أعلنت فرق الإطفاء في العاصمة الفرنسية فجر الثلاثاء أنّ الحريق الضخم الذي اندلع في كاتدرائية نوتردام في باريس مساء الاثنين ودمّر أجزاء كبيرة منها أصبح "تحت السيطرة" وتم "إخماده جزئياً".
وقال المتحدث باسم فرق الإطفاء الليفتنانت كولونيل غابريل بلوس لوكالة فرانس برس إنه "تمت السيطرة بالكامل على الحريق. لقد أخمد جزئياً، وهناك بؤر لا تزال مشتعلة نعمل على إخمادها".
وفي السياق أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لدى تفقده الكنيسة أنّ "الأسوأ تم تجنّبه" في الحريق الضخم الذي اندلع مساء الاثنين في كاتدرائية نوتردام بوسط باريس وأدّى إلى انهيار برجها وسقفها، واعداً بإعادة بناء المعلم التاريخي الذي سبّب احتراقه صدمة وحزناً في العالم أجمع.
ويأتي تصريح الرئيس الفرنسي بعيد إعلان فرق الإطفاء أنّها نجحت في "إنقاذ الهيكل الرئيسي" للكاتدرائية التاريخية.
وتعهّد الملياردير الفرنسي فرانسوا-هنري بينو بتقديم مئة مليون يورو لإعادة بناء كاتدرائية نوتردام التي دمّرها جزئياً حريق ضخم مساء الاثنين.
وفي بيان تلقّته وكالة فرانس برس، قال بينو، رئيس مجلس إدارة مجموعة كيرينغ التي تملك العديد من العلامات التجارية الفاخرة مثل "غوتشي" و"إيف سان لوران"، إنّ مبلغ المئة مليون يورو سيخصّص لتمويل "جهود إعادة بناء نوتردام بالكامل" وستدفعه شركة أرتيميس الاستثمارية التي تملكها عائلته.
وقال قائد فرق الإطفاء في باريس جان-كلود غاليه للصحافيين: "يمكننا القول إنّ الهيكل الرئيسي لنوتردام قد تم إنقاذه والمحافظة عليه"، مشيراً إلى أنّ برجي الكاتدرائية الرئيسيين تم الآن إنقاذهما على ما يبدو.
والحريق الضخم الذي لم تعرف أسبابه حتى الساعة اندلع قبيل الساعة السابعة مساء في الكاتدرائية الباريسية التاريخية وقد أدّت النيران إلى انهيار برج الكاتدرائية القوطية التي شيدت بين القرنين الثاني عشر والرابع عشر والبالغ ارتفاعه 93 مترا، وسقفها.
اقرا أيضا : حريق يلتهم كاتدرائية تاريخية في باريس (شاهد)
وشارك حوالي 400 إطفائي في مكافحة النيران ومحاولة إنقاذ برجيها الأماميين، وهو ما تمكنوا من تحقيقه قبيل منتصف الليل.
وأفادت فرق الإطفاء بأنّ الحريق "مرتبط على الأرجح" بورشة الترميم التي تشهدها الكاتدرائية البالغ عمرها 850 عاماً والمدرجة على لائحة اليونسكو للتراث العالمي منذ العام 1991.
وبسبب الحريق أرجأ ماكرون إلى أجل غير مسمّى الخطاب الذي كان سيلقيه مساء الاثنين للردّ على مطالب محتجّي "السترات الصفراء".
ووصفت رئيسة بلدية باريس آن هيدالغو ما يحصل بأنه "حريق رهيب" فيما تجمع الفرنسيون في محيط الصرح الديني والسياحي الشهير وهم يتحسرون لمشاهدة النيران تلتهم سقف الكاتدرائية وبرجها.
وفي ردود الفعل الدولية، وصف الرئيس الأميركي دونالد ترامب الحريق بـأنه "فظيع" مقترحاً استخدام طائرات مخصّصة لمكافحة الحرائق لإخماده.
وأعرب الفاتيكان عن "حزنه" لاحتراق الكاتدرائية، مضيفاً في بيان: "نعرب عن قربنا من الكاثوليك الفرنسيين والسكان الباريسيين.
بدورها اعتبرت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل أنّ الكاتدرائية هي "رمز لفرنسا" و"لثقافتنا الأوروبية".
من جهتها أكّدت المديرة العامة لمنظمة اليونسكو أودري أزولاي وقوف المنظمة "إلى جانب فرنسا لحماية وترميم هذا التراث الذي لا يقدر بثمن".
أمّا المتحدّث باسم مجمع الأساقفة في فرنسا فقال إنّ "رمزاً كبيراً للإيمان الكاثوليكي يحترق".
وكتب رئيس بلدية لندن صادق خان على "تويتر": "مشاهد مؤلمة (...) لندن حزينة مع باريس اليوم".
وأبدت الكنيسة الكاثوليكية في الأراضي المقدّسة "تضامنها" مع فرنسا.
وفي العالم العربي قال شيخ الأزهر الإمام أحمد الطيّب في تغريدة: "أشعر بالحزن تجاه حريق كاتدرائية نوتردام بباريس، هذه التحفة المعمارية التاريخية. قلوبنا مع إخواننا في فرنسا، لهم منا كلّ الدعم".
اقرا أيضا : دفاع مدني فرنسا يرد على ترامب: اقتراحك سيسبب كارثة
بدورها قالت الخارجية المصرية في بيان إنّ القاهرة "تتابع ببالغ الأسى والألم حادث الحريق الذي شبّ في كاتدرائية نوتردام، خاصةً لما يمثّله هذا الصرح العريق من قيمة حضارية وتاريخية لفرنسا وكجزء من التراث العالمي".
وقال رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري في تغريدة إنّ "الحزن يلفّ العالم لمشهد الحريق في كاتدرائية نوتردام في باريس. كارثة تراثية وإنسانية تفوق الوصف. كلّ التضامن من لبنان مع الشعب الفرنسي الصديق".
بدوره أعرب العاهل المغربي الملك محمد السادس في برقية أرسلها إلى ماكرون عن بالغ تأثره "بخبر الحريق الذي دمر الكاتدرائية"، مؤكّداً أنّ "هذه الكارثة لا تمسّ فقط بواحد من المعالم التاريخية ذات الحمولة الرمزية الكبيرة لمدينة باريس، بل أيضاً بمكان للعبادة لملايين الأشخاص عبر العالم".
دفاع مدني فرنسا يرد على ترامب: اقتراحك سيسبب كارثة
فرنسا تنفي أن تكون عرقلت بيانا للاتحاد الأوروبي بشأن ليبيا
هكذا علقت فرنسا على قرار أمريكا بشأن الحرس الثوري الإيراني