممية لدعم المؤتمر الوطني الذي سيعقد في
غدامس"، داعيا الدول التي تدعم حفتر إلى وقف دعمها له.
مصدر ليبي يقدم لـ"عربي21" تقدير موقف عسكري وسياسي
مصر تعلق على عمليات حفتر: "الحل لن يكون عسكريا"
هكذا علق المرزوقي على هجوم حفتر وعلاقته بحراك الجزائر